وكلما تحصل واردات يقدمها لأستاذه ولنذكر منها واردات سنة اثنين وأربعين من القرن الثالث عشر وهي هذه .
• فيما حصل له رضي الله عنه من الواردات في سنة 1242 أثنين وأربعين ومأتين وألف قال رضي الله عنه ولما صليت المغرب من ليلة الجمعة ثالث وعشرين من ثاني ربيع وقد كنت أذنت تلك الليلة لبعض الأخوان في دخول خلوة بإسمه اللطيف فجعلت أتذكر أمره وأردت أن أتوجه له الي الله فييسر عليه مراده وإذا بالأنوار قد كادت أن تخطف بصري بحيث ملأت الكون كله فعلمت إذ ذاك إقبال وارد عليّ لا لفي ذلك عند ورودها وإذا بكلوب من نور قد نزل من السماء واخذ ذلك الأخ وجعل يقلبه كما يقلب إلفين الحديد المحماه ويرفعه ويضعه وهو بيد ملك وأخر له هذا السراءيلي لا يخلص أمره بسهولة لتراكم شكوكهم فقال ثالث هؤلاء ورثة الرسول علي الحقيقة والرسول كانت بنو إسرائيل بمجرد إيمانهم يتنورون من حينهم وورثة الرسول مثله فبحر هؤلاء بحر الرسول لا يغادر منه شيئا فحمدت الله ثم تفكرت في سبب إتيان الكلوب الطويل الغليظ من ناحية السماء مع كون الملكين في الأرض ولم يكن في يد الثالث ويكون معهما فقيل أن الكلاليب احتفت به من كل جانب فنظرت وإذا بها قد أخذته من جميع النواحي فما مر جهة من جهات الستة إلا وقد ملئت بها والجميع ما سكه ثم قيل هذه كلها متعلقة به ولم يكشف لك أولا ألا عن واحد كما انك إذا سمعت الخطاب الإلهي من جانب العلو مثلا فإنما هو رحمة ربك وألا فجميع الجهات هي عين الخطاب ولكون ذلك لا تحمل ذلك فتح لك منها ناحية مخصوصة وإذا بالخطاب الإلهي يقول أما ماكان من أمر الحديدة فسنفتح لك فيها فتحاً عظيماً فظننت إن ذلك يكون من قبيل النصر الصريح فمكثت الي أن صليت العشاء وجعلت أتأمل الكتابة التي فيها التي هي المهدي إذا هلك فإذا فيها تأريخه واسمه واسم أبيه ومدته وإمارة خروجه ووصفه الخاص فأما التاريخ فهو علي سبيل القلب العادي وأما الاسم فانك إذا جمعت الحروف الاعلون وهي الألف والنون والهاء واللام والكاف بدون ألف وأسقطت ألف أنا الثاني لأنه زايد واعتبرت الحروف السابقة الاصليه بالجزم الصغير خرج لك عدد اسمه وهو ثلاثة وخمسون عدد اسم احمد رضي الله عنه فإن الألف باثني عشر والنون بستة عشر والهاء بستة واللام بثمانية والكاف بأحد عشر فالجميع ثلاثة وخمسون كما مر وأما اسمه واسم أبيه ففي عدد تلك الحروف بالجزم الكبير وإسقاط المكرر مع عدد السلم فالمجموع اثنان وثمانون وثلاثمائة عدد اسم شفا بالتنكير والقصد مع زيادة واحد فان اسم شفا كما مر وهو مجموع اسمه واسم أبيه فأم سام احمد عدده ثلاثة وخمسون وعدد اسم ابن كذلك والمجموع مائة وستة وعدد اسم إدريس رضي الله عنه مأيتان وخمسة وسبعون اجمعها كما مر يكون المجموع واحد وثمانون وثلاثمائة وهو اسم شفا بالتنكير والقصد ثم لما كان في اسم الشفا هذه إشارة سرية الي وصفه وحليته وسر لطيفة في هوية ذاته علي ما يدل عليه