مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي

خاص بالرابطة العالميه للسادة الآشراف الادارسه - إدارة أ- محمد الشارف الخطابي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: المقاومة الشعبيه في عهد السيد احمد الشريف   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:44 pm

لما كانت الغلبة للقوة في كل زمان ومكان وأن القوة علي رأى الغربيين فوق الحق فقد جاء الأمر تلغرافيا من الأستانة العلية إلي قائد الحامية بالانسحاب تحت ضغط السياسة الدولية الغاشمة فانسحبت الحامية العثمانية عن بنغازي أما المتصرف المدني فقد غادرها إلي الأستانة عن طريق ايطاليا وأما قائد الحامية فقد أراد مواصلة انسحابه إلي مصر ومنها إلي الأستانة هو أيضا حيث لم يرق له التسليم بصفته العسكرية فأخذ السيد أحمد العيساوى والشيخ عبد الله الأشهب وكيل رئيس زاوية مسوس وزعماء القبائل في إقناع شاكر بك قائلين له أن رؤساء الزوايا السنوسية وزعماء العشائر العربية ورفاقنا الذين هم معنا من حاضرة بنغازي التي استسلمت للقوة بعد الدفاع المجيد مجدون في أمر الدفاع عن الوطن وأنهم لا يتأخرون عنه سواء بقيت معنا أو غادرتنا إلي مصر حسب رأيك فاطمأن قائد الحامية بعض الشيء باتفاق الجميع واتخذ موقع الآبار معسكرا وتوجه
السيد العيساوى إلي المرج للاتصال برئيس زاويتها السيد عمران السكورى وبقية الأخوان والزعماء هناك للتشاور وتبادل الآراء كما توجه الشيخ عبد الله الأشهب إلي مسوس للاتصال برئيسها وعقد اجتماع عام مع رؤساء قبائل العواقير وكان رئيس زاوية مسوس قد الزمه المرض فراشه منذ اشهر فالتقي السيد احمد العيساوى بالسيد عمران السكورى الذي جاء يقود كتيبة من قبائل العرفا عدد رجالها ثلاثمائة مسلح غير الشيوخ والأعيان فكانت هذه أول نجدة جاءت من نوعها لمساعدة الحامية العثمانية بعد مجيء نجدات العواقير إلي بنغازي قبل احتلالها واتصلت النجدة التي يقودها السيد عمران بقائد الحامية فسكن ما قكان ثائرا من روعة وأطمأن بعض الشيء وتفاءل خيرا وتلتها بقية النجدات التي جاء بها رؤساء وشيوخ القبائل من كل حدب وصوب .
السيد :- عبد الله الأشهب وكيل زاوية مسوس ورؤساء قبائل العواقير
السيد:- محمد علي عبدالمولي رئيس زاوية أم اشخنب ورؤساء قبائل إبراهيم العواقير
السيد :- الحسن الغمارى رئيس زاوية دريانه وقومه العواقير
السيد :- التواتي الكليلي رئيس زاوية طلميثه وقومه من الدرسه
السيد: - حمد علي المحجوب رئيس زاوية الطيلمون وقومه من مطاوع العواقير
السيد :- محمد الزروالي رئيس زاوية القطيفيه وقومه من الشامخ مغاربه
السيد:- محمد علي الغمارى رئيس زاوية أسقفه وقومه من براعصه وادرسه
السيد :- محمد ابو نجوى رئيس زاوية ميراد مسعود وقومه من الدرسه
السيد :- عمر المختار رئيس زاوية القصور وقومه من العبيد وكان هذا الأخير متغيبا بالكفرة أثناء الاحتلال .
ولعل التاريخ يذكر جيدا ان أول اجتماع عقد لإنشاء الأدوار الجهادية كان في طبرق بحضور القبائل ومشائخ الزوايا :- وهم :-
1- السيد محمد الشارف الصغير شيخ زاوية الجرفان مع قبائل حبون
2- السيد علي بن عبد الله شيخ زاوية أم ركبه مع قبائل القطعان
3- السيد المرتضي الغرياني شيخ زاوية جنزور مع قبائل المنفه
4- السيد صالح الشريف شيخ زاوية المرصص مع قبائل العبيدات
وهذه أول مره تقام فيها فكرة المقاومة الشعبية التي كان للسيد احمد الشريف دور بارز في تأسيسها علي ارض طبرق انتشرت بعدها الأدوار – اوالمقاومة الشعبية – لمقاومة الاحتلال بصورة مثاليه .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 7   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:40 pm

رجال لهم تأثير في حركة الجهاد وهم من اتباع الطريقة السنوسيه:-
1- المجاهدمحمد كاوصن :-
ولد محمد كاوصن في بلدة – مرقو- حوالي عام 1880م وينتمي الي قبيلة – ايكزكزن – احدي القبائل الشريفه في سلطنة والليمدان وإليها تنتهي رئاستها قاد حركة الجهاد ضد فرنسا في النيجر في الحرب العالمية الاولي وابلي بلاءً عظيماً , وقد عاش هذا القائد احداث الجهاد منذ اصطدام توارق شمال النيجر ضد فرنسا عام 1901 م وهاجر ضمن قبائل التوارق نحو الشرق , حيث استقر – بقرو- وانضم للطريقة السنوسيه وكان ضمن المجاهدين في هجومهم علي – وشنكال- في نوفمبر في عين –كلك – وكان من ضمن المسئولين علي الموقع الفرنسي التابع لسرية الهجانه في كانم بقيادة الملازم – موتوت- .
وقد اعجب به السيد احمد الشريف واسند اليه قيادة – عين ايدي – وانطلق مجاهداً فأغار علي بيسكري عام 1910م وضغطت القوات الفرنسيه فلجأ الي دار فور حيث – سلطنة علي دينار- ثم رجع الي – أوتياكا- والتحق بالشيخ محمد السني في سبتمبر عام 1911م ثم سافر لاي يروكو وواداي ووضع نفسه تحت قيادة القائم مقام العثماني في عين كلك في اكتوبر 1911م وفي 23مايو 1913 شارك كاوصن في معركة ام العظام ضد فرنسا ولم يتمكن المجاهدون من النصر واستشهد القائد عبدالله الطوير الزوي اثناء المعركه – وبعدها انتقل كاوصن الي فزان ووصل -واو-ودخل تحت قيادة السيد محمد العابد السنوسي مندوب السيد احمد الشريف في فزان وشارك في جهاد اهل الجنوب ضد ايطاليا ثم رجع علي رأس مجموعة من المجاهدين للاستيلاء علي شمال النيجر وطرد الفرنسيين منها , وراسل كاوصن سلاطين التوارق واللميدان والايبير – ومشائخ قبيلته يطلب منهم اعلان الجهاد المقدس ضد الكفار ,ويعدهم بالنصر ويبلغهم ان الالمان سيلاقونهم في نيجيريا .
ويقول ساليفو – ومن ناحية اخري قام تاقامه بالاتصال مع عدد من زعماء القبائل طالبا مساعدتهم في المعركة المرتقبة التي تستعد السنوسيه لخوضها مع الكفار , فلبت القبائل – ايكزيكزيت – افدين – كل اغاروس – كل فروان – نداء تاقامه علي الفور – كما ردت قبائل المشكره تكريكريت والليمدان في منطقة طاوه بالموافقة علي نداء سلطن اقز ,فجاءت هذه القبائل واستقرت في المدينة مع العائلات والمواشي .
قصيده للسيد محمد مصباح اجويلي المجبرى – في السيد احمد الشريف
طرب الفؤاد لذكر شيخ فاضل
ألف الجهاد وآثر الطاعات
شيخ كريم من سلالة ماجد
سمح الشمائل طيب النفحات
هو أحمد هو الشريف إمامنا
هو صاحب الأوراد والآيات
شغف الدروس ففاق جملة صحبه
حتى توسط أشهر الطبقات
ورث المفاخر عن أبيه وجده
وبهدى عمً أدرك الغايات
إن قال في التفسير خلت مجاهدا
وبعلم نحو سيبويه آت
وإذا أتي بالفقه فأبن القاسم
سبحان ربي واهب الملكات
ولقد تفوق في العلوم جميعها
حتى غدا من قادة الحلقات
لم يرن للدنيا ولم يخفق لها
بل كان يهوى رؤية الجنات
ولقد قضي هذا الهمام حياته
يطوى الفيافي يحمل الرايات
يدعو إلي الرحمن ينصر دينه
يتلو كتاب الله في الخلوات
قاد الجياد الصافنات إلي العدا
حمل العقاب وأسس الجبهات
الله اكبر أيها الباغون قد
حضر الشريف بأحسن الهيئات
خربت دياركم ونغص عيشكم
هذا الغضنفر حل في الساحات
طعن وضرب لا هوادة عنده
في الله لا يخشي الفتي اللومات
سل عنه عينا في –كلك- وكانما
وبدار – قرو – فأسأل الهضبات
وبدار فور – نلقها إخباره
لله درك يا أخا النجدات
وكذا – علالي- كم أقيمت فوقها
سوق الجهاد لطالب الروضات
وبأرض – ليبيا- قاد جيشا سيدي
وبوسط – كفرة – أطلق الصيحات
نادي عباد الله هبوا للوغي
إن الجهاد يكفر الزلات
فتقاطرت تحت اللواء جحافل
بذلوا النفوس لخالق النسمات
سألوا الإله بأن يكونوا عنده
إن الشهادة بغية السادات
وبظهر درنة قابلت أدوارهم
جيش العدو بأصدق النيات
متلهفين علي قتال عدوهم
لم ينظروا لتفوق القوات
إن الشريف وقبله آباءه
بذروا بذور الخير والحسنات
وتتابعت غزوات هذا القائد
أكرم بها ياصاح من غزوات
ولقد رأى شيخي مصائب جمة
تدمي القلوب وتسكب العبرات
لكنه كالطود مرت فوقه
سحب فأهدت نحوه قطرات
فاضطر ضرغام الحروب لهجرة
لينال اجر الحرب والهجرات
والي بلاد الترك أصبح ذاهبا
لله ما لاقي من الكربات
وبآخر الأمر استقر إمامنا
بمدينة الأنوار والبركات
نال السعادة حيث جاور جده
حتى غدا من عالم الأموات
فجزاه رب الكون خيرا دائما
وبفضله أعلي له الدرجات
آل النبي علي الدوام أئمة
هم سادة هم منبع الخيرات
هم خير خلق الله أما وأبا
هم أنجم هم موئل بغلاة
فبحبهم ابغي من الله الهدى
وختام خير لحظة السكرات
وبحبهم أرجو شفاعة جدهم
يوم القيامة ساعة الحسرات
ثم الصلاة علي النبي وآله
ما شقشق العصفور في الدوحات
** ** ** **

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 6   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:38 pm

