ثم تحولها فتضعها علي مقدم رأسك وتقول بسم الله الذي لا إله غلا غيره الرحمن الرحيم اللهم أذهب عنا الهم والحزن آمين .
ثم تنزلها من علي رأسك وتقول : اللهم أجرني من النار " سبعا " ثم تقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو علي كل شيء قدير " عشر مرات " وتقول بعد العاشرة : في كل لمحة ونفس ملء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ وزنة العرش . ثم تقول : سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته ومنتهى علمه . وتقرأ الفاتحة مرة .
وتقرأ آية الكرسي الخ , ثم تقول : اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني و أعوذ بك من كل فقر ينسيني و أعوذ بك من كل غني يطغيني وأعوذ بك من كل صاحب يرديني وأعوذ بك من كل أمل يلهيني و أعوذ بك من كل قاطع يقطعنى عنك . ثم إن كنت في المغرب رفعت يديك مستقبلا ببطونهم وجهك قائلا جهراً : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير ) ثم تقول سرا : في كل لمحة و نفس ملء الميزان و منتهى العم ومبلغ الرضا وعدد النعم وزنة العرش . ثم تدعو بما تيسر من الأدعية السابقة من قولك اللهم إله محمد الخ . وغالبا يقف رضي الله عنه عند تمام اللهم اغفر لنا ولوالدينا الخ . وربما دعا بدعائه في القنوت من الصبح اللهم ارزقنا غاية لذة النظر إلي وجهك وغاية الشوق إلي لقائك الخ . ثم يختم بكفارة المجلس وهي : سبحانك اللهم وبحمدك الخ . " ثلاثا " ثم ينصرف إلي منزله وتعجيله ذلك من اجل الأمر بركعتي المغرب لكونهما يرفعان مع الفريضة . ثم يأتي عقب الركعتين بعد التقديم بآمن الرسول إلي تمام الباقيات الصالحات علي نحو ما يأتي في صلاة الصبح وإن شاء أتي بآمن الرسول إلي أخر الدعاء الذي يرفع به يديه ويدعو كما مر . و أما إذا كنت في الصبح فإنك قولك اللهم إني أعوذ بك من كل عمل يخزيني الخ تقرا المقدمة و الفاتحة ثم تقول : وأقدم إليك بين يدي ذلك كله { الله لا إله هو الحي القيوم } الخ آية الكرسي ( البقرة : 255 ) ثم تقرأ :
{ آمن الرسول } الخ .. سورة البقرة ( البقرة : 285- 286 ) ثم تقرأ : { شهد الله .. } .. إلي { الإسلام } ( آل عمران : 18 : 19 ) كما مر . ثم تقرأ : { قل هو مالك الملك } إلي { حساب } ( آل عمران : 26 – 27 ) ثم تقول : اللهم فارج اللهم ... الخ الدعوة وتقول : اللهم يسر أمرنا كله الخ الدعوات ثم تقرأ: { سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين } الخ السورة ( الصافات : 180 – 182 " ثلاثا " وتقرأ الإخلاص عشر مرات والمعوزتين مرة مرة .
ثم تقرأ : سبحان من لا علم قدره غيره , ولا يبلغ الواصفون صفته " ثلاثا " ثم الباقيات الصالحات . ثم ترفع يديك بالدعاء السابق في الظاهرين والعشاء كله وأما بعد فريضة الجمعة فتقرأ بعد المقدمة الفاتحة " سبعا " والمعوزتين " سبعا " . ثم تضع كفك علي رأسك وتقول سرا : بسم الله الذي لا إله غيره الرحمن الرحيم اللهم أذهب عني الهم والحزن آمين . كل ذلك قبل أن تكلم أحد وقبل أن تغير جلسة الصلاة لأنه ورد من قرأ هذه السور المتقدم بعد صلاة الجمعة علي هذه الكيفية غفر له ذنبه المتقدم والمتأخر . وتقرأ أية الكرسي وما بعدها إلي تمام ما كنت تفعل في الظهر وتدعو بعد رفع يديك بالتهليل بجميع الدعاء السابق .
هذا كله في الحضر وأما في السفر فالظهران يكفيهما راتب واحد بعدهما و العشاءان كذلك والصبح علي حاله . وإذا حضرت جمعية فعلي حكمها وأن اشتد بك السير أتيت بالتقديم وآية الكرسي والباقيات الصالحات وترفع يديك بما تيسر من الدعاء وإذا مشيت أكملت الباقي في سيرك . والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وهذا دعاء قنوت الصبح : ( الهم إنا نستعينك ونستغفرك , ونؤمن بك ونتوكل عليك ونخنع لك ونخلع , نشكرك ولا نكفرك , ونترك من يكفرك . اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد , وإليك نسعي و نحد , نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد , إن عذابك بالكافرين ملحق ) .