قوله تعالي قل هو اللذين أمنوا هدي وشفاء وقوله وشفاء لما في الصدور وقوله فيه شفاء للناس الي غير ذلك وهو في جميعها معدود جاء العدد في قلم القدرة بزيادة واحد إشارة لذلك السر اللطيف وبيان ذلك أن عدد الحروف خمسة بإسقاط الألف الزايد كما مر وهي ألف نون هاء لام كاف والأول بماية واحد عشر والثاني بستة عشر والثالث بخمسة والرابع بأربعين والخامس بعشرين والمجموع مأتان واثنان وثمانون السنة بماية لان السلم جاء في رواية من طريق الجلوتيه انه هو الثالث في الحروف والذي يقابله من سواقط الفاتحة وبقيت واحدة دل ذلك علي سقوط ثلثي العدد الذي هو مأيتان وبقي الثلث الذي هو مائة وقال الأمر الي انه يدل علي مئة واحده في اصل هذا الموضع بذلك الاعتبار ومدته أربعون سنة باعتبار الحروف الخمسة وإسقاط الكرر بالجزم الصغير فإن الألف باثني عشر والنون بأحد عشر والهاء باعتبار أن الهمزة غير الآلف واللام بأربعة والكاف باثنين والمجموع خمسة وثلاثون والسلم بخمسة لأنه يقابله من سواقط الفاتحة الثاء علي الطريقة المشهورة وهي بخمسة بالجزم الصبر والمجموع أربعون وهو الوارد في الأحاديث وان اعتبرت السلم بثمانية كما هو في وضع القلم الإدريسي الذي قلمه عليه السلام وقلم سائر الأنبياء كان المجموع ثمانية وأربعون وإشارة الي مدة جميع ظهوره من أول أمره الي أخر ه والأربعون إشارة الي تمام الظهور وان اعتبرته بعشرين كما هو في وضع قليانوس الحكيم كان الجميع ستين سنة أو ثلاثة وستون سنه باعتبار تلك الحروف فقط بالجزم الصغير بلا إسقاط عدد مدة عمره .قال فإن الألف باثني عشر والنون بستة عشر والهاء بستة واللام بثمانية والكاف بأحدي عشر والمجموع ثلاثة وستون وفيه لطيفه أخرى وهي الإشارة لطيفة وهو كونه موضوعاً بقلم غير الأولي إشارة الي انه كاف وذلك انه عبارة علي الكاف وعدده مائة واحد ففي الإشارة المأئة الاخيره التي هي مائة المهدي وعيسي كما في حديث كل هذه الأمة أولها وأخرها وأما إمارة خروجه قد قال عليه السلام أن المهدي يخرج علي اختلاف الناس وزلزال ومن جملتها القحط والجدب وهذان مصرح به ومافي لفظ الجريدة أنا هلك فان أنا مبتداء هلك خبره علي حد الهلال الليلة اى حدوث الهلال الليلة وتعديد هذا خروجنا هلك والهلك محركة السنون الجدبة فلا يخرج حتي يشتد علي الناس الحال من كل وجه ويتناهى انتقاص البركة وتشيع الفاحشة وسفك الدماء وينتقض العهد ويهجد العمل بالحديث والقرآن ويهود الذين غريباً كما بدئي ويحق قول الرسول في أصحابه للواحد منهم اجر الخمسين حتي قال عمر منا او منهم قال عليه السلام بل منكم فقال ولما يا رسول الله فقال عليه السلام لأنكم تجدون وهم لا يجدون علي الحق اعواناً فقال الحمد لله وحده والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد التاريخ السابق بنحو ليلتين وقع وارد عظيم وكان ابن شاعره عليه السلام وهو في تلك الحضرة وإذا