رجال لهم تأثير في حركة الجهاد وهم من اتباع الطريقة السنوسيه:-
1- المجاهدمحمد كاوصن :-
ولد محمد كاوصن في بلدة – مرقو- حوالي عام 1880م وينتمي الي قبيلة – ايكزكزن – احدي القبائل الشريفه في سلطنة والليمدان وإليها تنتهي رئاستها قاد حركة الجهاد ضد فرنسا في النيجر في الحرب العالمية الاولي وابلي بلاءً عظيماً , وقد عاش هذا القائد احداث الجهاد منذ اصطدام توارق شمال النيجر ضد فرنسا عام 1901 م وهاجر ضمن قبائل التوارق نحو الشرق , حيث استقر – بقرو- وانضم للطريقة السنوسيه وكان ضمن المجاهدين في هجومهم علي – وشنكال- في نوفمبر في عين –كلك – وكان من ضمن المسئولين علي الموقع الفرنسي التابع لسرية الهجانه في كانم بقيادة الملازم – موتوت- .
وقد اعجب به السيد احمد الشريف واسند اليه قيادة – عين ايدي – وانطلق مجاهداً فأغار علي بيسكري عام 1910م وضغطت القوات الفرنسيه فلجأ الي دار فور حيث – سلطنة علي دينار- ثم رجع الي – أوتياكا- والتحق بالشيخ محمد السني في سبتمبر عام 1911م ثم سافر لاي يروكو وواداي ووضع نفسه تحت قيادة القائم مقام العثماني في عين كلك في اكتوبر 1911م وفي 23مايو 1913 شارك كاوصن في معركة ام العظام ضد فرنسا ولم يتمكن المجاهدون من النصر واستشهد القائد عبدالله الطوير الزوي اثناء المعركه – وبعدها انتقل كاوصن الي فزان ووصل -واو-ودخل تحت قيادة السيد محمد العابد السنوسي مندوب السيد احمد الشريف في فزان وشارك في جهاد اهل الجنوب ضد ايطاليا ثم رجع علي رأس مجموعة من المجاهدين للاستيلاء علي شمال النيجر وطرد الفرنسيين منها , وراسل كاوصن سلاطين التوارق واللميدان والايبير – ومشائخ قبيلته يطلب منهم اعلان الجهاد المقدس ضد الكفار ,ويعدهم بالنصر ويبلغهم ان الالمان سيلاقونهم في نيجيريا .
ويقول ساليفو – ومن ناحية اخري قام تاقامه بالاتصال مع عدد من زعماء القبائل طالبا مساعدتهم في المعركة المرتقبة التي تستعد السنوسيه لخوضها مع الكفار , فلبت القبائل – ايكزيكزيت – افدين – كل اغاروس – كل فروان – نداء تاقامه علي الفور – كما ردت قبائل المشكره تكريكريت والليمدان في منطقة طاوه بالموافقة علي نداء سلطن اقز ,فجاءت هذه القبائل واستقرت في المدينة مع العائلات والمواشي .
قصيده للسيد محمد مصباح اجويلي المجبرى – في السيد احمد الشريف
طرب الفؤاد لذكر شيخ فاضل
ألف الجهاد وآثر الطاعات
شيخ كريم من سلالة ماجد
سمح الشمائل طيب النفحات
هو أحمد هو الشريف إمامنا
هو صاحب الأوراد والآيات
شغف الدروس ففاق جملة صحبه
حتى توسط أشهر الطبقات
ورث المفاخر عن أبيه وجده
وبهدى عمً أدرك الغايات
إن قال في التفسير خلت مجاهدا
وبعلم نحو سيبويه آت
وإذا أتي بالفقه فأبن القاسم
سبحان ربي واهب الملكات
ولقد تفوق في العلوم جميعها
حتى غدا من قادة الحلقات
لم يرن للدنيا ولم يخفق لها
بل كان يهوى رؤية الجنات
ولقد قضي هذا الهمام حياته
يطوى الفيافي يحمل الرايات
يدعو إلي الرحمن ينصر دينه
يتلو كتاب الله في الخلوات
قاد الجياد الصافنات إلي العدا
حمل العقاب وأسس الجبهات
الله اكبر أيها الباغون قد
حضر الشريف بأحسن الهيئات
خربت دياركم ونغص عيشكم
هذا الغضنفر حل في الساحات
طعن وضرب لا هوادة عنده
في الله لا يخشي الفتي اللومات
سل عنه عينا في –كلك- وكانما
وبدار – قرو – فأسأل الهضبات
وبدار فور – نلقها إخباره
لله درك يا أخا النجدات
وكذا – علالي- كم أقيمت فوقها
سوق الجهاد لطالب الروضات
وبأرض – ليبيا- قاد جيشا سيدي
وبوسط – كفرة – أطلق الصيحات
نادي عباد الله هبوا للوغي
إن الجهاد يكفر الزلات
فتقاطرت تحت اللواء جحافل
بذلوا النفوس لخالق النسمات
سألوا الإله بأن يكونوا عنده
إن الشهادة بغية السادات
وبظهر درنة قابلت أدوارهم
جيش العدو بأصدق النيات
متلهفين علي قتال عدوهم
لم ينظروا لتفوق القوات
إن الشريف وقبله آباءه
بذروا بذور الخير والحسنات
وتتابعت غزوات هذا القائد
أكرم بها ياصاح من غزوات
ولقد رأى شيخي مصائب جمة
تدمي القلوب وتسكب العبرات
لكنه كالطود مرت فوقه
سحب فأهدت نحوه قطرات
فاضطر ضرغام الحروب لهجرة
لينال اجر الحرب والهجرات
والي بلاد الترك أصبح ذاهبا
لله ما لاقي من الكربات
وبآخر الأمر استقر إمامنا
بمدينة الأنوار والبركات
نال السعادة حيث جاور جده
حتى غدا من عالم الأموات
فجزاه رب الكون خيرا دائما
وبفضله أعلي له الدرجات
آل النبي علي الدوام أئمة
هم سادة هم منبع الخيرات
هم خير خلق الله أما وأبا
هم أنجم هم موئل بغلاة
فبحبهم ابغي من الله الهدى
وختام خير لحظة السكرات
وبحبهم أرجو شفاعة جدهم
يوم القيامة ساعة الحسرات
ثم الصلاة علي النبي وآله
ما شقشق العصفور في الدوحات
** ** ** **

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 5   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:36 pm


وعلى اثر الانقلاب الذي قاده مصطفى كمال أتاتورك وإلغاء الخلافة العثمانية عام 1924م, أدرك السيد أحمد الشريف أن لامكان له في دولة أتاتورك العلمانية, فانتقل إلى الحجاز بعد إن سدت في وجهه أبواب البلاد العربية الأخرى.
وكانت الفترة من 1924 إلى 1933م تمثل جانبا مهما في حياة السيد أحمد الشريف السنوسي في المنفى حيث أقام في الحجاز مستفيدا من العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بعبد العزيز بن سعود, وبدا محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد شيخ المجاهدين سيدي عمر المختار ويعاونه قجة بن عبدالله السوداني, والفضيل بوعمر, ويوسف بورحيل, وحسين الجويفي, وعبدالله بوسلوم, وعبدالحميد العبار, وقد تبقى من العائلة السنوسية بعد رحيل السيد إدريس السنوسي عام 1923م إلى مصر كل من محمد الصديق والسيد محمد الرضا والحسن الرضا.
ومن الروايات التي نقلها شكيب ارسلان في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" عن السيد عبدالعزيز جاويش المقرب من السيد أحمد الشريف ان ضابطا ايطاليا برتبة عقيد طلب مقابلة السيد أحمد الشريف عندما كان في مرسى تركيا سنة 1924, وهو يستعد للرحيل إلى الحجاز, ولكن السيد أحمد رفض الحديث معه بشكل قاطع عندما علم انه يعرض عليه فكرة عقد صلح بينه وبين الحكومة الايطالية وكان جوابه "إننا لا نكره الصلح, ولكن على شرط الاستقلال الحقيقي لوطننا" وعندما علم انه لم يكن مفوضا من قبل حكومته أنهى المقابلة معه على الفور, وحتى بعد ان تمكن العقيد الإيطالي من الحصول على التفويض من حكومته رسميا حاول التفاوض مع السيد أحمد الشريف عن طريق معاونه السيد جاويش إلا ان السيد أحمد كان حازما في توجيهاته لمعاونه التي ختمها بقولته الشهيرة "إن طرابلس وبرقة ليستا ملكي لأجود بهما على الطليان, بل هما ملك اهلهما".
وفي الحادي والعشرين من أكتوبر 1926م نجح السيد أحمد الشريف في عقد معاهدة بين إمام اليمن يحي وإمام عسير الحسن بن علي الإدريسي وملك الحجاز عبدالعزيز آل سعود, أنهى بموجبها الخلافات والحروب الدائرة في المنطقة, وكان هدفه من ذلك القضاء على تلك الحروب الجانبية التي تستنفد الكثير من جهود المسلمين حتى يلتفتوا جميعا إلى العدو الصليبي "الإنجليزي والإيطالي والفرنسي" الذي كان يحتل جزء كبيرا من العالم الإسلامي.
وظل السيد أحمد الشريف طوال فترة إقامته في الحجاز متفرغا لدعم المجاهدين في الداخل, وكان يتخذ من مواسم الحج والعمرة وسيلة للاتصال بالليبيين ويستقبل الرسل الوافدة إلى مكة من قادة الجهاد, يزودهم بالتوجيهات والتعليمات وكذلك بالإمدادات كما جعل من مواسم الحج منبرا إعلاميا يحث المسلمين منه على دعم القضية الليبية ويجمع التبرعات منهم.
يقول شكيب أرسلان يصف أحمد الشريف :-
- فلما جئت الي مرسين ذهبت توا لزيارته ؟ فأبي إلا أن انزل عنده , ريثما أكون أستأجرت منزلاً في البلدة , وقد رأيت في هذا السيد السند بالعيان , ما كنت اتخيله عنه بالسماع وحق لي والله ان انشد :-
كانت محادثة الركبان تخبرنا
عن جعفر بن فلاح أطيب الخبر
حتى التقينا فلا والله ما سمعت
أذني بأحسن مما قد رأي بصري
رأيت السيد حبراً جليلاً , وسيداً غطريفاً, وأستاذاً كبيراً, من أنبل من وقع نظري عليهم مدة حياتي , جلالة القدر , وسراوة حال , ورجاحة عقل , وسجاحة خلق , وكرم مهزة , وسرعة فهم , وسداد رأي , وقوة حافظة , مع الوقار الذى لا تغض من جانبه الوداعة , والورع الشديد في غير رئاء ولا سمعة , , سمعت انه لا يرقد من الليل اكثر م ثلاث ساعات , ويقضي سائر ليله في العبادة , والتلاوة والتهجد , ورأيته مرارا تنضج بين يديه السفر الفاخرة اللائقة بالملوك فيأكل الضيوف والحاشية ويجتزيء هو بطعام واحد لايصيب منه الا قلقلا , وهكذا هي عادته وله مجلس كل يوم بين صلاتي الظهر والعصر لتناول الشاي الاخضر الذى يؤثره المغاربه . فيأمر بحضور من هناك من الاضياف ورجال المعية , ويتناول كل منهم ثلاثة اقداح من شيء ممزوج بالعنبر , فأما هو فيتحامي شرب الشاي لعدم ملائمته لصحته , وقد يتناول قدحا من النعناع , ومن عادته انه يوقدفي مجلسه غالبا الطيب , وينبسط السيد الي الحديث , واكثر احاديثه في قصص رجال الله واحوالهم ورفائقهم وسير سلفه السيد محمد بن علي السنوسي والسيد المهدي وغيرهم من الاولياء والصالحين .."1"
والسيد احمد الشريف سريع الخاطر . سيال القلم لايمل الكتابة اصلا وله عدة كتب .2


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 4   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:33 pm


كانت الفترة من 1924م ـ 1933م ـ تمثل الجانب المهم في حياة السيد أحمد الشريف في المنفى ، فخلالها نظم الاتصال بينه وبين المجاهدين في القطر الليبي ، وبدا محركا للأحداث فيها ، وقائدا للمقاومة من الخارج ، مما اضطر الإيطاليين في كثير من الأحيان إلى الاتصال به في محاولة لعقد الصلح . ومما يستدعي النظر ، أن المصادر الليبية المعاصرة وكذا الإيطالية ، وحتى وثائق الخارجية البريطانية المنشورة ، لا تورد شيئا عن السيد أحمد الشريف خلال هذه الفترة ، وكان من المحتمل أن تبقى جهوده في طي الكتمان على الصعيد المحلي والعالمي ، ولولا تلك الوثائق التي استطاع نفر من الليبيين الاحتفاظ بها وتهريبها معهم إلى مصر ، ولم يفصحوا عنها ، .



