.... عليه كعادة أهل البلد من البدو وهو يحثه ويقول له ليتك كنت علي محبتك السابقة في جميع الزمان فلو كنت كأيام الرجي لاضمحل عنك غيهب الحجاب وامتحي ولكن خلط عليك واتعب أقاويل المخلطين فأنك أن أحببتهم مشيرا ليّ وسيدي رضي الله عنه أحببناك وأيدناك ونصرناك وان بغضتهم خليناك وتركناك ونفسك والرجل مطاطا له حياء والرسول يلتفت إليه ويحدثه بنشاط وقوة والتفات بانحدار إليه حتى وصلا اليّ فسلم قائلا وأما مكان من أمر الأمهات فالأمر كما أخبرتهم وإذا بأمنا حسني رضي الله عنها واقفة عند ركابه في شكل مغربيه لباساً وسمننتاً منتحية حياء منه وهو يقول أن أرادت عمارة الدار فلتحسن أدبها معنا فان الله يعمر دارها وان أرادت هي أو غيرها من أزواجه أن تكون معي ومع أزواجي في درجة واحدة في الجنة فلتحسن أدبها وتجعله عندها في منزلتي لا زوج كالأزواج أو من جملة العلماء والأولياء ثم التفت اليّ وقالت نحتاج في كل ما نقوله من شأنه الي مراجعتي فقلت وكيف افعل يا رسول الله فقال قل في شأنه ووصفه ونعته كل ما يصح في حقي ولأجل هذا كثيرا ما نريك كيف اتحاد ذاته بذاتي وكيف هو ممتزج معي ومنح ثم التفت الي الشيخين فقال لهما أتشهدان بهذا فقال يشهد الله بذلك وملائكته وأنبياؤه ورسله وصالح المؤمنين فما أتما قولهما إلا فقال الحق سبحانه اشهد بذلك أنا وملائكة قدسي الخ وقالت الملائكة كلهم شهد ربنا بذلك وأشهدنا الخ وقالت الزمر كل ذلك في آن واحد ثم قال فما أريناك ذلك إلا لتصفه وتنعته لأمتي بما يصح نعتي به فإننا نريدك من امة يهدون للحق وبه يعدلون فتدل عباد الله علي الله وتبلغ امتنا إلينا ولكنك كأنك لم تفهم المقصود من ذلك الاتحاد والمراد من عين الامتزاج فقلت لم نفهم يا رسول الله فقال ها نحن فهمناك المقصود فابذل فيه المجهود ثم قلت يا رسول الله ابنتك رقية أوصتني بعمارة دارها نالها لها منك فقال أسئل عمارتها هي أولاً فانا نرجو أن ينزلها الله منزلاً تقصر عنه الآلاف من أماثل ربيعة وأما الذرية فهي الآن متبطية لها عما نريده لها فقلت يا رسول الله وسيدي ...... فرفع جناحه وقال ها هو وسترى منه إن شاء الله ما تقر به عينك ومن ورائه حلل معدة له جدد يلبسها فقلت يا رسول الله وسيدي احمد القسمطيني فقال لي اوليس انك بشرت بأنه في أخريه من يفتح عليه فقلت يا رسول الله في ذلك طول عليه فقال ذلك سنة في هؤلاء المتفقهة ونحن في توجه الي الله في بلوغ ما يريده من الله فقلت يا رسول الله وسيدي علي فقال عليه السلام إن قلبه زالت منه أدناس كثيرة فأنظره فإذا هو مثل الشاش المغسول المصر إلا انه فيه نقط صغيره مثل طرح الذباب فقال نحن نريده يصفوا وتملاه نوراً فقلت يا رسول الله قد صفي فقال لم يصف بعد وانظر ما زال منه بالنسبة ليوم جبل النور وقد أريناك مثل الكبده فيه زرقة حماميه ولكن سأريك بعض أطواره التي ستحصل له وإذا به مثل البلور الصافي الذي يرى من ورائه كأنه لم يكن فقال إذا صار اصفي من هذا صح حلول النورية فإذا حل به أشرقت استنارته فقلت يا رسول الله وكيف قلبي أنا فقال أنظره فنظرته فإذا هو اشد صفاء ونوراً من عين الشمس حتى أني لم أستطيع النظر إليه فقال لو لم يكن هكذا ما صح لك