@ ومنهم الولي الفاضل والخلف الصالح محمود السكون والحركة العالم العلامة والحبر الفهامة الصوام القوام القائم بعبادة ربه مدى الليالي والايام صاحب الخلق الحسن والعمل الكامل المستحسن سيدي الأخضر الواسطى قدم على الأستاذ رضي الله عنه بالجبل الأخضر واخذ عنه ولازمه وهاجر معه واخلص لله فى هجرته وكان حرفته يصنع الشوربات وكان الأستاذ لايلبس إلا من صنعه ثم فى أخر مره وهو فى الجغبوب كان يصنع فى شورابا فطلبه الأستاذ ليسأله هل تمم له املا فاتى به وقد جعل له عدة السن فساله الأستاذ بقوله ماهذا ياالاخضر فلم يجبه ولما خرج من عند الأستاذ قال ان الشوراب فتح لي فاهكالحصان يريد ان يبلعنى فمن ذلك اليوم حصلت له الجذبه ولازال مجذوبا إلى اول ذي الحجة الحرام سنة سته وسبعين توفى رحمه الله تعالى عنه وهو اول رجل توفى بعد الأستاذ رضي الله عنه وأول من دفن فى مقبرة باب الرحمه .
@ ومنهم ولى الله الفاضل الأجل المخلص المبجل الذي لاينفك عن عبادة ربه على الدوام مدى الليالي والايام سيدي إبراهيم الصعيدى قدم على الأستاذ سنة خمسه وسبعين فاخذ عن الأستاذ وصحبه وهاجر معه ولما توفى الأستاذ لازم استأذنا الأعظم رضي الله نه فجعل له وظيفة الاذان فاقام بها اتم القيام مع اشغال أخرى كان قائما بها فرباه استأذنا وهذب اخلاقه ووصله إلى مقام القمل من الرجال حتى صار من ارباب الأحوال وكان رجلا صادقا صالحا مخلصا لله ويكفيه منذ تولى وظيفته الاذان وهو قائم بها اتم القيام مايزيد عن أربعين سنه وقد ورد فى الحديث ان الذي يؤذن خمسة سنين محتسبا لله كتب من الشهداء فكيف بالذى يؤذن أربعين سنه مهاجرا محتسبا لله ولازال سائر على هذا السير الحسن متمسكا باستاذه تابعا للسنة على منواله مهاجرا بالجغبوب ما خرج منه منذ دخله إلى ان لقي وجه الله
@ ومنهم المسن البركه الخلف الصالح محمود السكون والحركة العالم العلامة والحبر الفهامة المتواضع لله المرشد لعباد الله السيد محمد بن السيد احمد بن أبى القاسم العباسى التواتى التمنطيطى فانه قدم من بلدة توات وطلب العلم على الأستاذ السيد عمران والسيد احمد الريفي وعلى والده السيد احمد التواتي فبرع وتفنن فى العلوم وتبحر فيها وقد امرنا استأذنا رضي الله عنه بالحضور عليه فامثلنا لذلك وصار لنا منه انتفاعا عظيما وكان رجلا صالحا صواما متواضعا لله صاحب اخلاق حسنه واعمال خالصه لله مستحسنه معلما لاولاد المسلمين كتاب الله وسنة رسوله مصلحا لذات البين وفقنا الله وإياه لكل مافيه طاعته ورضاه ولازال متتبعا لاوامر أستاذه إلى ان لقي وجه الله .