السيد أحممد الشريف يتولي
قيادة الحركة السنوسيه -1-
لما شعر السيد محمد المهدي بدمو أجله عهد الي ابن اخيه بالقيادة , لما توسم فيه من القدرة علي الاضطلاع بأعباء الحركة والوصاية علي الخليفة الشرعي – للسيد ادريس – ولما لمس فيه من صفات قياديه واستعداد فطري وخبرة اكتسبها في معاركه ضد فرنسا أهلته لتولي القياده – وكان إسناد الزعامة الي السيد أحمد الشريف قد صادف قبولا وارتياحاً من جانب جميع الإخوان الذين اجتمعوا بالكفره يوم 12- ربيع الاول من عام 1220هـ الموافق 19- يونيو 1902 م حيث جري الاحتفال بانتخاب السيد أحمد الشريف .
استمر السيد أحمد الشريف علي نهج زعماء الحركة السنوسيه فواصل الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي ونشر الدعوة الاسلاميه بكل حكمة في افريقيا , واتخذ من الكفرة عاصمة للحركة السنوسيه وأناب عنه محمد السني لإدارة امور الجهاد وشرع السيد أحمد الشريف في تشكيل جبهة إسلاميه ضد الغزو الفرنسي الزاحف من جنوب اتشاد الي شرقها وشمالها فقام بالاتصال بسلطان واداي – داود مره – سنة 1903م واقنعه بسحب اعتراف واداي بالحامية الفرنسيه علي كانم - وباقرمي , واستجاب السلطان داود لذلك وسحب إعترافه بالحماية الفرنسيه – واتصل بالسلطان علي دينار – سلطان دار فور - الذى اعلن توحيد جهود المسلمين ضد الغزو الصليبي الاوربي , لقد رأي السيد احمد الشريف ان التوسع الفرنسي في الصحراء الافريقيه يعتبر تهديداً مباشراً لحركته الاسلاميه الدعوية , ولتجارالقوافل التي كانت تدعم مبمردوداتها الاقتصاديه نظام زواياه في تلك المناطق
لقد كان تجار القوافل التابعين للحركة السنويه من أعمدة الحركة الاقتصاديه ولنضرب مثلا علي ذلك الحاج أحمد الثني الغدامسي الذى كانت له تجارة عظيمة من اهل برنو وواداي وغات ومصر وطرابلس وتونس وكان جميع ما يأتي الي الجغبوب يأتي علي يديه وهو الذى يجلبه الي هناك بأثمان متهاونه رفقا بالاخوان ولذلك كان من المقربين من الشيخ السيد محمد المهدي .
نضال السيد أحمد الشريف
ولد السيد أحمد الشريف في عام 1873م, بعد عام تقريباً من وفاة جده السيد محمد بن علي السنوسي في واحة الجغبوب.
وتزعّم السيد أحمد الشريف الحركة السنوسية في عام 1902م, خلفاً لعمه السيد محمد المهدي والد الملك إدريس السنوسي الذي كان قد بلغ الثالثة عشرة من عمره آنذاك, ويبدو أن صفات السيد أحمد الشريف الشخصية وشجاعته التي برزت خلال قيادته لمعارك الجهاد ضد الفرنسيين في مناطق "قرو" و "ودان" السودانية قد أهلته لتولي الزعامة.
ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام 1911م, كان السيد أحمد الشريف قد أعاد تنظيم الحركة السنوسية من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة, كما سعى جاهداً لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات الإسلامية الأخرى وتدعيم وشائج الأخوة الإسلامية بينها, كما ارتبط أشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية في تركيا, وما أن وطأ البلاد جنود المستعمر الإيطالي حتى كان السيد أحمد الشريف قد حوّل زوايا الحركة السنوسية إلى معسكرات لإعداد قوة عسكرية من الأهالي والأتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلك القوات بالأسلحة والعتاد بشتى الطرق.
وعندما تناهى لأسماع السيد أحمد الشريف اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا, شكل وفداً من زعماء السنوسية وأهالي البلاد وبعثه إلى مدينة درنة لمقابلة "أنور بك" الوالي العثماني, وسلّمه رسالة خطية جاء فيها :
"نحن والصلح على طرفي نقيض, ولا نقبل صلحاً بوجه من الوجوه, إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد إلى العدو".
ونتيجة ذلك, وصل مبعوث الوالي العثماني السيد عزيز المصري بصفته ممثلاً للدولة العثمانية في ليبيا ومديراً للعمليات العسكرية فيها, وصل الجغبوب "مركز قيادة السنوسية" وأبلغ السيد أحمد الشريف أن الخليفة قد منح البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها, ولكن مع تذبذب الموقف التركي من مسألة الصلح مع ايطاليا, عاد أنور باشا لطرح فكرة القبول بالصلح على السيد أحمد الشريف فكان رده أكثر حزما, قائلا "والله لا نسلمهم من أرضنا طراحة حصان".
وبعد توقيع قيام الحركيا معاهدة "لوزان" مع ايطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا إلى ايطاليا, بادر السيد أحمد الشريف بإعلان الحكومة السنوسية لسد الفراغ المترتب على انسحاب القوات التركية من البلاد, وكان شعار تلك الحكومة "الجنة تحت ظلال السيوف". ثم أعلن الجهاد في منشور عممه على مشائخ الزوايا السنوسية والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 الى سن 65, أن يذهب إلى الميدان مزودا بمؤونته وسلاحه.
ومع توالي الهزائم التركية في البلقان, أصدرت القيادة التركية أوامرها بضرورة الانسحاب النهائي من الأراضي الليبية, ومع الانسحاب الكامل للقوات التركية من البلاد, قرر السيد أحمد الشريف الانتقال بقواته التي بلغت حينئذ السبعة آلاف مقاتل, الى منطقة أمساعد على الحدود الشرقية مع مصر, مما فرض ظروفا وأوضاعا جديدة على المنطقة وخاصة بعدما تبين ان السيد أحمد الشريف قد نجح في تحويل القوات السنوسية إلى جيش نظامي مدرب, ومستعد لخوض غمار حرب فدائية طويلة المدى ضد الطليان.
وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى, تعزز موقف السيد أحمد الشريف وقواته, حيث جعلت الأطراف المتحاربة تسارع لكسب ود السيد أحمد الشريف وقواته, تركيا والمانيا من جهة, وبريطانيا ومصر من جهة أخرى, فالأولى رغبت أن يقوم السيد أحمد الشريف بتخفيف الضغط على ايطاليا بمهادنتها, وبفتح جبهة جديدة ضد الإنجليز في السلوم, والأخرى رغبت في مساعدة السيد أحمد الشريف للقضاء على الطليان, العدو الرئيسي للسيد أحمد الشريف آنذاك.
وبسبب الضغوط الشديدة التي مارستها الدولة العثمانية عليه, بالإضافة الى الانتصارات الألمانية ـ العثمانية على قوات الحلفاء في أوروبا, وظهور الثورات الشعبية ضد الإنجليز في الهند وأفغانستان والسودان, اختار السيد أحمد الشريف أن يقوم بالإغارة على قوات الإنجليز في أوائل نوفمبر 1915م داخل الحدود المصرية وهزمهم في السلوم ولاحقهم حتى منطقة سيدي براني حيث اندمج بقواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب, ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العواقير 1916م التي اسر فيها جعفر العسكري, وهرب فيها نوري باشا وعبد الرحمن عزام, وواصل السيد أحمد الشريف القتال من المحور الجنوبي واحتل عددا من الواحات, وسارع للاتصال بالسيد علي دينار, سلطان دار فور بالسودان, ومشائخ الصعيد في أسيوط والفيوم محاولا تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز, وخاض السيد أحمد الشريف بقواته عدة معارك أخرها معركة بئر تونس التي اضطر فيها للتراجع والانسحاب وقد شارك في هذه المعركة السيد محمد الشارف بوالصغير شيخ زاوية الجرفان (( قبائل حبون )) وأخيه السيد الطيب بو الشارف وهو الذي عاد بعد انتهاء المعركة واحضر مسدس السيد احمد الشريف الذي وقع أثناء المعركة , وذلك بسبب عدم استجابة زعماء القبائل في الفيوم والصعيد ودار فور من جهة, وفشل قوات جعفر العسكري واستسلامه من جهة أخرى, فضلا عن التباين الكبير بين القوتين, فبينما كانت قوات السيد أحمد الشريف تقاتل ببنادق عادية وعلى ظهور الخيل في ارض مكشوفة, استخدم الإنجليز المدفعية والطائرات, يضاف الى ذلك صعوبة التموين بل وانقطاع موارده عن القوات السنوسية.
وكانت حملة السلوم, نهاية المطاف في صراع السيد أحمد الشريف ضد الإنجليز في ليبيا, وقد بادروا بتهديده بضرورة ترك الجغبوب فورا, تحت طائلة ضرب وتهديم ضريح قبر جده الاكبرالسيد محمد بن علي السنوسي بالطائرات واحتلال المدينة واستباحتها.
غادر السيد أحمد الشريف البلاد إلى المنفى في أوائل أغسطس 1918م على متن غواصة ألمانية من مرسى العقيلة ومعه كبار معاونية وقواده منهم محمد صالح حرب ونوري باشا وصالح ابوعرقوب البرعصي وعبدالمالك الدرسي, أما باقي الأتباع وعلى رأسهم سيدي عمر المختار فقد انسحبوا إلى الجبل الأخضر, وقد كان إبعاد السيد أحمد الشريف انتصارا لكافة الأطراف المعادية لنضال الشعب الليبي. وصل السيد أحمد الشريف إلى ميناء بولاوتريستا ومنها إلى النمسا ثم بالقطار الى استانبول حيث استقبل استقبالا حافلا تدعيما لمواقفه وصموده, وقلده السلطان محمد السادس السيف "علامة السلطنة" وانعم عليه برتبة الوزارة.
مباشرة بعد استقراره في المنفى اخذ السيد أحمد الشريف يحرض العثمانيين على إعطاء القضية الليبية الأهمية القصوى, وقد نجح بالفعل في إقناع عزت باشا, رئيس الوزراء آنذاك في أكتوبر 1918م, بأن يسمح له بالسفر خفية الى طرابلس بعد تزويده بالمعدات والسلاح والأموال, إلا أن اتفاق هدنة الحرب العالمية الأولى حال دون إنجاح المهمة, ومع ذلك فقد انتقل السيد أحمد الشريف ورفاقه من استانبول إلى بروسه, استعدادا للعودة الى برقة, إذا ما أخفقت جهود السلام.
لقد أدت نتائج الحرب العالمية الأولى الى الانقسام في تركيا بين الخليفة في الآستانة, وأنور بك في القوقاز, ومصطفى كمال أتاتورك في الأناضول, وحاول كل منهم اجتذاب السيد أحمد الشريف الى جانبه باعتباره زعيما دينيا موثوقا وذو شعبية كبيرة في تركيا ولكن السيد أحمد الشريف اتخذ موقف الحياد إزاء الزعماء الثلاث وإن كان يميل إلى أنور باشا في أحاديثه الخاصة, وكان الأخير قد وعده بتسهيل عودته إلى برقة بالسلاح والرجال والأموال إذا ما نجح في حسم الصراع لصالحه وكان ذلك غاية ما يتنماه السيد أحمد الشريف.
لقد بلغت ثقة الأتراك بالسيد أحمد الشريف حدا جعل مجلس المبعوثان يصدر قرارا بتعيينه ملكا على العراق في ابريل 1921م, ولكن فيصل بن الحسين, بدعم الإنجليز نجح في الوصول إلى العراق قبله, ويذهب بعض الباحثين إلى أن مصطفى كمال أتاتورك قد عرض الخلافة على السيد أحمد الشريف ولكنه رفضها متعللا بأن أحوال العالم الإسلامي آنذاك لا تشجع على اتخاذ مثل تلك الخطوة.
شهدت سنتي 1921, 1922 تحركا سياسيا واسعا للسيد أحمد الشريف محاولا خلق جبهة إسلامية عريضة تضم الخديوي عباس "مصر" وعبد العزيز بن سعود "أمير نجد", وابن الرشيد "أمير حائل", وأحمد الجابر الصباح "أمير الكويت", والحسن الإدريسي "أمير عسير", وحميد الدين "إمام اليمن", هدفها تحرير العالم العربي الإسلامي من الاستعمار الإيطالي والإنجليزي والفرنسي, كما تدخل في الصراعات الدائرة بين قبائل شمر وعنزة وحقق الصلح بينهما, ثم انتقل إلى سوريا محاولا إثارة الشعور الديني, محرضا أهلها على العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الأتراك غير أن الفرنسيين كشفوا تحركاته وطردوه إلى تركيا عام 1924م.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 3   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:31 pm