أن ترانا ولا تقدر علي هذا القدر الذي أنت فيه فاحمد الله واشكر من كان السبب في ذلك ثم قال إن شئت أن تذهب الي الدار فاذهب فإنك تجدها مفتوحة فاذهب أنت وأخوك منصور فقلت يا رسول الله إني اخشي شومها فقال إن الله أزاله أما سمعت قوله حالياً اللهم ارفع شومها أي حيث شئت فانه استجيب له فيها إذ ذاك أيبقي الشؤم في محل حلت به ذاتنا ودخله أصحابنا ولقد صدق صاحب الحكم الكون كله ظلمة وإنما أناره وجود الحق فيه ثم انظر كيف به ثم قال السلام عليكم أنا لنا شغل ذاهبون الي الجنازة فوقع في قلبي إنها جنازة أخينا الكركي فانصرف هو ورفقته فنظرت الي جميع جسدي وجميع بشرى وشعري وعظمي ولحمي فوجدته ممزوجاً بذات الرسول فقمت وسجدت شكرا لله وصليت الصبح وانصرفت لذلك المحل اعني الدار فوجدتها مفتوحة بعد أن بعثت لها صاحبي الذي هو معي فوجدها مسدودة لا سبيل إليها فرأيناها وتصفحناها ورجعنا فدخلت محل النور في منزلي الذي نحن به وإذا بعلاماته صلي الله عليه وسلم فنمت فرأيته في النوم معنا في تلك البيت ونحن نغسلها بالماء ثم انتبهت وقلت في نفسي لست ممن يفهم الخطاب النبوي فإذا يسرها الله وفتح الباب فيها فلابد من استيناف إذن سيدي رضي الله عنه ولا ادخلها إلا بأمره الصريح وجزمت بهذا ونمت وإذا به صلي الله عليه وسلم يأتيني في النور الوارد الذي رأيتني في اليوم صحيح لاشك فيه ولا ريب فانتبهت وقمت لصلاة الظهر الحمد لله وحده .
أول يوم من حمادي الأول رأي النبي صلي الله عليه وسلم في رؤيا طويلة فقلت يا رسول الله صالحي ومنصور فقال صلي الله عليه وسلم سترى منهما ما تقر به عينك فقلت يا رسول الله وسيدي عي فقال عليه السلام انه اكبر منهما فإن أمره عند الله عظيم وقدره جسيم ثم انتبهت من النوم وإذا الأمر في اليقظة كما هو في النوم غير إني نسيت أكثر خطابه صلي الله عليه وسلم وفي اليوم الثامن منه توجهت الي الله تعالي في أمر أخي في الله الحاج العربي وإذا به صلي الله عليه وسلم علي كرسي أمامي وهو يقول الم نكفك أمره ونقم بأمره فوالله إني اشد عناية به من نفسه فقد كفاك الله أمره وكفيناكه وتولينا أمره من كل جهة وإنما جميع ما يترآء له في النوم أو يقظة فهو نحن فكلما رأى شبحاً أو شخصاً أو نوراً أو غير ذلك مني بسبب تطوراتي وتنقلاتي بسبب تجليات الحق سبحانه ثم أجابه عن يمينه وقال ها هو ذاك الم يكفيك أن نحل ذاته ثم حل بها وصار ذاتاً واحدا فقلت رضيت بالله ربا وبك نبيا ورسولا صلي الله عليك وسلم وبما ترضاه لامتك يارسول الله فانا مرادي من هذه الشفاعة عندك رضاك لعلمي انك تحبها فقال علمنا مرادك ولذلك أسعفناك فيما تريد وقمت لصلاة الصبح والأمر كما هو وطال الوارد . ونسيت أكثر مما قلت وفي اليوم التاسع منه جأني بعض الأخوان وهو سيدي محمد بن عبد الرحمن الفاسي لأجل الذهاب لزيارة جبل النور ولم نجتمع به في ذلك اليوم إلا بعد صلاة العشاء واخبرني الخبر وعلي حمي وضعف كذا فأجبته لمراده وأنا مشتغل أمر الزيارة لما أجده في نفسي من الضعف وعدم القدرة فلما جاء الثلث الأخير من الليل رأيته صلي الله عليه وسلم في رؤيا طويلة نستها كلها ولم أعقل منها إلا ما اتصل باليقظة وهو قوله صلي الله