@ ومنهم ولى الله الكامل العارف بالله السيد العالم العامل إمام القرأ فى كلام الله تعالى الصوفي الورع الزاهد الصوام القوام الناسك العابد الذاكر الله كثيرا مدى الأيام واليالى السيد محمد الزروالى قدم على الأستاذ رضي الله عنه سنة ثمانين بعد الماتين وإلف وهو ابن أربعين سنه وصحبه واخلص له فى ألصحبه ولماراى الأستاذ رضي الله عنه قال هذه منيتى كنت اطلبها فسلكه رضي الله عنه مسلك الكمل من الرجال وكان من ارباب الأحوال ووضعه رضي الله عنه إماما لجامعه من ايام قدومه ولازال إماما بالجغبوب حتى لحق بالأستاذ رضي الله عنه بالاج سنة خمسة عشر وهو ما اختل فى فاقة ولاغاب فى وقت من الأوقات إلا وهو مريض وكان صواما قواما يقرأ القرآن بالسبع باتقان وكان لاتراه الاتاليا أو مستغفرا أو مهللا أو مصليا على النبي صلى الله عليه وسلم لايترك التهجد باخر الليل ابدا وبعد ان وضعه رضي الله عنه إماما للجامع جعل له وظيفة أخرى وهى تعليم اولاد المسلمين كتاب الله ومكث فى التعليم ثلاثة وعشرين سنه حفظ على يديه القرآن الوف من اولاد المسلمين ولما زل بالتاج جعله الأستاذ خطيبا للجمعه حتى توجه إلى بلد- قرو- و فى اثناء الطريق سقط من على ظهر ناقته فاصابه خلل فى رجله ومكث بقرو ثلاثة سنين ثم رجع منها إلى التاج سنة إحدى وعشرين ومكث بالتاج بقية تلط ألسنه وأول ألسنه ألثانيه إلى يوم الثامن من المولد النبوي فى ليلة التاسع منه اصابه سعال لانه كان به مرض الزكام فشهق شهقة خرجت معها روحه رحمه الله وذلك فى سنة اثنين وعشرين بعد الثلاثمائة والالف .
@ ومنهم ولى الله الجليل الفاضل النبيل المحب الصادق العامل المخلص الكامل مصطفى جودت بك احد رجال الجيش لمصرى كان تعرف بالأستاذ السيد عبدالعالى الادريس فاخذ عنه الطريقة ولازم قرأة العظيميه ففتح الله عليه وصار يجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم ثم فى سنة ثلاثة وتسعين لما قدم الأستاذ السيد عمران ابن بركه والاستاذ السيد احمد الريفي من الحجاز بعد ان قضوا نسكهم ورجعوا اتاهم مصطفى المذكور زئرا ثم طلب من السيد عمران العظيمين من يده تبركا لانه اخذها من سابق فأعطاه اياها وقال له واظب على قرائتها تنتج رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فقال انى لاراه فقال كيف تراه قال لما اكون اصلى يمر من بين يدي فاشاهده فاحط راسي حياء منه صلى الله عليه وسلم ثم ان استأذنا السيد احمد شاهد بيده سقاره فاضمر فى قلبه بان هذا الرجل ليرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يشرب الدخان ثم ان مصطفى بك المذكور دائما يتردد فى الأوقات التي لاشغل عنده فى الحكومه قال استأذنا السيد احمدكنا يوما من ذات الأيام فى مجلس الشيخ على الليثى وكان المجلس ليس به احد إلا انأ ومصطفى بك فاخرج السقارهوولعها فلما ولعها شممت رائحتها فإذا بها ليست دخان فقلت له مصطفى افندى هذه والله ماهى دخان فاجابه بقوله والله مااخرجتها وولعتها إلا لكونى نريدك تعرف حقيقتها حيث أخذت فى قلبك على من جهتها وبين انه يتستر بها فى مجالس رجال الحكومه لانه إذا حضر واخرجوا السقارات اعطوه منها فلا يمكن ان يردها ولايمكنه ان يشربها خوفا من احتجاب النبي صلى الله عليه وسلم فخرج اجزاء قرنفلا وغيرها فإذا حضر فى مجالس الحكومه واعطوه سقاره يقول لهم عندي ويولعها ويشربها تسترا فقط فذكرت هذا هنا لانه من رجال الحضرة المفتوح عليهم وثانيا ان صاحب هذه الحضره يقبل كل احد اتاه خالصا لله يوصله إلى الله وثالثا ان فضل الله ليس محصورا ولازال هذا الرجل خافيا امره لايعرفه احد انه من اهل الأحوال سوى اخوانه متمسكا بالسنة إلى ان لقي وجه الله .
@ ومنهم ولى الله الجليل العالم النبيل الصوفي الورع الزاهد الناسك العابد سيدي التائب سلطان الجبلى وهو من اهالى جبل نفوسه وكان من الروافض فتاب عن ذلك المذهب وتاب معه خلائق لتحصى وكان قدم على لاستاذ رضي الله عنه فى اعشرة الاخيره من المائة ألثالثه عشر وهو ابن أربعين سنه وكان لايقرأ ولايكتب فقرأ الربع الاخير من القرآن وطلب العلم بالجغبوب فحصل العربية والفقه والحديث والتفسير وغيرها من الرقائق حتى اقر له مشائخه وأجازه الأستاذ رضي الله عنه ثم سلكه مسلك الصوفيه وكان الأستاذ السيد احمد الريفي رضي الله عنه فى أخر عمره يعتمده ويستفتيه فى خاصة نفسه إذا نزلت به نازله فى ذاته يقول له كيف نفعل وقد حصل لي كذا وكذا فهذه تكفيه مزيه عظيمه وبشاره كبرى له ولازال سائرا على اكمل الأحوال متمسكا باستاذه فى الاقوال والافعال إلى ان لقي وجه ربه سنة 1330هجرى فاتح محرم من اول سنة إلف وثلاثمائة وثلاثين هجريه .