تقديرا للأعمال التي قام بها السيد إدريس السنوسي ، أثناء الحرب العالمية والاتفاق مع الحكومة الإيطالية ، وتقديرا لهمته في التعاون مع الحكومة الإيطالية لتهدئة الخواطر في برقة ، ورفاهية البلاد وتقدمها ، وتقديرا وإثباتا لفضله ، وبالاستناد إلى رأي مجلس الوزراء ، وبناء على اقتراح وزير المستعمرات ، أمرنا بما هو آت :
ـ يمنح السيد محمد إدريس السنوسي ، لقب أمير بما له من مزايا وإكرام للقب صاحب السمو ، وبوصفه رئيسا منتدبا منا ليتولى إدارة أوجلة وجالو والجغبوب والكفرة إدارة ذاتية ، كما يرخص له باختيار إجدابيا كمركز رئيسي لإدارته .
ـ نأمر بأن يسجل هذا المرسوم ، وعليه خاتم الدولة في الجريدة الرسمية الخاصة بقوانين ومراسيم مملكة إيطالي . على كل من يخصه الأمر ، تنفيذ هذا المرسوم والعمل به .
صدر في روما يوم 25 أكتوبر 1920م ، ملك إيطاليا فيتو ديوايمانويلي ، رئيس الوزراء جيوليتي ، وزير المستعمرات روسما .
السيد أحمد الشريف في المنفى:
وصل السيد أحمد الشريف إلى ميناء بولا وتريستا ، ومنها انتقل إلى النمسا ثم بالقطار إلى استانبول ، حيث استقبل استقبالا حافلا ، تدعيما لموقفه وتشجيعا لقادة الحركات الإسلامية آنذاك ، ومن ثم عهد إليه تقليد السلطان محمد السادس السيف (علامة السلطنة) ، وقد جرت العادة أن يقلد الشلبي ، شيخ الطريقة المولوية ، من سلالة هلال الدين الرومي ، سلاطين الأتراك ، السيف في مناسبات تقام فيها الاحتفالات في طول البلاد وعرضها . واعترافا بفضل السيد أحمد وعظيم جهاده ، فقد أنعم عليه السلطان محمد السادس برتبة الوزارة وبالنيشان المرصع . وبرغم هذا التكريم والمبالغة في الحفاوة فقد أخذ يحرض العثمانيين على إبلاء القضية الطرابلسية الأهمية القصوى ، حتى أنه نجح في إقناع عزت باشا ، رئيس الوزراء آنذاك ، أكتوبر 1918م ، بأن يسمح له بالسفر خفية إلى طرابلس بعد تزويده بالمعدات والسلاح والأموال ، إلا أن اتفاق هدنة الحرب العالمية الأولى حال دون إنجاح المهمة . ومع ذلك فقد انتقل السيد أحمد من استانبول إلى بروسة ، ومعه محمد صالح حرب ، استعدادا للعودة إلى طرابلس ، إذا ما أخفق المتصارعون في التوصل إلى اتفاق سلام . ويبدو أن نتائج الحرب العالمية الأولى قد فرضت سكونا على حركة السيد أحمد حتى إذا ما وقع الانقسام في تركيا بين الخليفة في الآستانة ، وأنور بك في القوقاز ، ومصطفى كمال في الأناضول ، حاول كل منهم اجتذاب السيد أحمد إلى جانبه باعتباره زعيما دينيا موثوقا ، وبالتالي فإن من يؤيده يكسب شرعية دينية لدى عامة الشعب ، لا سيما وإن ولاة الأتراك قد اعتادوا الوقوف على بابه وطلب مرضاته ، ومع أن السيد أحمد اتخذ موقف الحياد إزاء القوى الثلاث المتصارعة . إلا أنه كثيرا ما كان يردد بأن أنور باشا كان متمسكا بالإسلام ، يغار عليه في أية بقعة ولا يفرق بين عربي وتركي وهندي .
وتعليلنا أن مواقف أنور باشا خلال إقامته في برقة ومعايشته للقضية الليبية ، كانت تفرض نوعا من التألف بين السيد أحمد وأنور باشا ، ثم أن أنور باشا عرض على السيد أحمد العودة إلى برقة مزودا بـ12 بندقية و 10 مدافع و 30 رشاشا و 20 ألف جندي ، إذ نجح في حسم الصراع لصالحه ، وهذا غاية ما يتمناه السيد أحمد . غير أننا نرى السيد أحمد فيما بعد ، وقد ناصر مصطفى كمال علنا بعد أن أقنعه الأخير بأنه جاد في إعادة الهيبة للخلافة الإسلامية كسابق عهدها ، وقد بلغت ثقة الأتراك به حدا ، جعل مجلس المبعوثان يصدر قرارا بتعينه ملكا على العراق ابريل 1921م ، ولكن فيصل بن الحسين ، بدعم من الإنجليز نجح في الوصول إلى العراق قبله . وتشهد سنوات 1921 ، 1922م تحركا للسيد أحمد في محاولة لخلق جبهة إسلامية عريضة ، تضم الخديوي عباس ، وابن مسعود أمير نجد ، وابن الرشيد أمير حائل ، وأمير الكويت أحمد الجابر الصباح ، وأمير المنتفق وأمير صبيا وأطرافها والإدريسي ، أمير عسير ، وإمام اليمن حميد الدين ، ويكون هدفها تحرير العالم العربي الإسلامي من الاستعمارين الإنجليزي والفرنسي . ومع أن الوثائق الأولية التي تؤيد ما ذهبنا إليه ما زالت حبيسة إلا أن مجريات الأحداث تدعمنا في ذلك ، فقد توسط السيد أحمد الشريف في الصراع الدائر بين قبائل شمر وعنزة ، وانتقل إلى سوريا فيما بعد ، محاولا إثارة الشعور الديني ، ومحرضا أهلها على العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الأتراك ، غير أن الفرنسيين اكتشفوا تحركاته وطردوه إلى تركيا 1924م . كان إعلان مصطفى كمال إلغاء منصب الخلافة الإسلامية سنة 1924م ، يعتبر تنصلا من قضايا العالم الإسلامي ، وبدءا لمرحلة جديدة في تاريخ تركيا الحديثة ، ترتب عليه انكفاء تركيا لحل مشاكلها الداخلية ، وأدرك السيد أحمد أن لا مكان له في دولة مصطفى كمال ، ثم إن طبيعة العلاقات الفرنسية ـ البريطانية التركية ، اقتضت إبعاده عن أراضيها ، أو مناطق سيطرتها ، فآثر أن ينتقل إلى الحجاز بعد أن سدت في وجهه أبواب البلاد العربية الأخرى ، مستفيدا من العلاقة الخاصة التي كانت تربطه بابن سعود ، ومن ثم فإنه يستطيع الاتصال بالليبيين خلال موسم الحج والعمرة يضاف إلى ذلك أن ابن سعود لن يضع أية قيود على حركته ، كتلك التي فرضت عليه في السنوات الأخيرة خلال إقامته في تركيا وسوريا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 2   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:29 pm