عليه وسلم أنت قم بالعناية وأنا أقوم لك بالنصرة مع كلمات أخر مقتضاها أن كل ما تقوله في هذا اليوم أو تفعله من بشارة أو فعل عبادة أو موعظة فانا الفاعل له المجييز فلا تخشي أنت من شيء فانا أنصرك وأوئدك في ذلك كله ثم حصل الانتباه الكلي وقمت للتهجد فلما فرغت منه وختمت ورد السحر تبدالي جبل النور وتراء كله فإذا بأهل بدر كلهم وقوفا علي موضع العقبة ينتظرون القادمين عليهم منا وأهل البقيع كلهم في مسج البركة منتظرين القدوم أيضا وإذا بالرسول صلي الله عليه وسلم وأهل البيت كلهم عند الغار نفسه وخلفه علي بن أبي طالب والشيخان وأهل البيت حمزة والعباس والحسنان وجميعهم رضي الله عنهم ينتظرون أيضا وفاطمة رضي الله عنها عند الغار الكبير خلفه عند فمه وهي تقول إني انتظر أولادي وأحبابي تارة وتارة انتظر أولادي وأحباب أولادي وتارة إني انتظر أولادي وأحباب ولدي وقرة عيني .. ثم تارة تبكي بكاء المشتاق لمن يحبه وتارة يظهر السرور عليها وعدم البكاء وإذا بالرسول صلي الله عليه وسلم يقول هلموا أسرعوا بالقدوم فانا في انتظاركم ويشير بيده الشريفة أن هلموا وأنا أقول لبيك يارسول الله صلي الله عليه وسلم ولازلت أكررها كلما دعا وأشرا فكاد فؤادي أن يطير إليه شوقا فقال ها أنا عندكم يشير الي سيدنا الشفا رضي الله عنه ثم بعث ..... خالد بن الوليد رضي الله عنهما ليأتيان بأحبائه فاندفعا كأنهما الرعد القاصف فما استتمها إلا وهما في مسجد الشفا رضي الله عنه يصليان معه فقال صلي الله عليه وسلم كل من جاء في هذا اليوم فهو مقبول ومن ذنبه مغسول فقلت اى ذنب يارسول الله فقال الي تمام الحول فقلت اى حول هل الماضي أم الأتي فقال الماضي ثم سكت قليلا وقال بل جميع ما مضي من أعمارهم وما تأخر منها لكن لا تخبرهم كي لا يتكلوا ثم قال هلموا فقلت لبيك وصرخت بالبكاء فقال ها أنا أصلي فقمت معه وصليت الفجر واضطجعت الضجعة السنية وذهبت لمسجد الشفا رضي الله عنه فوقعت تحت وإذا به قال السلام عليكم فقمت وصليت عن يمين المسجد بسور قصار مقتصرا علي ثلاث تسبيحات فسلمن وأنا بالرسول في محله عند الغار كما كان أولا راكبا علي ناقته القصوى متزي بزى البدو وهو ينادي علينا صلي الله عليه وسلم بالقدوم إليه فدخلت علي الشفا رضي الله عنه وأخبرته الخبر وأذن بما هنالك وأجازوا أمرني بالتوجه لمحبة سيدي يوسف الأمير ومحبة خليفته ورفيقه فقال اذهبوا وأنا معكم فذهبنا ومعنا أخ في الله متوقع في نفسه الخوف من بعض الأضداد فلما قابلنا الجبل وإذا بالرايات والأعلام سامكة بطن السماء منهية الي العرش والجبل في نور وزخرفة تطيش العقول منها والجماعة المتقدم ذكرهم ينتظرون والرسول مكانه وكل من تقدم في مكانه الذى تقدم ذكره الي أن قدمنا فسلمنا عليهم فردوا السلام بلسان صريح فصيح وطلاقة وجه واستبشار يكاد الفرح يخرج من أعينهم رضي الله عنهم فما وصلنا الغار إلا وقد حلقوا بنا فما صلينا ركعتين حتى نصب ........ كرسي علي طرف الجبل أمام الغار فيما بين السماء والأرض وكل شيء منه نور لا من الكرسي ولا من اللباس ولا من الذات إلا أني أستطيع النظر الي الجميع بمدده صلي الله عليه وسلم علي يد الشفا رضي الله عنه فقال أسئل تعطي وقل ما تريد فقلت يا رسول الله زوارك فقال إن الله أعطاهم مالا عين رأت ولا أذن سمعت الخ الحديث وان الله أعطاكم في هذا اليوم ما أعطاكم في يوم عرفه وكل من قدم في هذا اليوم وليلة القابلة فاطلها غير هذا فقلت يا رسول الله أولاد سيدي وأهل بيته وأزواجه وذريته فقال اتسئلني عن أهل بيتي وأزواجي وذريتي صار اتجي احرص مني علي نفسي فقلت يا رسول الله لا والله أنت أولي منا ومنهم بنفوسنا كما اخبر تعالي بقوله النبي أولي الايه ولكن أني أحب لهم اشد ما أحب لنفسي وأكثر فقال مبتسما بعد أن كان كالمغضب انظر فنظرتهم عن يمينه في صعيد من النور والأنوار تحفف عليهم وعليهم من الثياب والحلل ورونق الجمال والحسن البارع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر بحيث لم اعرف منهم أحداً فجعل صلي الله عليه وسلم يقول هؤلاء كلهم وجعل يشير الي بحيث يريني كل واحد بخصوصه فإذا جاء في واحد من أمهاتنا أحط رأسي حياء وهن متقنعات وهو يقول إنما هم أمهاتك ولكن الحياء من الأيمان بارك الله فيك فما ذكر ولداً من أولاد سيدنا الشفا إلا ويذكره بين ولدين من أولاده أو بنتا إلا ويذكرها بين بنتين من بناته ولا زوجة إلا ويذكرها بين زوجتين من زوجاته كأنه يشير الي الامتزاج الكلي وأنا لم اعرف شيئا من الجميع إلا بتسميته .... حتى سيدي محمد وسيدي الطيب لكونهما في عالم وأجسام وحلل وأشكال نورانيه تذهل العقول منها وتخرج عن عالم حسها لولا ألتائييه الإلهي ثم لما رأني غلبني ما أجده من شدة النور وخفقان البوارق أشار بيده فحيل بيني وبينهم بسور اخضر لا أرى شيئا خلفه ثم قال ارم ما عندك بلسان المغرب فقلت يا رسول الله أهل البيت جميعهم خصوصا سيدي إبراهيم وسيدي محمد الفيلالي والسيدة رقيه وزوجها وأنا اعد ففزع اليً كالمغضب قائلا كل ما حواه السور فهو في ذمتي وجواري لا تذكرني به ولا تستشفع فيه الات تحرضني عليما هو في كنفي وتحت جناحي وحمايتي وكأنك تعدني من لا يحمي ذماره وطال ما كنت تقرأ البيان وتمثل بقول الشاعر :-
أنا الذ أيد الحامي الدمار وإنما يدفع عن أحسابهم مثل أو أنا
فقلت يا رسول الله الذي اعرفه أنا أو مثلي فضحك وقال صدق الله العظيم وما علمناه الشعر وما ينبغي له ثم انبسط الي وقال يا ولدى هؤلاء في جواري وتحت كنفي وحمايتي فو عزة ربي وجلاله أن الرحمات لتنزل بلا قدر ولا عدد عليهم وان رضاء الله لا ينفك عنهم دائما واني ألاحظهم في كل وقت وحين وطرفة عين ولو أنهم أقاموا بتمام الأدب معه وعرفوا له قدره لوقفوا علي مالم يقف عليه احد ووصلوا وترقوا لما لم يترق له غيرهم من جميع ما مضي في هذه الأمة ولكن ما عرفه غير ربه وما قدر له قدره احد فقلت يا رسول الله سئى الأدب مثلي لا يصلح له السكني معه فقال لي ولا البعد عنه أيضا فقلت يا رسول الله قد أمرنا بالسكني معه وخالفت خوفاً من هذا فهل أنا مصيب فقال أنت مصيب من جهة الخوف والغالب عدم السلامة من وقوع ما هو اكبر من تلك المخالفة فما فعل الله إلا هو خير لك فاحمد الله علي ذلك وكن من الشاكرين فقلت يا رسول الله أني موصي بالسؤال من الحاج عبد الرحمن صهر سيدي فقال لم تزل تعود لما تنهي عنه فقلت يا رسول الله هذا لابد لي