في اطارالاهتمام بالواحات ومناطق الصحراء وتحديد المناطق المجهوله فى الواحات وخارجها وعلاقة افريقيا بالعرب أو العرب بافريقيا ومن خلال الاطلاع على العديد من المصادر المكتوبة وغيرها ومما حوته رحلات الرحاله العرب والاجانب فالامر يستوجب إعادة تلك الرحلات التى توقفت منذ زمن بعيد وهذا ماجعلنا نخطط لاعادة الرحلات والزيارات الميدانيه لتسجيل واقع تلك الواحات والمناطق الصحراويه ونخيلها وماشهدته من إزدهار واضعين فى الحسبان علاقة افريقيا بالعرب , لذلك فإننا عاقدون العزم على تحقيق هذه الغايه حتى تعم الفائده لكل الباحثين ورصد مجريات التطور والتذكير ورغم ما يتطلبه العمل من جهد وإمكانيات تفوق القدرات الذاتيه – لذلك فإننا نقدم النماذج مشيدين بالحاجه إلى المساعدات الماديه والمعنويه التى يتطلبها حجم هذا العمل .
املا من الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا وان يجازى من أعاننا خيرالجزاء . وفى هذا السياق فقد قدر الله سبحانه وتعالى ان أجوب هذه الصحراء الشاسعه التى لاشك هى نعمة أنعم الله بها علينا , لأجد نفسى أتجول من واحة إلى أخرى ومن نفس إلى نفس فكنت مع إخوة كرام عرب أفارقه نفوسهم تعبق طيبا وأرضهم التى نسير على رمالها وكثبانها صفحه من التاريخ ومناخها وطبيعتها تذكر زائرها بكنهها وصحة واقعها ورحابة صدرها وأسلوب المعيشة فيها , وكم كانت تلك الشعوب التى تستظل بنخيلها تحمل الصفاء والسمو والترحاب وتحفظ التاريخ المطموس والحضارة الاصيله فكانوا قرة عينى كلما نظرت اليهم على نسق الشوق وكم كنت أشكر الله على ذلك اليوم الذي شاءت لي الاقدارأن أكون بينهم حيث حللت أرضهم وزرت مضاربهم وسهرت معهم فى أمسيات جميله رحلت إلى ماضيهم المشرق وتاريخهم العظيم فكانوا جميعا على نفس الشوق والنسق والاسلوب الذي يحتضن الاصاله ولابد من الاشاره إلى بساطة وفطرة هؤلاء الناس وتمسكهم بتقاليدهم وهم يتلذذون بحياتهم وبباديتهم ويسيرون على نهج السلف فى مرح وقناعه وكم كانت ليالى وأيام جميله لاتنسى لذلك فان الصمت فى هذا المقام قد يكون أبلغ من الكلام ولنجعل ما وصلنا إليه بين الايدى .
لهذه الأسباب والدواعي كان لزاما ان نبداء الخطوة فى تدوين هذه الحقائق التى شوهها رحالة الغرب وجعلوا كتاباتهم حسبما تقتضيه سياستهم وهنا نقول ان الترحال يجب ان يستمر لنكتب ما أخفته أقلام المستشرقين فى رحلاتهم ننقل الحقيقه التى نفخر بها لانها مشرقه ونبدأ بعون الله وتوفيقه فى رحلتنا بمساعدة الخيرين الذين ذللوا مصاعبنا واعانوا على ابراز هذا العمل المتواضع .ولابد من الاشارة أيضا إلى الرجوع إلى بعض الكتابات التى تطرقت للهجرات العربية والى القارة السمراء وماعانته من ويلات الاستعمار بنقل بعض الكتابات والاراء لكل من كتب عن القارة السمراء وخير القول ما شهدت به الأعداء فاننا من خلال البحث والدراسه سنقدم كتاباتهم ونسجل الواقع ونترك للعقل ان يحكم بيننا وبينهم – لذلك ستكون محتويات هذا البحث شامله الصور والوثائق والمخطوطات ليكون المتابع على بصيرة بما هو واقع –وبالمناسبه فاننى اذ أقدم هذه النماذج فاننا لاننكر حاجتنا للمساعد التى تدعم مسيرة العمل الذي قد يستمر سنوات طويلة ولاريب فى أننا لسنا أقل من الذين خاضوا هذه الصحراء وغامروا لتحقيق اهدافهم السياسيه والعلميه ونحن أحق منهم بهذه القاره وبهذا الوطن لأننا لسنا ضيوفا على سكانها بل هم اهلنا وذوينا ونسال الله التوفيق وآملا أن احصل على الدعم المعنوى والمادى المعين على أداء هذه الرساله التى تفرغت لها عن قناعة ,.
واشيد فى هذا المقام بقول القائل :-
ليس بإنسان ولا عاقل من لا يسع التاريخ صدره
ومن وعى إخبار من قد مضى أضاف أعمارا إلى عمره