نشرت تلك الرسالة في كتاب "السنوسية دين ودولة" الذي وضعه فؤاد شكري ، وهو المؤرخ الرسمي لتاريخ السيد إدريس ، ولذا حذفت منها بعض المقاطع ، وقد أكد لنا أحد الذين كانوا في رفقة السيد أحمد عند وصول الرسالة ، إن السيد إدريس طلب فيها أيضا إلى السيد أحمد ، إطلاق يده في التفاوض مع الإنجليز والطليان لتوقيع الصلح ، ثم إن عليه أن بغادر الوطن ، هو ومن معه ، وألا يعود إليه ثانية . وتشير المراجع البريطانية إلى أن السيد أحمد قبل التنازل عن السلطة السياسية للسيد دريس ، وقسم الأمور بين أفراد عائلته كما يلي : يتولى كل من السيد الرضا ، الإدارة في الجبل الأخضر ، والسيد الصديق في سرت ، وصفي الدين في فزان ، والسيد علي الخطاب في الكفرة ، وبعد ذلك غادر السيد أحمد الشريف الجغبوب إلى جالوا ومنها إلى أوجلة ، وواصل سيره منها إلى زلة ومن ثم العقيلة مع حطام قواته ، وهناك حاول أن يلتف على خطة إدريس ، خاصة أن بوادر نجاح مفاوضات إدريس قد لاحت في الأفق
وكان السيد محمد الشريف الإدريسي قد نجح في بدء المفاوضات بين الإنجليز والطليان من جهة والسيد محمد إدريس السنوسي من جهة أخرى ، إذ سافر الوفد الإنجليزي المؤلف من اللواء طلعت باشا وأحمد حسنين برفقة السيد محمد الشريف الإدريسي إلى بنغازي ، واجتمع مع الوفد الإيطالي المشكل من الكولونيل بيلا والكوماندتور جيني ، وانتقل الجميع إلى الزويتينة مقر إقامة السيد إدريس ، حيث تم الاتفاق على إنهاء حالة الحرب بين الطرفين ، واعتراف إيطاليا بالإمارة السنوسية للسيد إدريس على جالو وأوجلة والكفرة والجغبوب ، على أن يحتفظ الطليان بسيطرتهم على مدن برقة وقراها ، ولما كانت محادثات الزويتينة أولية ، وتطلب إقرارها العودة إلى الحكومات الإيطالية ، فقد عادت الوفود إلى عكرمة ، وهناك جرى توقيع الاتفاقية بصورة نهائية ، ووقعها عن الجانب الإنجليزي الأميرالاي دوبتا ، وعن الجانب الإيطالي الكومندتور لوجبي بنتور ، وعن الجانب الليبي محمد إدريس السنوسي . ومن الجدير بالذكر ، أن الاتفاق ضم شروطا تمهيدية لراحة خواطر أهل الوطن أولا ، ثم جاء في بندها العاشر : يتعهد (أي إدريس) بأن يبعد عن قطر برقة كل مسبب للفساد أو ساع بإيجاد الفتن بيننا ، والحكومة الإيطالية وغيرها من أصدقائنا وأصدقائها . والمقصود بهذا السيد أحمد ، وقد رفض السيد أحمد المعاهدة ، وأخذ يعمل ضدها وهنا أقام السيد إدريس حوله ما يسميه الليبيون "خط نار" وفرض عليه الإقامة الجبرية في خيمته ومنع الاتصال به ، انتظارا لاتخاذ قرار بشأنه .
ويبدو أن تركيا قد نجحت في إقناع إدريس باستعدادتها لاستضافة السيد أحمد الشريف كما ذكر أرسلان بحاضر العالم الإسلامي ، ولما وافق على ذلك ، وصلت غواصة ألمانية في أوائل أغسطس سنة 1918م ، إلى مرسى العقيلة ، القريب من سرت وحملت السيد أحمد وكبار قواده ، أمثال محمد صالح حرب ، ونوري باشا ، وصالح بوعرقوب البر عصي ، وعبد المالك الدرسي إلى ميناء بولا ، ثم النمسا ومنها إلى تركيا ؛ ليعيش في المنفى . أما باقي الأتباع فانسحبوا ، ومنهم عمر المختار ، الذي آثر أن يلزم بيته بعيدا عن زعامة السيد إدريس ؛ لأنه قبل توقيع الصلح المؤقت ، وزادت الوحشة بينهما عندما جرى توقيع الصلح الدائم سنة 1920م . إن أبعاد السيد أحمد كان انتصارا لكافة الأطراف المتحالفة ، وقد احتفل الجند الإيطالي بذلك كما استدعي المستوطنون لاستغلال الأراضي الليبية ، واستراح الإيطاليون من ترديد نشيدهم .

Che brutto MA Che brutto Paese
Che Cosa Facciama

ما أقبحه من بلد ! وما أقبحه من بلد أي شيء تفعل هنا ؟

لقد تطلب استمرار الوفاق بين الإنجليز والسيد إدريس اتفاقا جديدا لتنظيم العلاقات بين الطرفين ونتيجة لذلك ، وقع اتفاق الرجمة في 25 أكتوبر 1920م ، وتعهد إدريس بموجبه مرة أخرى بأن يبعد من الجغبوب وبرقة كل شخص يسعى في الفساد أو يعبث بالأمن أو إحداث القلاقل بين السنوسية والحكومة البريطانية . وتنفيذا للاتفاق ، فقد صدر مرسوم ملكي إيطالي رقم 1755 بتاريخ 25 /10/ 1920م ، يمنح السيد إدريس الإمارة ، وجاء فيه :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي 1   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:26 pm


كانت حملة السلوم ، نهاية المطاف في علاقات الإنجليز مع السيد أحمد ، ولذا بادروا بتهديده بواسطة ابن عمه إدريس ، بضرورة ترك الجغبوب فورا ، تحت طائلة ضرب قبر جده الأكبر محمد بن علي السنوسي بالطائرات واحتلال المدينة واستباحتها . ونحن نرى أن القوات البريطانية ، كان باستطاعتها الاستمرار في مطاردة فلول قوات السيد أحمد والقضاء عليها ، إلا أنها لم تقدم على تلك الخطوة ، حتى تحتفظ لخلف السيد أحمد بعض القوة ، يستطيع من خلالها أن يضغط على القوات الإيطالية ، ويكون في وضع أفضل عند بدء المفاوضات مع الطليان . ومن ناحية أخرى ، فقد عاد الإنجليز لإجراء اتصالات مع إدريس ، يدفعونه لاتخاذ موقف متشدد مع ابن عمه الذي تنكر لمساعدتهم . لقد كانت علاقات الإنجليز بالسيد إدريس ودية منذ البداية ، واستمرت الاتصالات بين الطرفين تنمو وتزدهر طوال سنة 1913م . وفي بداية سنة 1914م ، تجددت عندما توجه السيد إدريس إلى الحجاز لأداء فريضة الحج ، فعرج في طريقه على مصر حيث قوبل بالتبجيل والاحترام ، من قبل حسين كامل ، السلطان النائب عن الإنجليز في مصر ، وحملته باخرة خاصة إلى حيفا ، ومنها إلى الأراضي المقدسة ، وفي طريق عودته لقي من الاحترام ما فاق المرة الأولى ، واجتمع إلى اللورد كتشنز ، قائد القوات الإنجليزية في مصر ، ومن ثم نقل بطراد بريطاني إلى السلوم ، حيث جرى له وداع رسمي على الحدود ، ولعل السيد إدريس أبلغهم بما قام به من تأييد لموقف قبيلة حرب ، القاطنة بين مكة والمدينة والتي كانت تدين بولائها للسيد أحمد الشريف لانتشار الزوايا السنوسية بين ربوعها ، فقد طلب السيد أحمد من مقاتليها ، الثمانين ألفا ، العمل ضد الإنجليز وأعوانهم في مصر والحجاز ، وكلف السيد إدريس بمتابعة قراره هذا أثناء تأدية فريضة الحج ، ولكن إدريس أبلغ السيد أحمد لدى عودته بأن القبيلة أجابته : (لم يصبنا أي أذى من الإنجليز ، فهم عدول وكرام وأغنياء ، بينما تجد الترك متصفين بالظلم والقهر والترفع ) وعليه فلا داعي للدخول معهم في أية معارك .
وقد كشفت الوثائق البريطانية رقم 2139 ، 2147 ، 2478 ، Public record office ، التي نشرت أن السيد إدريس قد أبلغ القبيلة بأنه يؤيد وجهة نظرهم ، وأنه يحب الإنجليز ولا يود أن يرفع سيفه ضدهم . وقد انعكست نتائج تلك الزيارة على علاقة السيد إدريس بابن عمه السيد أحمد ، إذ ما لبث السيد إدريس ، أن أعلن أنه لا يوافق على بقاء الأتراك في القوات الوطنية ، وطلب إلى السيد أحمد ضرورة الحفاظ على العلاقات الإنجليزية ـ السنوسية . ولما قوبل طلبه بالرفض الشديد من قبل السيد أحمد ، ترك معسكره في أمساعد ، وتوجه إلى الجبل الأخضر ، وأشاع بين الناس بأن المنفذ الوحيد لسكانه مع مصر سيغلق إن استمر السيد أحمد في سياسته المعادية لبريطانية ، وبالتالي فإنهم سيجدون أنفسهم ، وقد أحكم الطوق عليهم من الشرق والغرب ، كما عاد لتذكير الناس بأن السيد أحمد قد استأثر بالسلطة دونه ، وإن والده قد عينه وصيا عليه ليس إلا . أما وقد بلغ رشده فحري به أن يبادر إلى ممارسة صلاحيته استنادا إلى حقه في وراثة والده ماديا وأدبيا . ويبدو أن حملة السيد إدريس قد لاقت صدى إيجابيا لدى الأهالي ، لا سيما وأن أخبار هزائم السيد أحمد ، أخذت ترد عليهم ، ومما دعم موقف السيد إدريس ، تلك القصص التي أخذ بتناقلها الناس عما أصاب أتباع أحمد الشريف من أهوال في انسحابهم ، مستندين في ذلك على روايات شهود العيان الذين تمكنوا من النجاة واللحاق بأهلهم في الجبل الأخضر .
لقد تلاقت أهداف الإنجليز مع تمنيات السيد إدريس ، حين عرضوا على هذا الأخير الصلح والاعتراف بإمارته هو على برقة والجبل الأخضر ، نظير طرد نوري ومن معه من الضباط الأتراك ، وإقناع ابن عمه بمغادرة المنطقة في المرحلة الأولى . وقد وضحت أهداف إدريس في رسالته التي أرسلها إلى السيد أحمد الشريف في 25 صفر سنة 1335هـ ، 21 ديسمبر 1916م ، وجاء فيها : ( هل لا تنظر إلى ما حدث للشريف حسين أمير مكة ، الذي عينه الأتراك ، ثم وجد تحقيقا لمصلحة بلاده أن ينقلب عليهم ، ثم أرغم على الوقوف خصما ، فأعلن استقلال البلاد ووافقت الدول المتحالفة على ذلك ، ونودي به ملكا على العرب ، وهو الآن يبذل قصارى جهده في إدارة شؤون بلاده ، فيؤسس المجالس وينشي الإدارات والمصالح ، ولو أنه قبل أن يدخل الحرب إلى جانب الأتراك لكان الحلفاء الآن يحتلون مملكته ، كما احتلوا البصرة ـ العراق ، ومناطق أخرى . فالملك حسين كون جيشا كبيرا الآن ، ويريد احتلال الشام ، وأرسل إليه الضباط وجاءت المدفعية من مصر ، ووصله كل ما يحتاج إليه للقيام بحركة واسعة ، وأذاع في العالم الإسلامي ، أنه لا يريد بالإسلام شرا ، وإنما يعمل فقط ضد جماعة الاتحاد والترقي ، ويذكر في خطبه اسم الخليفة العثماني ، وهو الخليفة المعتد ، والذي فقد كل سلطة بفضل القيود التي فرضها عليه أولئك الذين أحاطوا به من كل جانب من هؤلاء الاتحاديين ، وقرر العرب المحافظة على شرفهم والذود عنه ضد هؤلاء الجماعة أيضا ، فأقاموه ملكا . ثم حدثني بالله يا سيدي ، كيف يستطيع الأتراك غزو مصر ودخولها ، وهم الذين أخفقوا في محاولة استرجاع الحجاز ، وهل لا تنظر يا سيدي إلى السيد إدريس في بلاد اليمن ، فهو يحتفظ دائما باستقلاله ، ويتمسك بحياده . وهذا على الرغم مما يفعله الإنجليز الذين يحاولون إقناعه بمحاربة الأتراك ، ومما يفعله الأتراك الذين يريدونه أن يحارب الإنجليز ، ولكنه لا يريد أن يورط نفسه في شيء من هذا كله . وكان في إمكانكم ، أن تفعلوا مثل هذا قبل حادث السلوم ، وكان في أيديكم الإنجليز والترك معا ، ولكن ما فائدة الحسرة على الماضي والندم على ما فات . إن الذي أريد أن استرعي نظركم إليه ، هو العالم الإسلامي ؛ لأن الإسلام يريد أن يعرف ، ومن حقه أن يدرك ويفهم فهما صحيحا ما تفعلون ، وما تريدون ، ويجب علينا قبل كل شيء الانتباه إلى ما فيه فائدتنا ، وما يحقق مصلحة بلادنا حتى لا تذهب ضحية لغيرنا .
ونستشف من الرسالة ، إن السيد إدريس لا يرى أية فائدة من استمرار التعاون مع العثمانيين ؛ لأن قضيتهم خاسرة ، والرهان عليهم فاشل ، ويسوق جملة من الشواهد التاريخية في مقدمتها علاقتهم مع الشريف حسين ، وتخلي السيد الإدريسي عن مناصرتهم في جنوب الجزيرة ، ثم يطلب إليه أن يتخذ من المواقف ما يرضي العالم الإسلامي . لقد بنيت الرسالة عزم إدريس نهائيا على حسم الأمور في ليبيا ، وعلى توطيد علاقته مع الإنجليز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: قالوا في السيد أحمد الشريف السنوسي   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:24 pm

