Admin Admin
المساهمات : 206 تاريخ التسجيل : 15/10/2012 العمر : 73
| موضوع: الامام في سطور 10 الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 9:39 am | |
| تجلي الحق تجلى الحق على الماء وعلى الروح وهناك أمر ثالث وهو أهم : توجه الروح عند الوضوء إلى لقاء الحق سبحانه . وبه تحدث مبادئ التجلى الإلهى الذى ينعش الروح بعد إكمالها الوضوء أو الغسيل وحين ئذ يجتمع تجليان تجلى الحق على الماء وتجليه سبحانه على الروح والمناجاة الإلهية فى الصلاة تحتاج إلى روح وجسد وقد أعد تجليه على الماء الجسد عند استعماله للماء كما أعد تجليه على الروح عند توجهها إليه وبهذين التجليين يدخل المصلى فى حضرة لا إدراك وهى : الله أكبر وفى حضرة إدراك وهى السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ثم يدخل بهما الحضرتين الإلهية والنبوية فالأولى مظهر قولك لا إله إلا الله والثانية مظهر قولك محمد رسول الله ثم يدخل بهما حضرتي القرءان الطاهرة فيظهر على جوارحه جميعها العمل بكتاب ربه سبحانه فى جميع حركاته وسكناته وأنفاسه كلها من جميع الوجوه ويدخل فى حضرة القرآن الباطنة حتى تكون روحة روحا قرآنية صرفا فى جميع الوجوه فللظاهر قولة تعالى (وإنه لذكر لك ولقومك)وللبان قولة تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ) فالذكر للسان والجوارح والروح للروح ولقد قيل السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه فى آخر وأمره ( لا شيخ لك إلا القرآن ) وقوله : فهو يقول : كن حيا بحياه الله الشرح : الحياه كلها لله فما معنى حياه الله ؟ فالإضافة على اللام أي حياه لله وعلى تقدير صفة أي حياه محبوبة لله وهى الحياه الطبية التي أشار إليها الحق سبحانه وتعالى بقوله ( من عمل عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياه طيبة ) فيكون المعنى أعمل بشرع الله تعالى لتحيى بالحياة الطيبة التي يحبها الله تعالى ويرضاها قال تعالى -: ( أو من كان ميتا فأحييناه ) اعلم ياعبد الله أن الموت موتان : موت يحصل بخروج الروح من الجسد الأكبر , وموت يحصل بالنوم وهو الموت الأصغر وكذلك الموت المعنوي قسمان : موت اكبر وهو الذى يحصل للكافر بسبب الكفر وموت أصغر : وهو الذى يحصل للمسلم بسبب المعاصي فإحياء الكافر من موت كفره بالإسلام وإحياء المسلم من موت معاصية يكون بالتوبة والأعمال الصالحة فالولي الصالح إذا صار حيا بالله له وصفان الولي فى قوله تعالى ( لهم البشرى فى الحياه الدنيا ) والنور يكشف للولى عن نفسه لنفسه وعن نفسه للناس والبشرى من ربه لنفسه ليطمئن قلبه قال تعالى ( قال بلى ولكن ليطمئن قلى ) وبشرى أيضا لإخوانه وأحبابه قال تعالى ( فبشر عباد ) قال سيدى عبد الغنى النابلسي رضى الله تعالى عنه إن تكن بالله قائم لم تكن بل أنت هو أنت سر الغيب من أسمائه والشمس هو وقول السيد النابلسي رضى الله تعالى عنه -: (الشمس هو ) إشارة الى قولة تعالى ( الله نور السموات والأرض ) فلولا النور لما ظهر شئ لك ولا غيرك والظاهر سبحانه وتعالى هو الذى أظهرك بشمس الوجود لك ولغيرك ( فمحونا آية الليل ) أي العدم ( وجعلنا آية النهار مبصرة ) أي الوجود فالعدم لا تهدى به العقول إلى شئ والوجود تهتدى به إلى رب الوجود فالوجود دليل قطعى على الموجد ( ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ) ثم