ملك عظيم نازل من ناحية العلو وفي يده حُلل لم يراءون مثلها فقلت له لمن هذه الحلل فقال هذه لصاحبك فلان يعني ابن الشاعر المذكور والشفاء رضي الله عنه فتعجبت من تقديمه عليه ومن أتباع إتباعه وبعدها بليله وقف وهو يخاطب الأخوين الشيخ احمد والشيخ ابن البشير وهو يقول إنني إياه وانه أياي يريد بذلك الشفاء رضي الله عنه ففهمت أنهما لم يكمل اعتقادهما فيه من كل وجه فانه الوارث الحقيقي وقد قال عليه السلام في بعض الواردات لي في كل وقت ذات التجلي فيها هذه ذاتي التي أتجلي فيها الآن وما تجليت في غيرها مثلها وبعده بنحو ليلتين رأيته في وارد بصري وقلبي علي غاية الكمال وهو ينظر اليّ صلي الله عليه وسلم من طاقة نورانية من ناحية راسي وأنا عند النوم وطال فعله ذلك ما شاء الله وبعده بنحو ليلتين اجتمع صلي الله عليه وسلم والعبد الحقير وسيدنا الشفا رضي الله عنه فمن لم يعرفني لم يعرفه ومن لم يعرفه لم يعرفني والشفاء رضي الله عنه يقول اا الحق سبحانه وتعالي فمن لم يعرفه لم يعرفني ومن لم يعرفني لم يعرفه وطال ما يقول الرسول صلي الله عليه وسلم يكرر قوله ذلك والشفاء رضي الله عنه كذلك وكان ابن الشاعر السابق في الحضرة وهو ساكت وكان بي مرض شديد فقال يا سيدي متي يحصل لي البرئي فقال رضي الله عنه لا يكون البرئي حتي أكون وإياك من كل وجه وتكون اياى من كل وجه فقلت متي يكون ذلك فقال إذا كنت الكون كله فما خرجت من فيه حتي صار رضي الله عنه ساريا في جميع كليات العالم وجزئيا ته بحيث صار عين القيومية السارية في كل العالم جميعها ثم صارت تنماع وتضمحل ذاهبة اثر ذاته في أجزاء العالم حتى انكشف الحال عني وأجزاء بطني وأحشائي تنفصل عن أجزاء الحايط الذي هو إمامي وكان ذلك علي كمال الشعور واليقظة التامة المدركة بالحواس الظاهرة والباطنة وإدراكا حقيقياً وفي مفتح شهر جمادى من تلك السنة وقع حال عظيم فيه من رجال الغيب أهل دائرة التصرف من القطب والإمامين فمادون وكأنهم وقع اتفاقهم علي شدة الغلاء فأدركتني شفقة علي الأمة فجعلت اذكر اسم اللطيف ستاً ستاً ناويا وضع السعر بعد الست فقاموا الي كلهم فاهمين مقصودي قائلين هذا أمر لا يكون ونحن نشكوك للغوث حتى يزجرك وينهاك عن خلافنا فقلت ما عليّ في الغوث ولا فيكم أنا عبد أدعو ربي ولم يمنعني احد سواه من الوقوف ببابه فإذا بالغوث قد حضر وهو يلومهم وينهاهم عن ذلك قائلا لقد صدق إنما دعا ربه ولم يدع سواه هؤلاء قوم ما لأحد عليهم من سبيل خصهم بذلك ربهم فإنهم أرادوا مراجعته في ذلك فقال هذا رب العالمين تجلي لنا ولكم في صورة الشفاء رضي الله عنه وإذا به سبحانه فتجلي فيها قائلا هؤلاء عبيدي وخاصتي من أحبابي لا سبيل لأحد عليهم غيري ولقد صدقكم عبدي فلان يعنيني فإنما دعاني ووقف ببابي فهل لأحد سبيل في طرده عني وطال الكلام منه سبحانه ثم انكشف الحال وهذا الأمر كان أوله رؤيا وأخره يقظة لأنه أولا اجتمعت