قالوا في السيد أحمد الشريف

صفحات من الوثائق السرية الليبية ((رسائل أحمد الشريف 1875ـ 1933م))
الحلقة الثالثة
محمد عيسى صالحيه ، الكويت ، كلية الآداب
العدد 1 ، 1980م
يبدو أن الانتصارات الألمانية العثمانية على الحلفاء ، كانت أهم عوامل إشراكه في الحرب ، إذ انهارت نهائيا دولة البلجيك ، وخسرت فرنسا أكثر من نصف أملاكها ، وكادت دولة الصرب والجبل الأسود أن تنقرض ، ثم إن هناك ثورات في الهند ضد الإنجليز ، وبدأت شعوب الأفغان والزنجبار والسودان تتململ ضد المستعمرين . وكان السيد أحمد يقدر أن المصريين سيسارعون للانضمام إلى جبهته حال اندلاع الحرب ، طمعا في خلاصهم من نير الحماية البريطانية ، ثم إن تنظيم السنوسية القوي بين قبائل أولاد علي في الصحراء الشرقية سيبادر إلى مناصرته أيضا ، وقد كان صائبا في تقديراته ، فمنذ بدء المعارك انضمت الفوات المصرية بقيادة محمد صالح حرب إليه ، وأخيرا استقرت خطة السيد أحمد الشريف على مهاجمة مصر بمؤازرة الأتراك والألمان .
اندفعت قوات السيد أحمد الشريف ، أوائل نوفمبر سنة 1915م ، داخل الحدود المصرية ، واستولت على السلوم ، بقيادة نوري باشا ، وواصلت سيرها حتى سيدي براني ، حيث اندمجت معها القوات المصرية الوطنية بقيادة محمد صالح حرب ، قومندان مطروح ، ومن ثم قادوا الهجوم على محورين : شمالي يقوده جعفر العسكري ، وجنوبي يقوده محمد صالح حرب . وقد تمكنت القوات البريطانية من إيقاف الهجوم الشمالي بمعركة العواقير فبراير 1916م ، التي أسر فيها جعفر العسكري ، وفر نوري باشا وعبد الرحمن عزام من ساحة المعركة وارتدت فلول القوات الوطنية الليبية إلى برقة . أما علي المحور الجنوبي ، فقد واصلت القوات تقدمها نحو الواحات ، فاحتلت واحات الفرافرة والداخلة والبحرية ، وهنا سارع السيد أحمد إلى الاتصال بالسيد علي دينار ، سلطان دار فور بالسودان ، يحرضه على الثورة . وكذلك أجرى اتصالات مع مشايخ وعريان الصعيد في أسيوط والفيوم ؛ ليقوموا بدورهم بالثورة ضد الإنجليز . وكان هدف السيد أحمد من وراء ذلك تكوين جبهة إسلامية عريضة ، لمقاتلة الإنجليز ، ومن ثم توسيع ميدان المعركة معهم وتشتيت جهودهم . خاضت قوات المحور الجنوبي عدة معارك أهمها ، وادي ماجد ، وأم الرخم ، ووادي ماجد الثانية ، ديسمبر سنة 1915م ، ثم معركة بئر تونس التي اضطر الليبيون فيها للتراجع . ومن ناحية ثانية ، فإن بريطانيا كانت تدرك ما يدبره السيد أحمد ، ولذا جعلت خطتها ، تتصف بالسرعة والمفاجأة ، ووجهت ضربة قوية وخاطفة للسيد أحمد وفواته ، قبل أن يتمكن من توسيع ميدان المعركة .
ولو حللنا عوامل هزيمة السيد أحمد على المحورين ؛ لبرزت أمامنا الأسباب التالية :
ـ لقد بدأ ميدان المعركة في المحور الشمالي ضيقا ، فهو محصور بين البحر وعقبة السلوم بما لا يتجاوز الثماني كيلو مترات عرضا ، وعليه وجدت قوات السيد أحمد نفسها في عنق زجاجة ، والضربات توجه من البر والبحر . ثم إن ظروف استسلام جعفر العسكري للقوات البريطانية ، يمثل تلك السهولة ، ما زالت موضع تساؤل ، وخاصة أن جعفر العسكري قد لمع مرة أخرى في المنطقة كرئيس لوزراء العراق ، القطر المدرج تحت دائرة المصالح البريطانية آنذاك .
ـ لم يستجب علي دينار ولا مشايخ أسيوط والفيوم لدعوات السيد أحمد بالثورة ولعل الإغراءات البريطانية قد التفت على عوامل الغضب عندهم ، وأفرغتها من محتواها ، فأسقط في يد السيد أحمد الشريف ، وقد تخلى هؤلاء عن نصرة الإسلام والمسلمين .
ـ ولعل فشل حملة جمال باشا في الوصول إلى قناة السويس ، وهزائم الألمان فيما بعد ، ثم فشل حملة نوري باشا على الحدود الشرقية قد فتت في عضد السيد أحمد وقائده محمد صالح حرب ، فانسحبا إلى واحة سيوه ، واعتمدا حرب العصابات ضد الإنجليز في محاولة منهما لمنع تطويق القوات من قبل البريطانيين ، ومن ثم تراجعا نحو الجنوب .
ـ يضاف إلى ذلك ، أن ميزان القوى كان منذ البدء لصالح الإنجليز ، فالقوات الوطنية الليبية كانت منهكة نتيجة صراعها مع الطليان ، ولما تستكمل استعداداتها بعد ، ويتحدث معظم الليبيين الذين قابلناهم ممن شاركوا في الحملة أمثال السيد عبد الحميد بوفلقة ، والسنوسي الغزالي ، وكذلك الذين عاصروا أحداثها ، كالشيخ عبد الحميد العبار ، وحمد بو خير الله البر عصي ، وأحمد الغزالي والطيب بوفروة وغيرهم ، بمرارة عن الأهوال التي لاقوها أثناء انسحابهم ، إذ انتشرت بينهم الأوبئة ، وفتكت الحمى الصفراء بهم ، ولم يجد المصابون أية عناية أو رعاية طبية .
ـ لقد قاتلت قوات السيد أحمد الشريف في أرض مكشوفة ، وببنادق عادية وعلى ظهور الخيل ، بينما استخدم الإنجليز المدفعية والطائرات ، فلم يكن هناك أدنى توازن بين القوتين ، يضاف إلى ذلك صعوبة التموين ، بل وانقطاع موارده ، وحتى السلاح والعتاد لم يعد يصل إليهم . إن هذا الموقف الحرج الذي غاشته قوات السيد أحمد ، ومنع الإمدادات والنجدات عنها ، قد خلقت ظروفا حسنة لإدريس استغلها لصالحه ، بعد أن نجح في إقناع بعض مشايخ قبائل الجبل الأخضر ، باتخاذ موقف اللامبالاة مما يجري في الدواخل . إن اختلاف الإدريسيين ، أحمد وإدريس في تقييم الدور البريطاني في المنطقة جعل إدريس يتوانى في نجدة ابن عمه ، ولعله ذهب أكثر من ذلك ، فحرض القبائل على عدم إرسال النجدات لقوات السيد أحمد المحاصرة في الجغبوب ، إذ أن إدريس يرى بأن الحرب لا تحقق أية نتيجة ، وأنه يجب استغلال الظروف الدولية لتحقيق استقلال ليبيا . وهو يرى أن بريطانيا هي المؤهلة لأن تأخذ على عاتقها إنجاز هذا الأمر ، أما السيد أحمد فيرى أن حميته الدينية وغيرته الإسلامية تمنعه من التعاون مع الكفار ضد أبناء دينه ، مهما كانت الوعود وتعددت الإغراءات . وسنعود لمناقشة هذا الأمر في الصفحات اللاحقة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيخ احمد الشريف السنوسي 8   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:23 pm