منه ولا يمكنني عدم الجواب عنه لان طاعة الوالدين واجبه فقال فجيء اسأله بنفسك ها هو ذا وإذا برجل عن يمينه عليه من الهيبة والجمال وأنواع الحلل والأنوار ما لا يستطاع وصفه فلت أنت سيدي عبد الرحمن صهر سيدي فقال نعم فعرفته بكلامه فقط فقلت اى ابنتك تسلم عليك وتستخير عن حالك كيف هو ألان فقال سلم عليها وقل لها تبتهل كذا الي أن يوفقها الي تمام حسن الأدب مع خليفة رسول الله فإني ندمت حيث لم ينفعني الندم علي ذلك وأما ما كان من أمر الذي سألت عنه فإني أعطيت ما لاعين رأت الخ وحاصلة أن وهبني وشفعني في كل من راني أو خالطني أو بسوءا أو معصية فطال ما حاربت الله مع أقوام فكانت بيني وبينهم مودة فشفني الله فيهم كل ذلك بشاعته فقلت اى وقت أدركت ذلك فقال وقت صلاته عليّ حتى أني ما رأيت ما ترى الأموات في قبورها بسبب شفاعة هذا الولي الكبير الذي ما وجدت له مثيلاً في الدنيا ولا في الآخرة يا ليتني أعود الي الدنيا بعد إذ جأني اليقين وعاينته وتحققته ثلاثا وهو يضرب علي ركبته وفخذه ثم قال فسلم مني عليها وقل لها تبقي مرضاته وتطلب ما يريد فتسارع إليه أن أرادت الخير الجزيل ولا تظن انه مثل سائر الأولياء أو العلماء هيهات ذاب منا ذلك الظن وذهب سبهللا والافطال ما سوانا سؤ الأدب معه وهو يعفو واجد بعد حسنات بشفاعته فيها خوفا علي من الهلاك وذلك مازال مدده يصل إلينا في يكل وقت من أوقاته وتوجهاته فإني وان تجد هذه البنية مثل هذا الرجل فاحذر بنيتي من أن تكون معينة للشيطان علي نفسها بأمر الضرآئر والتفرغ قلبها من غيرتهن تنل الخير العظيم وتصل في اقرب وقت ومدة وتراني عياناً وتزيل وحشتها مني كما رأيتني أنت في دار الدنيا وسلم مني علي كافة الأخوان كلهم ثم أشار له صلي الله عليه وسلم بالتأخر فتأخر وغاب عني وقال هات فقلت يا رسول الله السيد يوسف الأمير فقال ذاك حبنا وولدنا وغاية ودنا فها هو تقر عينيه بإقامة السنة وإماتة البدعة وبشره أن لقيته بأننا شفعناه فيمن يحب وفيمن رآه واجتمع به ولو علي غير طاعة فان الله كتب الجميع في صحيفته حسنات بعد أن كانت سيئات وقل له يبالغ ويزيد في محبة ولدى احمد فان الخير ما جاء إلا منه وأكد عليه أن يرفع همته ويعليها ليرقي رقي العارفين وينازع عنه غيهب الغين فانه لوكانت له همة عالية مع اجتهاد ولدى احمد معه لرفع الي مقام تقصر عنه الرتب كلها فقلت يا سيدي ها هو يسمعك فقال ما هو يسمعني وإنما أنا أريتك لتعلم مكانته عندي وعنايتي به فإذا لقيك فأخبره باني نحبه وأحب من يحبه واكره من لا يحبه إلا أن يكون قطيعة نفسي وما يتبقي لأهل البيت . تباغض فان المرء لا يمكنه كراهية نفسه إلا بالشفاعة عند الله في إصلاح ما بينهم قال أمر المهدي فهو أمر قد قضي وحتم فالاشتغال به ربما فوت علي صاحبه المقصود فالأولي التسليم بالرجا من الله في قرب اليوم الموعود وهاهو قريب فلا شك ولا ريب ثم غاب عني وإذا به أوقف خليفته قال هاهو صاحبك وكأنك تريد الشفاعة فان أردتها فلا عقل لك كيف تشفع فيمن ذهب تلاده ونشبه مكادت نفسه تذهب في ابتغاء مرضاتنا وطلب زيارتنا كيف تشفع فيمن جعل عمره في التردد إلينا وقد ذهب منا إلينا فهل علمت عثمان ألا بضعة منا وماهو