أعلم لأن الحياه بالله تحتاج الى موت يسبقها كحياة الشهيد فإنها توهب لصاحبها بعد موت قبلها كذلك العارفون يكونون أحياء بالله بعد موتهم فى حب الله قال ابن الفارض رضى الله تعالى عنه ( فالموت فيه حياتي ) أي فالموت فى حب الله فى حياتي بالله وحياه الحب فى منتهى الرقى والقرب قال الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه ( فأذوب فيه ولو معا وعشقا ) أي فى حب الله لأحيا فيه بالله تعالى وهكذا يخبر العارفون عن أحوالهم ومما سمعته عن أحوالهم ومما سمعته عن شيخي العارف بالله تعالى السيد محمد الشريف هذه الأبيات لسيدي عبد الكريم الجيلى رضى الله تعالى عنهما خلع العذراء متيم الأحشاء فعلى الحياه تحية من نائى لله درك يا زمان صبابتي دم لى ففيك مجامع الأهواء يا راحلين وفى الفؤاد رحيلهم والقاطنين وربعهم أحشائي وقد أشار سيدى الغوث أبو مدين رضى الله تعالى عنه إلى نوع من أواع الحياه بالله تعالى بقوله : تضيق بنا الدنيا إذا غبتمو عنا وتزهق بالأشواق أرواحنا منا فبعد كمو موت وقربكم حيا ولو غبتمو عنا ولو نفسا متنا فجعل القرب لله هو الحياه بالله ومن صار حيا بالله ذكر اسمه تعالى الحي ومن ذكر الحي القيوم لأن الحياه تحتاج إلى قوام من القيوم فصار حيا بالله مستغنيا عن كل حي سواه قائما بالقيوم مستغنيا عن كل مقوم سواه وإلى هذا المقام أشار سيدى الشريف مولاي السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنه بقولة ( وتجلى لى يإلهى بسر الفيومية الالهيه التي قامت بها شيئات الأشياء كلها سر قيومتك الإلهية المودع فى قولك : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قلت : ويحصل للعارف فى هذا التجلى الاستغناء عن كليات العالم وجزئياته ظاهرا وباطنا بالحى القيوم قال السيد محمد اليمانى لوالده الشريف السيد أحمد بن إدريس رضى الله تعالى عنهما باليمن وكان صغيرا إذ ذاك : ( يا أبت نفذ الحب آتنا بالحب قال له والده يابنى إن والدك لا يملك الحب قل يا رب الحب آتنا بالحب فصار يرفع يديه إلى السماء عند باب المنزل ويقول يا رب الحب آتنا بالحب فما مضت أيام قلائل حتى جاءت الجمال تحمل القمح والأرز وخيرات الله تعالى حال أهل التجريد مع رب العبيد كلما دعوه لباهم وكلما سألوه أعطاهم تمر عليهم الأيام والليالي الرجل منهم بغير ربه لا يبالى خدموا مليكهم فخدمتهم الملوك ليس فيهم فى الدنيا فقير ولا صعلوك تذللوا لله فذلل لهم الصعاب وفتح لهم من الخير كل باب فالأبواب مفتوحة لهم من غير مفتاح يدخلونها بسلام فى مجمع الأرواح الدنيا لديهم صاغرة والآخرة لديهم ماثلة حاضرة شربوا على ذكر ربهم صافى الشراب فصارت الدنيا تر أمامهم مر السحاب رأوها فعرفوها زائلة فعرفتهم فأقبلت عليهم بعد أعراضهم عنها فخد متهم فهى تتشرف بخدمتهم إذا هم رأوا العار في خدمتها وهى تفر اليهم لعلو قدرهم إذا هم فروا منها لخستها لبسوا لفتنتها الدروع وتحصنوا من غوائها بالخشوع أمدهم الله بجنوده فما ضعفوا وما استكانوا ولحبهم لربهم أعلنوا ( إذ يوحى ربك الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا ) قال سيدي عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه أيقظان أنت اليوم أم أنت نائم وكيف يطيق النوم ولهان هائم فلو كنت يقظان الغداة لحرقت جفونا لعينيك