ومن أدعيته رضي الله عنه في ذلك : ( اللهم ارزقني غابة لذة النظر إلي وجهك , وغاية الشوق إلي لقائك , وغاية معرفتك , وغاية محبتك وغاية مشاهدتك , وغاية مكالمتك وغاية عافيتك وغاية عنايتك , وغاية علومك وغاية أنوارك , وغاية أسرارك وغاية هدايتك , وغاية عظمتك , وغاية توفيقك , وغاية رضاك الأكبر الذي أعطيته نبيك محمداً صلي الله عليه وسلم من كل ذلك في الدنيا والآخرة في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة , وقونا علي ذلك كما قويته وأيدنا كما أيدته آمين هذا دعاء قنوت الوتر : ( اللهم أهدنا فيمن هديت , وعافنا فيمن عافيت , وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت , وقنا شر ما قضيت , فإنك تقضي ولا يقضي عليك , وأنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت , تباركت ربنا وتعاليت فلك الحمد علي ما أعطيت ولك الشكر علي ما أنعمت به و أوليت , نستغفرك ونتوب إليك ونؤمن بك ونتوكل عليك اللهم اكشف عنا وعن جميع المسلمين من البلاء ما لا يكشفه غيرك ) " ثلاثا " وصلي الله وسلم علي مولانا محمد وعلي آله في كل لمحة ونفس عدد ما وسعة علمك آمين
المعاني الرقيقة
الفصل الأول :- ماء الغيب
بسم الله الرحمن الرحيم
سئل سيدى أحمد بن إدريس رضى الله عنه عن معنى هذه الأبيات :
توضأ بماء الغيب إن كنت ذا سر
ولا تيم بالصعيد وبالصخر
وقدم إماما كنت أنت أمامة
وصل صلاة الفجر في أول العصر
فهذى صلاة العارفين بربهم
فإن صلاة العارفين بربهم
فإن كنت منهم فانضج البر بالبحر
فقال رضى الله تعالى عنه : هذه الأبيات للشيخ الجنيد رضى الله تعالى عنه , ثم قال : توضأ بماء الغيب
معناه :
تطهر بطهارة التجلي الإلهي ؛ لأن الماء متجلي فيه الحق باسمه المحي فلذلك يجد المتوضئ أثر الحياة عاجلا من النشاط في أعضائه فهو يقول كن حيا بحياه الله فان الغيب هو الله تعالى لكونه عند الخالق غيبا لا يشهدونه ومن شهد منهم فلا إحاطة عنده ولا يحيطون علما فهو الغيب أيضا والكل غائب عنه وهو من باب الحج عرفة فان كل شئ غائب يطلق عليه غيب
لم يذكر التجلي في القرءان إلا مرة واحدة قال تعالى : فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا : وقد أشار إلى ذلك السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه في الأحزاب يقول وقد صار الجبل وهو من الصم الراسي الشامخات دكا وخر موسى وهو من كبراء خواص أصحاب الوحي صعقا من ظهور قدر أنملة الخنصر من نورك كما أعلمتنا بذلك في الوحي الإلهي بقولك : فلما تجلى ربه للجبل دكا وخر موسى صعقا
تجلى الحق في الماء ليس كتجليه للجبل
تجلى فى الماء ليس كتجليه للجبل و إلا لما رأيت ماء موجودا ً ولكن المراد بالتجلي هنا تجلى الإمداد أي :أمد الله تعالى الماء بمظهر من مظاهر اسمه المحيى فصار الماء يحيى بهذا الإمداد والإحياء : إما حسى كما في الحيوان والنبات وإما معنوي وهو ما يحصل من نشاط وانتعاش في الأبدان عند استعمال الماء.
وقد أشار ابن الفارض رضى الله تعالى عنه إلى هذا المعنى بقوله:
ولو نضحوا منها ثرى قبر ميت لعادت إليه الروح وانتعش الجسم
أشار إلى أن مدامة العارفين نجلى عليها الحق باسمه المحي أي:أمدها بمظهر من مظاهرة ومن هذا القبيل ظهرت المعجزات للرسل عليهم الصلاة والسلام والكرامات للأولياء رضى الله تبارك وتعالى عنهم.