ألا نسخة من ولدنا نهر أريناك استمداده منه وكيف الاتصال به وبنا فوالله إن الملائكة لتغبط خليفة وفعله وعزمه ونيته وتمام وده ولو أريناك ما اعد الله له لبهت عقلك ولكن جزاك الله خيرا علي إخوانك كالمشجع لي مما إعتراها من الخوف من طلب الشفاعة وإذا بسيدي الحاج علي مجلسه علي ركبته وقال هل رأيت أحدا جلس في هذا المكان أو دنا منه هذا الدنو فقلت لا فقال فليطب خاطرك ولتهنا ولتعلم أني في غاية الاعتناء بهؤلاء الجماعة ولذا تج أحدهم يلتفت إلينا ادني التفات يجدنا اقرب إليه من كل شيء واعني به من كل شيء فسلم لنا علي جميعهم وغاب عني والقوم وإذا بالحاج العربي اخذ بيده وهو يقول وأما هذا فلا تسألني عنه فأني كفيتك أمره وتوليته من جميع الوجوه كما أخبرتك وهو ألان عندي بمكان ولازال عليه السلام في مكانه ذلك وصحابه كلهم حوله أكابرهم وتصاغرهم حتى آن الظهر وتحقق وقت الزوال وفرغنا من الفطور ورفعنا أيدينا للدعاء فنصب له صلي الله عليه وسلم كرسي أخر في مقدم محل القبة من جهة الغار أعظم من الكرسي الأول وحفته الملائكة والنبيئون المرسلون كلهم والصحابة كلهم وجميع الأولياء وغص المحل بأهل الله ورفع صلي الله عليه وسلم يديه وقال أعطاكم الله في هذا اليوم ما أعطاكم في يوم عرفه بل هذا بدله الي الفجر ثم قال إن ربكم يقريكم السلام ويخصكم بالتحية والإكرام وإذا بالخطاب الإلهي وغاب عني إذ ذاك السواد وغبت عن نفسي وإحساسي وهو يقول اليوم أحللت عليكم رضائي ووهبتكم جميع من تحبون فها أنا متجل عليكم برضواني وعلي من أحببتم فماذا تريدون فقلت يارب لا أريد شيئا سواك فقال فزت وربحت ربحاً لا خسارة بعده فقلت يارب وأخواني فقال الم يكفك ما سمعت من رسولي فقلت بلي فقال بشر عبادي الذين يعملون بكلامي وسنة رسولي بما بشر به النبيئون والمرسلون واني راض عنهم رضي لا سخط بعده ثم ختم صلي الله عليه وسلم الفاتحة ونفر ونفرت معه النبيئون والمرسلون والصحابة وقام مقامه سيدي احمد بن إدريس رضي الله عنه علي كرسيه إلا انه واقف متوجه الي القبلة وخلفه الغوث الأكبر والإمامان والأقطاب والأوتاد وسائر أهل الدولة الي تمام العشاء قال لي إنا شفعناك في أهل المسجد الحرام ونحن عند مقام إبراهيم وقد ظهر في الصورة التي ظهر فيها مقربا ثم لما كنت في صلاة الصبح من اليوم الخامس عشر منه قال عليه السلام أنا شفعناك في أهل البلد كلهم ثم لما جاء وقت صلاة الظهر جاءني بعض الأخوان لعزومة بعض الاحبه فاستعذرت له بالحمى فجاءني عند العصر غيره بأمر سيدي رضي الله عنه فأردت تجديد العذر وعزمت عليه لكوني معي بعض حمي وضعف وإذا بالرسول يقول هلموا لجمع أحبابي فسبقتني عبرتي وامتثلت فلما دخلت عليهم وإذا بسيدي رضي الله عنه يتكلم في شأن المحبة والرسول واقف عند رأسه ثم وقف سيدي واتحدت ذاتهما وافتقرت في عين اتحادهما بحيث لم اسمع إلا كلام رسول الله صلي الله عليه وسلم وإذا بذات سيدي ارتفعت مع كونها في محلها وصارت فوق سطح البيت وأمامه جماعة كبيرة مد البصر من الأولياء وهو يفيض عليهم بعلوم لا تكاد تسمع وفوق تلك الجماعة بساط كبير عظيم أعظم من الأول وعليه جماعة الأنبياء والمرسلين وهو يقدر لهم أحوالهم