الجماعة واتفقت علي الغلاء فلما شرعت في اسمه اللطيف انتبهت وجدت الأمر كذلك والقطب والإمامان الي أخر الوارد ثالث ليله من ذلك الشهر ارتفع عليه السلام في غرفة لها أربع قوائم ولها أبواب كبار من كل ناحية وهو لابس لباس المغاربة يلتفت كثيرا وينظر اليّ وكل عين من عينيه قدر الذراع في السعة في غاية الرونق والسواد وقد نصبت خمس مراء ي مقدار الشبر في كل جهة وهي بعضها أضواء من بعض وفي أطرافهن أعمدتهن الواقفة عليهن ذهب رفيع كثير وبينهن في السعة مقدار الشبر بين كل واحدة والتي تليها وهو عليه السلام ينظر الي منهن وقال إني انظرا ليك من مرآي أصحابك الخمس ولم ينص عليهم غير أنني فسرتهم بأنهم الجراس والكتف والقدم والحاج العربي وابن الشاعر المذكور وفي خامس ليله منه رأيت نورا عظيما ملأ الكون كله فعلمت انه رسول اله صلي الله عليه وسلم فقلت يارب أني لا يستطيع الحياة إذا برزت في صورة دون لكن لا يمكن وصف جماله وكماله بوجه وفي تاسع أو عاشر ليله منه جاءني إخوان من إخواني في الله الكرب أصابهم من خوف موت الشفا رضي الله عنه وكان إذ ذاك مريضا مرضاً مخوفا وكان قدومهما بعد صلاة العشاء الأخير فجلسنا نتذاكر أمره رضي الله عنه واشتد همنا وغمنا حتى ضاقت علينا الأرض بما رحبت فخرجت من عندهما الي فناء الدار التي نحن بها وإذا بأنوار قد طبقت الخافقين أمارة لقدومه صلي الله عليه وسلم وإذا به عليه السلام واقف أمامي قائلا ما هذا القلق وهذا الجزع المفرط الذى أصابكم ابشروا بان عافاه الله وشفاه مما أصابه وانه من هذه الليلة لا يزداد إلا عافية وصحة وكيف يعيبكم هذا مع علمكم بأنه هو الرجل المسمي بأخبار مني وإمارات وإشارات لا يحتمل النقيض بوجه من الوجوه فقلت يا رسول الله خشيت أن يكون ذلك لا علي ما فهمت وانه علي خلاف ما ظننته وهذا أمر وقع الغلط فيه لأناس شتي فقال عليه السلام كذلك غلطوا غلطاً واضحا والتبس عليهم الأمر ولكن فهمكم الذى فهمتموه علي وجهه الذى انتم عليه أو كما قال عليه السلام مما يدل علي معناه ثم جعل يقول أليس انك سمعت مني كذا وكذا يعدد أمورا كثيرة ثم قال بشر إخوانك بهذا فرجعت للأخوين وبشرتهما بذلك ففرحوا فرحاً شديدا وزال ما بصدرهما من الهم والغم في الحين وجعلت الأنوار تموج علينا في المكان وتلوح علينا ثم غشيتنا رابحة عطره ودامت تذهب وتعود نحو من ست مرات الي أن افترقنا عند أول ثلث الليل الأخير فدخلت محل النم فبشرت بعد ذلك نحو من أربع مرات مثل البشارة الأولي وكان لي اخ في الله مختل خلوة اربعينيه فبشره الرسول صلي الله عليه وسلم في الوقت الأول الذى بشرت به وبين له سبب مرضه وانه يعافي منه في هذه المرة وذكر له وقت المرض الذى يموت فيه بعد أمد طويل فكتب ذلك الأخ ما بشر به وبعثه مع رسول فلما انفصل الرسول من عنده رأيت القطب الذى هو غوث الوقت هو الحامل لذلك الكتاب في يده اليمني والسراج في يده اليسرى