تجلى الحق على عباده الصالحين ولما تجلى الحق سبحانه باسمية القوى والسريع على الذي عنده علم من الكتاب أصف بن برخيا استطاع إحضار عرش بلقيس في أقل من طفرة عين
وهكذا يا أخانا كلما صرت مظهرا لاسم من الأسماء انقاد لك ما شئت من الأشياء ؛ لأنك صرت بريئا عن حولك وقوتك وأعمالك تحصل بحسب نيتك فأنت تنوى والفعال غيث قدرته همي : وما رميت إذ رميت و لكن الله رمى وهذه صفات العارفين الذين طهروا أنفسهم بماء الغيب من الأرجاس والزلل فأسمع أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه سارية بن زني من مسيرة شهر بقولة يا سارية الجبل الجبل . من ترك الحزم ذل واستطاع سارية أن يسمع لأن التجلي كان للاثنين كما توقع تجلى السكينة ( إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين ) كما حصل تجلى الأمن من الحق سبحانه للنبي صلى الله علية وآلة وسلم بلا واسطة وللصديق رضى الله تعالى عنه بواستطة صلى الله عليه وآله وسلم ( إذ يقول لصاحبة لا تحزن إن الله معنا )
والتجلي بالثبات لطلحة بن عبيد الله رضى الله تعالى عنه يوم لأحمد حينما وضع النبي صلى الله عليه وسلم قدميه الشريفتين على طهره ثم قال : ( وجبت يا طلحة . قال : ما هي يا رسول الله قال الجنة )
والتجلي بالثبات لعكاشة رضى الله تعالى عنه حينما أعطاه النبي صلى الله عليه وآلة وسلم عرجونا فصار سيفا فلولا التجلي الإلهي بالثبات لعكاشة لما استطاع حمل هذا السيف ولا الضرب به وكذلك تجلى الحق سبحانه بالثبات على سيدنا على كرم الله وجهه ورضي الله تعالى عنه يوم الفتح حينما وضع قدميه على كتفى النبي صلى الله عليه وآلة وسلم عند الكعبة لإنزال صنم خزاعة من فوقها
لطيفة قال الشيخ الألوسى رحمة الله تعالى : دخلت فاطمة بنت لأسد رضى الله تعالى عنها داخل الكعبة فأجاءها المخاض فوضعت ابنها فأكرمه الله تعالى بوضعة داخل الكعبة وأكرمه بإنزال الصنم من على ظهر الكعبة وقد أشار الإمام الشافعي رضى الله تعالى عنه إلى ذلك بقولة
يا رب بالقدم التي أوطأتها من قاب قوسين المحل الأعظما
وبحرمه القدم التي جعلت لها كتف المؤيد بالرسالة سلما
ثبت على متن الصراط تكرما قدمي وكن لي محسنا ومكرما
واجعلها ذخرا فمن كانا له أمن العذاب ولا يخاف جهنما
وأيضا تجلى الحق سبحانه وتعالى على سيدنا على كرم الله وجهه باسمه القوى فخلع باب خيبر بيده اليمنى بعد أن أعجز الجيش خلعة فلما رأوا ذلك كبروا جميعا لذلك المظهر العجيب وقد أخرج البخاري رحمه الله تعالى فى صحيحه أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم كانوا إذا مشوا في الظلام أضاء لهم نور يمشون به فإن تفرقوا تفرق النور معهم وهذا مظهر من مظاهر تجلى اسمه النور وهكذا مظاهر التجليات لا تنحصر وكان تجلى الواسطة بين العلمين الصبر للاثنين فصبر سيدنا موسى عليه السلام حتى وصل إلى ثلاث مسائل مختلفة وصبر سيدنا الخضر علية السلام حتى كشف له عنها
وكان التجلي الإلهي على رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم بالقوة التي يعجز عنها العالة أجمع حينما ضمه سيدنا جبريل عليه السلام بالقوة الملكية التي من علامات نبوته صلى الله عليه وآلة وسلم أنه يتحملها ( فضمني حتى بلغ من الجهد ) وكذلك ثباته صلى الله عليه وآلة وسلم عند تنزل الوحي بالطريق الخارق للعادة ولما كان القلب المحمدي مظهر التجلي بالقوة والثبات كان مهبط الوحي ( نزل الروح الأمين على قلبك ) فكان الجالسون لا يسمون الوحي ولو سمعوا لصعقوا , لأن الحق سبحانه لم يتجل عليهم بالقوة الإلهية التي تؤهلهم لسماع الوحي الإلهي ثم بعد ذلك يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم على حسب استعدادهم الفطري واستعدادهم الإيماني
واعلم يا عبد الله – أكرمني الله وإياك بتجلي المعرفة – أن سماع القرآن من رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم ليس كسماعه من غيره بل سماع خاص محاط بخصوصيات النبوية ونظراته المحمدية فالنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وآلة وسلم له خصوصية وسماع صوته صلى الله عليه وآلة وسلم له خصوصية والجلوس بين يديه صلى الله عليه وآلة وسلم له خصوصية .