وثانيهم: الشجار الحاصل بينهما لاختلافهم على التراتيب والامورالتى كان والداهما العظيم رحمه الله يقوم بها وقدم معهما بعض القادة آل الطرش – ففرح سيادة السيد بقدومهم وسر برؤيتهم وأنزلهم في بيت احد الأخوان من السنوسيين بمكة وهم آل زيني ولم يقصر حضرات السادة المذكورين في مساعدة سيادته جزاهم الله خيرا وبارك فيهم .
هؤلاء السادة لما قدموا سنة 1347هـ ورأوا سيادة السيد يتعب من الركوب على الدواب جلبوا معهم هذه السنة سيارة فخمه هدية لسيادته تكلفوا في شرائها وجلبها وتحملوا من أجلها أتعابا كثيرة ومصاريف باهظة مع شدة حاجتهم وارتباك أمورهم الداخلية إلا أن محبتهم العظيمة ذللت لهم هذه المتاعب فبارك الله فيهم واخلف عليهم بالخير الكثير وأثابهم الثواب الجميل آمين
كما قدم النبيل السيد محمد السنوسى بن السيد محمد عابد الشريف السنوسى وهو ابن أخ مولانا السيد فنزل عنده و أكرمه ثم حج مولانا السيد بهؤلاء السادة وعموم الأخوان والعائلة وكانت صحته متوسطة وبعد إتمام مناسك الحج وعودة حضرات السادة آل تكوك إلى الجزائر رغب ابن أخيه السيد محمد السنوسى عابد في الزواج فخطب له كريمة شيخ الزاوية السابق الشيخ علي حامد ودخل بها ولما هل شهر صفر 1351هـ تجهز سيادته وتوجه إلى المدينة المنورة تصحبه عائلته الكريمة وإخوانه فمر على جدة وأقام بها ثلاثة أيام ثم والى سيره بالسيارات حتى وصل المدينة المنورة ونزل في الزاوية السنوسيه الكائنة في محلة العنبرية ومكث بها أسبوعا واحدا ثم دخل إلى داخل البلدة ونزل في بيت شيخ الحرم المعتاد نزوله فيه غير انه شعر بفتور عام في جسمه الشريف وبدأ مع سيادته سعال شديد فعاد إلى الزاوية ومكث بها ماينوف عن الثلاثة الأشهر والمرض ملازم لسيادته يخف أحيانا ويشتد أحيانا وتشوق لقرب الحرم الشريف فعاد إلى بيت شيخ الحرم بجوار المسجد الشريف وفى هذه الأثناء قدم أحد وجهاء مكة المكرمة المسمي الشيخ عباس قطان وفى أثناء مكوثه بالمدينة اشترى بيتا في باب التمجيدي وكان لأحد المبعوثين الأتراك والبيت منسق ومنظم وعلى الطراز الحديث بالنسبة لذلك الوقت وكان الشيخ عباس هذا محبا لآل البيت وخاصة لسيادة السيد ولكل طلاب العلم وأهل الفضل فلما عزم المذكور علي العودة إلى مكة المكرمة أتى إلى سيادة السيد وطلب من سيادته التكرم بنزوله في بيته الجديد تبركا به وفى نفس الوقت كانت في بيت شيخ الحرم رطوبة كثيرة قال الأطباء أن الرطوبة تسبب زيادة المرض الذي يعانيه وخروجه إلى البيت الجديد يبعد عن سيادته الرطوبة فلبى طلب الشيخ عباس وانتقل إلى بيته وذلك في شهر جماد الثاني عام 1351هـ ومكث به وفعلا تحسنت صحة سيادته حتى استطاع الخروج من البيت إلى الحرم سيرا على قدميه الشريفتين ذهابا وإيابا وهكذا مدة شهر رجب وفى أثناء هذه المدة كثر تردده على حلقات المدرسين بالحرم الشريف ويجلس فيها قليلا ويستمع لبعضهم كالمودع وذلك خلاف عادته من ملازمته للروضة الشريفة وجلوسه في الصف الأول عند رأس سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بدء مرضه
ولما دخل موسم الشتاء بدأت مع سيادته حمي خفيفة خلاف العادة ودامت مع سيادته مدة عشرين يوما وخفت ولكنه بدأ مع سيادته زكام شديد وسعال دام مع سيادته مدة شهر وأول شهر رمضان وكنه يقوم ويقعد ويصلى قائما ويقابل زائريه وإخوانه حسب عادته ودخل شهر رمضان وصام منه عشرة أيام اشتد به الزكام والسعال وعاودته الحمي وبدأ مع سيادته دوخة شديدة أتعبته وأصبح يشتكي من ألم شديد برأسه الشريف وصعبت على سيادته الحركة والقيام ولازم الفراش مدة تسعة أيام وفى 20 رمضان سنة 1351هـ بدأ في يده الشريفة تنمل وثقل فصار يقول يدي بطلت ونحن مترددون في ذلك فحض الأطباء وعاينوا يده الشريفة ولم يستطيعوا تشخيص المرض فلما جاء وقت المغرب بطلت يده الشريفة كليا عن الحركة وابتدأ التنميل في رجله الشريفة اليسرى وبطلت عن الحركة نصف الليل وبذلك تحققنا انه أصابه الفالج ففي الصباح حضر الأطباء واحضروا معهم الآلات الكهربائية وعالجوه بها وأجروها على يده الشريفة ورجله فلم تفد شيئا ثم في نفس الوقت حضر طبيب عربي وفصد العرق ولم يفيد شيئا وكذلك أتي الأطباء بإبر ومروسات وغيرها ولكن كلها دون جدوى وثقل لسانه عن الكلام وصارت وطأة المرض تشتد وحالته تتغير فقرر الأطباء والأخوان الحاضرون وصاحبة العصمة السيدة حرمه نقله إلى الزاوية السنوسيه وفعلا نقلناه وانتقلت كل العائلة والأتباع وبعد مرور أسبوع واحد من أصابته بهذا المرض خفت الحالة قليلا وانطلق لسانه الشريف قليلا كما بدأت بعض الحركات الخفيفة في يده ورجله الشريفتين ففرحنا بذلك وقال الأطباء القائمون بمعالجته زال الخطر ثم في منتصف الليلة الثامنة من أصابته بالمرض جمع كل من كان مع سيادته وهم صاحبة العصمة السيدة صفيه المهدي السنوسى حرمه وحضرة السيدة قاطمة السنية شقيقته ورفيقه وخليفته في زاوية المدينة الشيخ محمد بن عبدالله الزوى وابنه محمود عبدالله الزوي وخادمه الأمين ساقه إدريس وامينه الحاج احمد العابديه والخادم سرور خير الله والمؤذن الحاج علي المنياوي ولم يتخلف عن هذا الاجتماع إلا السيد عبد السلام مرتضي فركاش وكاتب هذه الحروف عبد المالك بن عبد القادر بن علي وسبب ذلك أن الخليفة الشيخ محمد الزوي اكتفي بالحاضرين ولم يرسل لمن تخلف .
وبعد اجتماعهم طلب سيادة السيد أن يسندوه فلما استراح قال لهم اسمعوا وصيتي واحفظوها واكتبوها وهى هذه :-
1- ليس لأحد علي دين ولا لي على أحد دين .
2- كل ما يحتويه بيتي حاليا من الأثاث والسلاح فهو للسيدة صفيه لا يشاركها فيه أحد .
3- مكتبتي هذه الموجودة يعمل لها مكان عمومي تحفظ فيه ويستفيد منها العامة وهى وقف لله تعالى .
4- الوصي على أهلي وأولادي هو سيادة السيد محمد إدريس المهدي السنوسي ثم من بعده ابني الأكبر إبراهيم ثم محي الدين ثم السيد محمد العربي ثم الأرشد فالأرشد .
5- الوصي على تغسيلي وتكفيني وتنفيذ وصيتي هذه هو الشيخ عبدالله الزوى هذا .
6- الأخوان الذين رافقوني وتغربوا معي وخدموني في مرضى وسهروا على راحتي يعطي كل واحد منهم سبعة جنيهات واني أوصي بهم جميعا خيرا .
7- إنني لم اخلف شيئا سوى خاتم الماس كان أهداه إلي السلطان محمد وحيد الدين وهو ألان أمانة عند حضرة المحسن الكبير محمد علي رضا زينل قيمته ألفي جنيه إذا بيع يعطي من قيمته ألف جنيه لأبنائي وخمسمائة جنيه لزوجتي هذه السيدة صفيه مقابل صداقها ومائتي جنيه لشقيقتي هذه السيدة فاطمة السنية وثلاثمائة جنيه لعبد المالك بن عبد القادر مقابل أمانة له عندي . ثم قال هذا ما أوصيكم به والله يتولاني وإياكم ويحسن عاقبتي وعواقبكم بفضله ورحمته ويجمعنا جميعا في مستقر رحمته ( انتهي)- .
ولما أصبح الصباح وحضرنا جميعا عند سيادته كالعادة امرني الشيخ محمد الزوى بكتابة الوصية فامتنعت عن كتابتها وقلت لحضرته إنني لم احضر ولم اسمعها من مولانا السيد كما سمعتموها وكلكم تقرأ ون وتكتبون فمثل ما سمعتموها اكتبوها أنتم وفى الحقيقة تشاءمت من كتابتها ثم لما علمت أن الوصية خصتني بشيء زادني ذلك امتناعا لأنه ربما يقول القائل زدت ذلك من عندي وفى اليوم العاشر من مرض سيادة السيد حضر الشيخ محمد الشارف حامد من مكة المكرمة كما حضر السيدان الكريمان نجل مولانا السيد احمد بن إدريس وابن أخيه السيد محمد السنوسي عابد من مكة المكرمة وبعد حضور هما أعاد سيادة السيد رحمه الله ورضي عنه ذكر الوصية وأمر بكتابتها وامتنعوا جميعا عن الكتابة وأصروا علي كتابتي لها فامتنعت لما تقدم ذكره ولم تكتب الوصية إلا بعد وفاته رحمه الله تعالي ولما عجز الأطباء عم معالجته بالمدينة المنورة قالوا جميعا لابد من معالجته في مصر – لذلك أبرقنا لجلالة الملك عبد العزيز باسم سيادة السيد بواسطة سعادة أمير المدينة الأمير عبد العزيز بن إبراهيم ورجونا فيها بذل مساعي جلا لته المشكورة للاستحصال على الإذن من الحكومة المصرية فأمر جلا لته ببذل المساعي المستعجلة بواسطة الخارجية والسفارة السعودية في مصر وتمت الموافقة ولكنها لم تتم ولم تبلغ إمارة المدينة المنورة إلا قبل الوفاة بيومين فقط .
نعم وبعد مضي العشرة الأيام الأولى من مرض سيادته انطلق لسانه الشريف وبدأت بعض الحركات في يده ورجله الشريفتين وبشرنا الأطباء بقرب زوال الخطر كليا وهكذا ظل مستريحا بعض الشيء يأكل وجبته كل يوم ويعرف من يأتى لتشرف بزيارته ويلاطفه ويدعوا له ويصلي كل وقت بالإيماء بعد التيمم ويمازح بعض الحاضرين أحيانا فكان يقول للسيد سحنون ياسحنون وإذا أراد أن يجلس يقول خذوا بيدي وأجلسوني ولكن بالتي هي احسن لابالتى هي اخشن وكان يأمرنا بقراءة بعض القصائد كالبردة والهمزية كما يأمرنا بقراءة ياسين واللطيف ومرارا يطلب من ابنه السيد احمد بن إدريس قراءة شئ من القرآن بالتجويد حتى انه في يوم من الأيام قال له يا أحمد أنت عمن أخذت القرآن فقال لسيادته عنك يا سيدي فقال له وأنا عمن أخذت القرآن قال لا ادري فقال اكتب سندي في القرآن والعلوم وفى الطريقة لانه ربما تدور ذلك في يوم من الأيام ولا تجده وقبل وفاته بيومين اوثلاثه قال له يا احمد تعال أسمعني شيئا من القرآن فقال لسيادته ماذا اقرأ فقال له اقرأ قوله تعالي إنما أشكو بثي وحزني إلى الله قالها ثلاثا وكلما قرأها أمره بإعادتها فعلمنا بعد ذلك انه يعزيه في نفسه الشريفة رحمه الله تعالى - . نعم منذ أصابته بالفالج بدأ مع سيادته سعال وإسهال متواصلين لم ينقطعا حتى وفاته وكل ما لاقاه من التعب كان من الإسهال بحيث لا يمر عليه ساعة او علي الأكثر ساعتين ألا يحتاج إلى تغير ملابسه ..
الأخوان ا الذين قاموا بخدمته في مرضه
والأخوان الذين قاموا بخدمته وتمريضه بالتناوب ليل نهار هم – الحاج احمد العابديه – محمود بن عبدالله الزوى- عبد السلام مرتضى فركاش- الحاج علي السيوى- سرور خير الله الزوي – ساقه إدريس- وكاتب هذه الحروف عبد المالك بن عبدا لقادر بن علي – وهكذا ظلت الحالة كما تقدم حتى مر على مرضه إحدى واربعين يوما ثم بدأ الانتفاخ في رجله الشريفة تدريجيا كما بدأ في يده الشريفة وعاد ثقل في لسانه الشريف واصبح يتكلم بتكلف ولما بدأ الانتفاخ قال الأطباء عاد المرض واستحكم ثم تغيرت بعض الحركات وصار يتكلم أحيانا بأشياء لا نفهمها ويومئ إلى أشياء لا نراها ويكثر من رفع يديه الشريفتين كالمكبر للصلاة وكل ذلك يشبه حالة الغيبوبة وإذا أفاق يتكلم بكلمات معدودة مع التكلف فكان يكثر من قوله ( ريحونى ريحونى فوق الدكة ) ويقول هيه هيه نسافر فنقول لسيادته إلى أين نسافر فيقول ( نسافر وكان ) وكثر فرحه وتبسمه في الأيام الأخيرة ودائما يسأل عن أوقات الصلاة ولم يغب عقله أبدا إلا انه يعتريه شبه إغماء . مدة ليست طويلة . ثم يفيق وهكذا إلى أن تم لمرضه اثنان وخمسون يوما وكان تمامها يوم الجمعة فاصبح فيه مسرورا مستريحا فاجتمعنا عنده كما أتى بعض الأخوان من أهل المدينة لزيارته والسؤال عن صحته ولما آن وقت صلاة الجمعه خرجنا من عنده إلى المسجد النبوي الشريف وبقى عنده الخادمان ساقه إدريس وسرور خير الله الزوى مع العائلة الكريمة .
هنا نقف عن الكتابة ونأمل ممن يريد المزيد مراجعة كتاب السيد عبد المالك بن عبد القادر بن على – المسمى ( الفوائد الجليه في تاريخ العائلة السنوسيه ) رحم الله شيخ المجاهدين وقائدهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيخ احمد الشريف السنوسي 7   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:21 pm