وهو صاعد في درج البيت الي أن وصل فم البيت الذى نحن به فرفع الستارة ودخل وهو بحالة اعرفه بذاته وصفاته لا يغادر منه شيئا ولا زال يدنوا مني وهو يقل طوله وعرضه ويزول شعر وجهه وشيبه حتى لم يبقي في وجهه شيء من الشعر واستحال ذاته ذات الرسول الذى بعثه الأخ فدفع لي الرسالة وأنا مبهوت متحير في أمره هل هذا نوم أو يقظة مع أنني في تمام اليقظة والانتباه فقال الرسول مالك تنظر اليّ فأخذت منه الكتاب وقرأته فإذا فيه عين ما بشر به في وقته مع زيادة تعيين وقت اجل ومرض موته رضي الله عنه وفي صبيحة ذلك اليوم جاءني كتابان فيهما بشارتان وقعتا للأخوين لي في الله كان مختليين أيضا وفيهما مثل ما وقي لي فازداد فرحي بذلك وفي ليلة منه أو قريبا منه وقعت أنورا عظيمة مثل الأنوار اللازمة في الأغلب ونظرت علو راسي فإذا به صلي الله عليه وسلم في صورة شاب حسن الصورة ولم يكمن بشيء حتى أخذتني عيني وكان ذلك بعد صلاة العشاء بنحو ساعتين أو ثلاث وفي تلك الليلة كنت قبل الظهر مستند الحائط انتظر صلاة الظهر وإذا بي في رأس جبل طويل لا أشجار به وأنا ابني حائطا وصاحب لي هو الحاج محمد ابن الخطاب يناولني الحجارة فاخذ حجارة وكسرها فسقط نصفها خلفه فهوت في منحدر الجبل والغرض انه كان واقفاً علي شفا جرف هار فالتفت مضطربا بأورام السقوط فقلت له هل تستطيع الطيران فقال إن مسكت فيك استطعت فممدت له قدم رجلي اليمني فمسك به وعلوت به علي وجه الأرض برجة عظيمة انتهتني خلف جبل قاف في لجة البحر المحيط فوقه بقدر ستين ذراعا وقد قطعنا منه ما شاء الله وإذا بيد الشفا رضي الله عنه مسكتني عن التقدم أمام وأنا انظر الي أصابع يده الإبهام والأربع الأخر كيف مسكتني عن الزيادة في ذلك وهو يقول الي أين تذهبون فقد خلفتم الدنيا كلها ورآكم فوقفت عن الطيران وجعلت انظر أمام مكانه ناحية المشرق وذا بشموس تبدو من تحت الماء في عظمة كبيرة ونور عظيم يكاد أن يخطف عقلي فإذا عظم ذلك مني غيبها الحق عني وبدت لي أخرى ولازال كذلك الي ما شاء الله ثم نظرت عن يميني ويساري وإذا بدواب عظيمة علي شكل بني آدم لكنها في العظيم أمثال الجبال طولا وعظمة هذا في الظاهر من الماء ومافي الماء يعلمه الله ثم سر غمي وأنا في تعب شديد وما كنت أظن ذلك إلا انه وقع لي بالبدن لما وجدت في نفسي من تعب البحر وهوله وفزعه وفي ليلة تاسع عشرين اجتمعت مع أخ لي في الله وتذاكرنا أمر الشفا رضي الله عنه حتى اخبرني بأنه ظن نفسه بأنه يرى ذات الرسول يقظة في الليلة التي قبل ولم يتم له الأمر فقلت له لو رأيته تلك الليلة لاضمحلت ذاتك لعدم استعداد ذاتك له والشيء إذا جاء في وقته لا يضر بخلاف المستجلب ولهذا وقع لموسي صلي الله عليه وسلم ما وقع إذ طلب الرؤية ولم يقع لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم شيء حيث رآه إذ لم يطلبها علي ماهو المشهور عند أهل السنة كما أشار له في المرصد بقوله :-