@ ومنهم ولى الله المحب المخلص لله المهاجر فى سبيل الله الفاضل الجليل والعالم النبيل ذي لاعمال الصالحه الحسنة ولاعمال الفائقه ألمستحسنه سيدي الحاج محمد الثنى الغدامسى التاجر الكبير الشهير فان هذا الرجل لما اراد الله به خيرا تجرد عن الدنيا وتوجه إلى الجغبوب مهاجرا لله ورسوله وانفق ماله فى سبيل الله وضاعت له اموال جزيله بسبب خروجه من طرابلس ولم يبالى بها واتى للجغبوب وهو لايقرأ ولا يكتب فتعلم الكتابة وقرأ الربع الاخير من القرآن وهو ربع يسن وحفظ الدروس وتفقه فى دينه ثم دخل الصوفيه وكان عابدا قانتا وكان قدومه للجغبوب سنة تسع وتسعين ولازال مقيما بالجغبوب حتى هاجر مع الأستاذ للكفره ثم رجع للجغبوب مع سيدنا الوالد ولازال مقيما بالتاج حتى توجه مع الأستاذ إلى – قرو – فارسله استأذنا للجهاد ولكونه طاعنا فى السن لم تمكنه الاقامه هناك فرجع وأقام مدة بها ثم رجع إلى التاج وأقام بها مدة ثم انتقل إلى الجغبوب وبعدمدة توالت عليه الامراض حتى صار مقعدا ولازال مقيما بالجغبوب متمسكا بألسنه عاملا بها مواضبا على ذكر ربه وعبادته مع ضعفه وكبر سنه إلى ان لقي وجه الله ودفن فى مقبرة باب الرحمه
@ ومنهم ولى الله العارف بالله العالم العلامة والبحر الفهامة قدوة المحققين وفخر العلماء الراسخين سيد زمانه وفريد عصره واوانه الشيخ الجليل الصوفي المحقق الأصيل سيدي محمد بن الأمين الشنقيطى قدم على الأستاذ رضي الله عنه فى حدود المائة ألثالثه عشر وسبب قدومه كان له تعلق باهل الله طالبا استاذا كاملا يوصله إلى الله فعزم على التشريف لأجل هذه النية فمنعه اهله ثم لازال ضمره هذا يختلج فى صدره حتى مر على بلدهم رجل سائح بغدادى فسالوه على الشرق واوليائه فقال لهم ليس اوليائ اكثر من الغرب وافضل منهم إلا إذا قصدتم مولانا المهدى فقالوا له وهل هو موجود فقال لهم نعم موجود يسكن قريه يقال لها الجغبوب اسسها والده وعمرها بقربها بلد يقال لها سيوه اهلها عجم وانتم لابد لكم من وصولكم إليه فتعلقت قلوبهم به لان سيدي محمد المذكور كان معه ابن عمه سيدي عبدا لرحمن وكلاهما صالحين ثم قال هلما البغدادى فى سنة ست وسبعين نادى منادى من قبل الله الاان أولياء الله حضرتى اختفوا فانى مريد باهل الأرض شرا فمن اطهر كرامة أو تصرفا فلا يلوم إلا نفسه فمن ذلك الوقت اختفى اهل الله وقل تعرفهم والان التصرف بيد سيدنا احمد الخضر عليه السلام وسيدنا المهدى رضي الله عنه ولما اجتمعا بالبغدادى كان سيدي حمدالبكاى حيا ابن القطب سيدي محمد ال كنتى فسالاه فقال لهما حق مقاله رضي الله عنه وسيدي محمد هذا كان من العلماء العاملين فى جميع الفنون لاسيما فى العربية مع هذا كان خاملا سلك على يد الأستاذ مسلك الرجال وفتح الله عليه فتح العارفين به إلى ان توفى فى رمضان المعظم سنة ثلاثمائة وثلاثة عشر وإلف بالجغبوب .