الدموع السواجم نهارك يا مغرور لهو وغفلة وليلك نوم والردى لك لازم وتشغل فيما سوف تكره غبه كذلك في الدنيا تعيش البهائم قوله فان الغيب هو الله – تعالى – لكونه عند أكثر عند أكثر الخلق غيبا لا يشهدونه ومن شهده منهم فلا إحاطة عنده ( ولا يحيطون به علما ) فهو غيب أيضا والكل غائب عنه وهو من باب الحج عرفة فإن كل شئ غائب يطلق عليه غيب الغيب وأنواعه قلت : قال القرطبى رحمه الله عند قوله تعالى ( الذين يؤمنون بالغيب ) الغيب ما غاب عنا قال الشاعر وبالغيب آمنا وقد كان قومنا يصلون للأوثان قبل محمد نعم الغيب هو ما غاب عنا وينقسم إلى قسمين الأول : غيب حقيقى وهو الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى – ويدخل فيه الحق – سبحانه وتعالى والثاني غيب إضافي وهو الذي يكون لبعض الخلق شهادة وللبعض الآخر غيبا فما وراء السماء الدنيا غيب بالنسبة لنا شهادة بالنسبة لسكانها والكعبة غيب كان بالهند مثلا شهادة بالنسبة للطائفين بها وإذا دخل عليك إنسان وفى جيبة مائة دينار وأنت لا تعلم فهى بالنسبة إليك غيب وبالنسبة إليه شهادة وهذا الغيب الاضافى ينقسم إلى قسمين إلى ممكن الوصول إليه كالكعبة والدنانير وغير ذلك وإلى غير ممكن كالوصول إليه يدرك بالأسباب العادية المتعارفة كأن يسافر إلى الكعبة أو يدخل يده إلى جيب العادية المتعارفة كان يسافر إلى الكعبة أو يدخل يده إلى جيب صاحب الدنانير ثم يخرجها فيعدها ويعرفها أو يكشف له وهو فى بلده فيرى الكعبة أو يكشف له عن عدد الدنانير أو يكشف له أيضا عن الغيب الذى لا وصول إليه بطريق العادة وهذا الذى جاء عن طريق الكشف يسمى عند العلماء التوحيد الأمر الخارق للعادة المسمى عندهم بالكرامة يظهر على يد شخص عامل بالكتاب والسنة والكرامة أمر مجمع عليه عند جميع الأمم على اختلاف أديانهم وقد اخبر الشيخ ابن تيمية رحمة الله إن الكرامات ستبقي في هذه الأمة إلى يوم القيامة ذكر ذلك فى الرسالة الدمشقية ومن أراد أن يطلع على العجائب والغرائب فليقرأ كتاب جامع كرامات الأولياء الشيخ النبهانى رحمه الله ومن الغيب الوحي عند نزوله على النبي صلى الله وعليه وآلة وسلم فإن الصحابة لا يرون سيدنا جبريل عليه السلام ولا يسمعون الوحي والنبي صلى الله وعليه وآلة وسلم يسمع ويرى فهو صلى الله وعليه وآلة وسلم من عامل المشاهدة وعند الصحابة رضى الله تعالى عنهم من عالم الغيب وكذلك يومك الذى ياتى فى غد هو من عالم الغيب فإذا جاء صار من عالم المشاهدة وهكذا أيامك والظروف من الأزمنة والأمكنة مظاهر للغيب الذى يمكن ابرازة وكذلك جسدك حينما كان فى بطن أمك كان غيبا ثم ظهر وسيغيب تحت التراب وكل جسم انسانى يحمل غيبين : الروح وهى لا يمكن إظهارها بحال من الأحوال والخواطر القلبية وهى يمكن إظهاره في قوالب الألفاظ المعبرة عنها ومن الغيب ما هومعدوم كالأشياء قبل خلقها فلا يمكن الوصول إليها إلا إذا خلقت ومن الغيب ما هو موجود ولا يمكن الوصول إليها في عالمة وهى الأرواح قبل نزولها إلى الأشباح وكقوله رضي الله تعالى عنه :- ( لكونه عند أكثر الخلق غيبا لا يشهدونه ومن شهده منهم فلا إحاطة عنده ) ( ولا يحيطون به علما ) الشرح قلت : المراد بأكثر الخلق جميع الخلق فلم ير الله تعالى إلا نبيا صلى الله وعليه وآلة وسلم لكن بلا كيف ولانحصار وقوله رضى الله تعالى عنه
| |
|