ثم الذى قد صمموا في الرؤية إن ربنا اختص بها نبيه
الله موجود ومافيه لعترا وكل موجود يصح أن يرى
محمد صلي عليه الله ماذ سرى يقظة رآه
وطال بنا المجلس الي قرب نصف الليل فقمنا لصلاة العشاء فلما أتممت الفاتحة وشرعت في صورة التين ووقفت علي أسفل سافلين مقتديا برسول الله إذ كان يقف عليها تاركا لقول من يمنع الوقف عليها وإذا بسراج أوقد أمامي ومعه سراج أخر هو اضوأ منها وإذا بها ترتفع شيئا فشيئا وإذا بها أمامه صلي الله عليه وسلم ولازالت تعلو الي قرب السقف ودامت الي الفراغ من الصلاة غير أني اسأل هل هذا بصري حقيقة من الواردات أم من غيرها فاسد عيني فأراه وإذا فتحتها أراه فعلمت انعه وارد دققت لتمييزها بذلك ثم تبين آن الرسول بعد ولم اركن بشيء حتى صلينا وذهب الزميل قفزت بعض مآرب ورحت اليوم وإذا بأنوار تراكمت بخلاف ما اعتاده منها فقلت مرادي من ذلك الله ولا أقف معها ولا مع غيرها من الأكوان وتذكرت الرجل الذى عرضت له الدنيا والآخرة كما في القصة المشهورة ولم يزل كذلك حتى بداني منه صلي الله عليه وسلم الكتفان ولا زال يبدوا منه بعض رأته وبغيت علي وأنا ما أعطي من شيء اختبره بصرا وبصيرة فأجده فيها ثم مرت أمامي فنارات كثيرة ينيف علي العدد وهي أمامه صلي الله عليه وسلم وعلي عادة ما يفعل بالملك وكان ذلك عن يميني ثم رجع عن يسارى وطال أمره وأنا أتحققه واعلم انه أمام الرسول صلي الله عليه وسلم من غير نظر لا بالبصر ولا بالبصيرة ثم مدت البيت التي أنا فيها بحيث لا يرى طرف لها من جميع النواحي وإذا بي في وسط خيمة عظيمة علي سرير في وسطها قريبا من بابها وبيني وبين رسول الله صلي الله عليه وسلم حائل من كتان رقيق وإذا به عليه السلام مقبل عليّ وهو نور محض لم أرى مثله ولم يرى الراوون مثله قط وترا أناملي ....... أن تقبض من شدة نوره عليه السلام فما أمكني أن نقول إلا صلي الله عليك وسلم يارسول الله مكررا لها وهو عليه السلام في عين كونه في قلبي وفي عين كونه منفصلاً عني مشرفاً عليّ برأسه أشرف من وراء آلة وهو يقول صلي الله عليك وسلم يا ولدي محمد مكررا لها ولا زال نور ذاته صلي الله عليه وسلم يزداد سطوعاً في عين قلبي حتى كادت نفسي أن تخرج وتكررت تلك مرات بعد أن يذهب ويرجع بأضوأ نور واشد واصفي وابهي وأتم حتى خشيت علي نفسي الهلاك ثم تيقنته ولم ارتقب شيئا سواه فهان الأمر إذ ذاك وبقي عليه السلام واقفاً علي رأسي في عين كونه في قلبي وإذا بسيدي الشفا رضي الله عنه عندي وأنا اشتكي عليه وأقول يا سيدي ما بالك تركتني في هذه المرة فانه في هذه المرات أراه عليه السلام إلا من خلال مشكاتك وفي هذه المدة تركتني أنظره صلي الله عليه وسلم في مشكاتي فكدت أن اهلك وهما يضحكان ثم كأنها وقعت حركه ونصبت كراسي وتلاطم النور وارتفعت الخيام وشمرت فعلمت ان مقدمات تجل آخر فارتعدت فرئيسي خوفا من ذلك فقال لي عليه السلام أتهرب