وقصصهم ولم أعقل علي احد منهم لكثرتهم إلا الخليل الكليم وأمه وأخته وهما يفتخران بذكر الله لهما في كتابه وعلي لسان رسوله وخليفته ويتعجبان من غزارة فهمه ورسوخ يقينه في كلام ربه علي ماهو عليه في نفس الأمر الذي عليه شأنهما في أمر القصة المذكورة في القرآن وجميع التراكب الخارجة من فيه وبحورها الزاخرة وفوق ذلك بساطات عديدة فيها جماعات من الملائكة في كل بساط ما لا يعلم قدره إلا الله ولم يزل كذلك وهو قائم في كل بساط خطيبا الي أن انتهي نظري الي العرش ولا اعلم ما فوق ذلك وإذا بالخطاب الإلهي يقول إلا تشكر إلا ربك الذي فتح لك هذا وأقدرك عليه وأنا قد أدخلت راسي في ثيابي لما غلبني من الحال وخشيت إطلاع القوم عليّ فأيدني الله لذلك حتى ما ظهر علي شيء منه ثم قال صلي الله عليه وسلم هاهو أيضا خطيب في جميع بساطات الموجودات وهي تكلم بلسان صريح فصيح وكل شيء منها يبدوا لي إذ ذاك معارفه وأسراره حتى ذكر الجذوع بلسانه المعهود لسؤال سائل وجعل يعدد مناقب والخضر عليه السلام واقف علي رأسه فأردت أن اعرف ما هنالك فقال أني أبي لصاحبي حقيقته فجآني وقال هذا لا يحتاج لبيان لوضوح دلالته عليه فإنما هو قد خرس ساجدا لله داعيا لأمره ونهيه في جميه أحيانه كلها فعلمت إذ ذاك اشتقاقه وان سره في اسمه ثم قلت يا رسول الله ما هذا التجلي العظيم فقال اسمع ما يقول ربك وإذا بالخطاب الإلهي أن جميع ملكي يستمد منه فهو آنية مددي الذي أمدنا منها جميع الموجودات وقد أريناك ذلك عيانا ولولا رحمتي به ما نبيته في بيته ليلة قط فانه ما مر علي قرية أو مقبرة أو أهل بلد إحياء وأمواتا إلا وشفعناه سألنا لذلك أو لم ي سئل لأنه محض رحمتا وانه كان مر علي أقوام ما عرفوه وما قدروا قدره ونحن ننعمهم ونكرمهم الي الأبد فقلت وأهل هذه القرية التي نحن بها فقال سبحانه نحن شفعناه فيها وفي أهلها وأحجارها وامدارها من أول يوم دخلها أليس إننا شفعناك أنت اليوم في أهل البلد كلهم كما أخبرك بذلك رسولنا فقلت بلي يا رب فقال فكيف وأنت نقطة من بحره وجزء من أجزائه ولولا اغمسناك في بحره ما استطعت خطابنا ولا أسمعناك كلا منا ولا بعثنا لك رسولنا ولا أجزلنا لك مددنا لك ولإخوانك الذين يودونك ويحبونك لوجهي ثم طال الخطاب وصار العقل في تلاش فاشتغلت بالاسم المفرد مستغرق في ذات المخاطب لي سبحانه وإذا بي عدمت ولم يبق مني إلا القلب كحبة الحمص الصغيرة وكلما قلت .. وري زند منها مثل لمع البرق حتى ينقلب العالم كله نوراً ويستمر الي أن نجدد أخرى فيظهر نوره لمعان أخر أعظم من الأول بحيث يصير الأول معه ظلمة وصرت أفيق مره بذلك الجزء وأغيب عني في أخرى فخف الحال عني ورددت لوجودي وإذا بسيدي يتكلم بلسانه عليه السلام ويفسر قوله تعالي واخفض لهما جناح الذل من الرحمة فانصرف قلبي لما كنت اعهده من قولهم أن هذا من باب الاستعارة بالكناية والاستعارة التخيلية اللازمة لها كالمستهزئ بفهمه بالنسبة لما يقوله سيدي بلسان الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وإذا به صلي الله عليه وسلم يقول لي الأمر أعظم من ذلك وإذا بالخطاب الإلهي أن يافلان لما قلنا لك ما من شيء في الوجود يلفظ إلا وله حقيقة عندنا