وتخاف من رؤيتي في اليقظة بالبصر فقلت يا رسول الله صلي الله عليك وسلم هذا أمر فوق طاقتي فقال ولم تقول لابن البشير لو نوراني لهلك منكراً علي ذلك القول لما فيه من التنفير وطول المدى علي صاحبه فتقطع يأسه فأنت ما رأيتني إلا من مشكاته يعني الشفا وقد وقع لك ما وقع وهذه التجليات والأنوار الساطعات وأنواع الواردات كلها مني وأنا عينها فلا تعملها ولا تشك فيها فسرى عني واستمرت الأنوار منشورة عني ولبيت متسعة بحيث لا أرى في جداتها إلا النور وهم صلي الله عليه وسلم واقف فقلت يا رسول الله أمر الطائف حجبنا فتلون وجهه عليه السلام وتناقص النور قائلا ولم فقلت يارسول الله صلي الله عليك وسلم أني من ذلك الوقت ما رأيت فيها شيئا إلا الوارد الأول فقال عليه السلام فأما الحجاب فلا حجاب ولكن ما فهمتم من أمر الشفا إذا أمركم فقلت يا رسول الله ما فهمت شيئا إلا أنني أرى ذلك مثل قوله تعالي للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة حيث نزل تعالي من علو كبريائه وعظمته مستشيرا عباده فيما لم يحيطوا به علما فقال عليه السلام وما الأذى تراه حينئذ فقلت الذى أراه ما أل إليه الأمر من تسليم الأمر لله والامتثال إليه كما قالت الملائكة عليهم السلام سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم فنحن إذ أمرني الشفاء رضي الله عنه بالتوجه في هذا الأمر ما جعلت سببا للفكر في هذا الأمر قائلا لنفسي حسبك امتثال أمره وأما ألقاه الحق إليك فقصيه عليه بصدق وما لا فلا ولا تجعلني للتدبر في هذا الأمر مجالا فقد جال في مثله من هو أفضل مني وأكرم علي ربك فاستوجب اللوم والعتاب ونحن برآء من الخوض في هذا المجال إلا أن يفتح الكبير المتعال فنقصه عليه بأصدق مقال وإلا فأين الثرى من الثريا حتى يعان بها أو يحتاج لما عنده وما عندنا شيء إلا أن يمن الله علينا بقطرات من زاخر بحره الذى اختصه به ربه عليه السلام هذا هو الصراط المستقيم والدين القويم ملة أبيكم إبراهيم صلي الله عليه وسلم باشرف تحية وازكي تسليم وطال وجود النور بعد ذلك نحو من ساعة ثم عادت كما كانت وظهرت جداراتها واستولت ظلمت الليل علي العادة الحمد لله – وفي ليلة ثالث وعشرين وقع اجتماع ببعض أهل الله وفيهم الشيخ السماني المدني رضي الله عنه والقوم كلهم باهرون في وصف الشفا رضي الله عنه وفي سمو مقامه وتحققه وجزيل ارثه الذى كاد به أن يكون عين موروثه حتى قال الشيخ المذكور غاية ما أطلعني الله عليه وعرفني ممن بلغ ذروة سنام الولاية الكبرى والفردانية النورى من أكابر أقطاب فحول هذه الامه كأبي يزيد وسهل والجيلاني والحاتمي خمسة وأربعون وما واحد منهم حام حول حماه ولا اكتحل بضوء نورسناه ثم اخذ ورقة وسطرهم فيها بلا مراد وهو يعدهم واحدا بعد واحد ويتمعن فيما لهم وماله داهشاً متحيراً مما يراه من عظم مقامه حتى قال لو اجتمع هؤلاء كلهم ووزنوا لكانوا معه كالعدم ثم ناولني تلك المرقعة وعددت المسطر فيها فوجدتهم خمسا وأربعين ثم نرت أمامي وإذا برسول الله صلي الله عليه وسلم في جماعة من أصحابه وهم متزيون بزى المغاربة في اللباس وهو صلي الله عليه وسلم ... وهذا انظر أنا وأتفحص مع أصحابي هل أجد من حذى حذوه واقتفي أثره فلم أجد ثم عد من أصحابه رضي اله عنهم عدة تزيد علي العدة الأولي وكان المعدودون كلهم حاضرين وفيه الشيخان وغيرهما من أكابر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ثم إن هذا الأمر وقع فيه فص ثم عاد فاني رأيت الأول ثم انقطع وعاد كما كان ورأيت الثاني معه ثم سرى عني والله الموفق وليلة الرابع وعشرين بعد التهجد من الثلث الأخير وقع فتح طاقة متصلة بيت الشريعة المشهور وكأني فارغا فاتبعته بصري فنفد البصر إليه علي بعده ولم أر شيئا وإذا بجماعة كبيرة من الصحابة ركبانا إمامهم ألإمام علي رضي الله عنهم ثم دخلوا البيت وجعلوا ينظفونه ويكنسونه ويرمون منه الاتربه حتى نظفوه منها ثم جعلوا يغسلونه جنيغا حتى الجدران قائلين تزيلوا منه شئومه فكأنه عسر عليه اثر الموت من الجدران فمازا لو به حتى أزالوه فقلت في نفسي سبحان الله كيف الحال هل يخلد في هذا البيت سكانه ميرا أنفسنا وإذا بأنعاش خارجه من الدار فقلت البس أنهم أزالوا اثر الموت الذي به فقيل لي أن تلك النعوش هي الفقراء غربا عندكم حجاج مثل عمي سعيد رحمة الله عليه ثم إذا رسول الله صلي الله عليه وسلم دخل البيت وامتلأ كله نورا وجعل ينظر من طيقانه ويقول هذا معلم أو مظهر من مظاهر سنتي هنا يظهر اثر إحياء سنتي أو كلا ما هذا معناه فقلت يا رسول الله أليس سيدي رضي الله عنه قال لا أذن في سكناه فقال نعم لو سكنت إذ نهيت لهلكت ولكن لكل اجل كتاب ثم صعدت فوق سطحه وإذا بذاتي نورا محضا كأنها ضوء سراج أو شهاب قابس وإذا بأناس قادمون عليّ وتخرج من قلبي قطعة نورانية وتتصل بقلب الواحد منهم فتستحيل ذات نوراً في الحين والرسول صلي الله عليه وسلم يقول سينفع الله بك اقواماً اسروا بقيد الهوى وغواية النفوس أو كما قال وقبل ذلك الوقت توجهت لله في أخي في الله محمد غزاوى ينجيه الله مما هو به من خوف ما كان يتوقعه وإذا به صلي الله عليه وسلم وهو يقول لي أليس أننا صرفناك فيه وكفلناك به أو كما قال فقلت يا رسول الله نحن بشر محل الخوف فقال له تعال وإذا به هو وزوجته كفاية وولده احمد والرسول إمامهم ونحن وهم خلفه حتى دخلنا سورا من جديد من بابه وسد الباب وذلك السور اعلي منه فعلونا في أعلاه وإذا الأرض تحتنا بعيده بحيث لا يمكن الوصول إلينا بوجه من الوجوه ثم قال هل أمنت عليهم قلت بلي يا رسول الله ثم بعدها ذا فتحت الطاقة النورانية فهذا هو أول الوارد في صبح يوم ستة وعشرين بعد أن صليت ركعتي الفجر واضطجعت وإذا برسول الله صلي الله عليه وسلم راكبا علي شيء أعلي من الجمل ومعه .... عليه كعادة أهل البلد من البدو وهو يحثه