فقال الملك لسيادته أما مساعيكم على هجرتكم فهذا حاصل أن شاء الله ولالنا فيه جميل وأما موضوع الوطن وأهله فانتم أدرى به ولن نشغلكم ثانيا أن شاء الله نرجو الله أن يقدر الجميع لما فيه الخير والنصر والتوفيق وبذلك انتهت المقابلة .
عودته الى مكة
وتوجه سيادته إلى مكة فوصلها في أخر شهر ذي القعدة وأدى مناسك العمرة وبقي في مكة إلى وقت حلول موسم الحج فحج بكافة من معه من الأخوان وأهل الزاوية جميعهم ووفدوا إلى سيادته حاجان من الأخوان السنوسيين بالجزائر وهم السيد محمد سيحنون احمد والسيد قدور الحلائمي مقدم زاوية سيدي بالعباس موفدان من قبل حضرات السادة أولاد سيدي الشيخ احمد بن محمد الشارف بن تكوك خليفة الامام مولانا السيد محمد المهدى السنوسى بالأراضي الجزائرية وكان مع الرسولين بعض الهدايا ومساعدات من السادة المذكورين فسر بها سيادة السيد وتسلم ما أتيا به وارفقهما برسائل للسادة آل تكوك تتعلق بإرشاداتهم ومنا صحتهم وسلوك الطريق الذي كان يسلكه والدهم العظيم وهو السيد البركة العوام القوام السيد احمد بن السيد محمد الشارف بن تكوك – يجتمع نسبه الشريف مع السادة السنوسيه في سيدي عبدالله بن خطاب رضي الله عنه وكان السيد احمد المذكور قدم من الجزائر في العقد الأول من القرن الثالث عشر إلى الجغبوب للتشرف بزيارة سيادة الامام السيد المهدى السنوسى والأخذ عنه وأقام عنده في الجغبوب مدة تزيد عن خمس سنوات ثم خلفه وأنابه عنه وأمره بالعودة إلى آيالة الجزائر فرجع وأسس الزاوية السنوسيه بعمالة مستغانم في قرية بوقيراط بين أولاد شافع فعظم أمر الزاوية وانتشرت لها فروع عديدة وانتشرت الطريقة السنوسيه فىالربوع الجزائرية وعمت مدن كثيرة وصارت قبيلة أولاد مجاهر كلها سنوسيه يقوم أفرادها بخدمة الزاوية ولوازمها وسار السيد احمد الشارف بن تكوك سيرة حسنه والتفت حوله القبائل الكثيرة وشاع ذكره بالصلاح وعلى صيته وظهرت للجميع كرامته ولمسوا بركته وكانت الحكومة ألا فرنسيه تحسب لسيادته ألف حساب وهكذا ظل داعيا إلى الله ومرشدا وناصحا صادقا مدة 32 سنه ثم توفى رحمة الله عليه سنة 1342هـ وخلف العالم العلامة التقى الصالح سيادة السيد محمد ثم السيد مصطفى والسيد احمد والسيد عبدالله والسيد العجال والسيد يوسف خطاب – كما خلف من السيدات الصالحات ما يقرب عدد أخوتهم وكان سيادة السيد احمد الشريف السنوسى يتمنى رؤيته والاجتماع به في الحياة قبل الممات ولم يسمع سيادة السيد احمد الشريف بوفاة السيد احمد بن تكوك إلا بعد وصوله إلى مكة عام 1343هـ وبعد أن أتم سيادته نسك حجه ومكث في مكة المكرمة بقية شهر الحجة وكامل شهر محرم فاتح عام 1347هـ ثم طلب من جلالة الملك عبد العزيز الإذن لسيادته بالطلوع إلى الطائف للتبرد فيه وتغيير الهواء حسب ما أشار عليه الطبيب بذلك لان صحته كانت منحرفة جدا فلبي الملك طلبه وأمر بإحضار ما يلزم لسفره وتوجه إلى الطائف أول شهر صفر ونزل في زاويته بالطائف ومكث أربعة اشهر متوالية غير إن صحته لم تتحسن فعاد إلى مكة في أول شهر جماد الثانية 1347هـ ومكث بالزاوية تقريبا من شهر ثم خرج من مكة على الروضة وهى بستان لطيف عائد للأوقاف السنوسيه تبعد عن مكة بمقدار 25 كيلومتر ومكث بالروضة شهرا كاملا ثم عاد إلى مكة ونزل بمدرسة باب الوداع تسمى مدرسة أبي نمي ووفد على سيادته مع الحجاج الجزائريين حضرات السادة الكرام آل الشيخ احمد محمد الشارف بن تكوك وهم اكبر أولاد الشيخ المذكور سيادة السيد عبد القادر وأخيه العلامة التقى السيد محمد ومعهم بعض أتباعهم من الأخوان وخدمهم فكان سرور سيادته بهم عظيم جدا جدا وطبعا كانت معهم بعض الهدايا والمساعدات منهم ومن بقية إخوانهم جزاهم الله عن أفعالهم الحسنة خيرا وإحسانا وبارك فيهم – والسادة المذكورين بعد وفاة والدهم العظيم دخل بينهم بعض أناس لهم مآرب وإغراض فسببوا حدوث مشاكل بينهم وذلك مما أساء إلى سيادة السيد وكدر خاطره لأنه يحب لهم الخير والراحة والوفاق والشرف فناصحهم وبذل مجهوده لإزالة ما حدث بينهم وكان يغلب عليهم الحياء فلا يردون له كلاما أبدا وقبلوا كل ما أشار به عليهم غير أن النزاع بينهم كان متمكنا إلى درجة بعيده والقلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظهم ويؤلف بين قلوبهم ويصلح ذات بينهم .
فحجوا مع سيادته وكان حجا مباركا لم نتعب فيه كما كانت صحة سيادة السيد متوسطة ومسرور بوجود هؤلاء السادة معه وبعد إتمام مناسك الحج والنزول من مني مكث في مكة خمسة أيام فقط ثم طلب الإذن من الملك عبد العزيز لتوجه إلى المدية المنورة وتوجه فعلا بصحبة حضرات السادة المذكورين آل بن تكوك وأتباعهم وعند وصوله المدينة نزل في منزله الأول بيت شيخ الحرم ومكث فيه أسبوعا واحدا ثم خرج إلى العنبرية بزاويته في أل كاتبيه .
أما حضرات السادة فبعد إقامتهم مع سيادته ثمانية أيام عادوا إلى جده ومنها توجهوا مع الحجاج إلى الجزائر ولم يمكث سيادته بعد سفر حضرات السادة إلا ثلاثة أيام ثم أصيب بالحمى واشتدت مع سيادته ودامت معه مدة شهر ونصف ثم خفت وتماثل إلى الشفاء وتحسنت صحته حتى دخل فصل الشتاء في شهر رجب عام 1348هـ عادت على سيادته الحمي وكانت وطأتها شديدة حتى غاب عن نفسه مدة 17 يوما لا يعرف خلالها أحدا ولا يكلم أحدا وكل ما عمله الأطباء لم يجد نفعا ولذلك قرروا لزوم عودته إلى مكة المكرمة لاعتدال الجو بها فتوجه إليها في أول شهر شعبان عام 1348هـ وتعب في أثناء الطريق تعبا لا يوصف وبعد وصوله إلى جدة خفت شدة المرض فطلع إلى مكة وتمم نسك العمرة وبدأت صحته تتحسن حتى دخل رمضان فصام وصلي التراويح جالسا واستطاع النزول إلى الحرم من الجمعة إلى الجمعة من أبي قيس ولكنه لا يقدر على الطواف ودخل موسم الحج فقدم إلى سيادته من مصر اصغر أنجاله الكرام السيد احمد بن إدريس مرافقا لحضرة صاحبة العصمة مولاتنا الأميرة السيدة صفيه المهدي ابنة عمه ومخطوبته وهى كريمة مولانا الأمير السيد محمد إدريس المهدي السنوسى ويرافقها أيضا حضرة التقية الصالحة مولاتنا السيدة فاطمة السنية الشريفة شقيقته ويصحبهم أيضا حضرة المصونة حرم سيادة النبيل السيد إبراهيم احمد الشريف اكبر أنجال سيادته ويصحبها نجلاها الكريمان اليدان كامل إبراهيم وفتحي إبراهيم فسر سيادة السيد بقدومهم وأرسل وفدا من الأخوان لمقابلتهم في جدة ومرافقتهم إلى مكة وأقام لهم عدة ولائم دعي إليها وجهاء مكة وعلماءها رغم انه كان مريضا ثم خرج بهم من مكة إلى+ الحج وحج معهم أهل الزاوية السنوسيه وبعد إتمام نسك الحج والعودة منه بنى بمولاتنا السيدة صفيه التي كان أملاكه عليها عام 1333هـ اى قبل هذا الدخول بخمسة عشر عاما ولم يقدر لسيادته الدخول بها إلا في هذا العام وسبب ذلك انشغاله بالحرب في ليبيا أولا ثم خروجه إلى تركيا ومكوثه بها سبع سنوات ثم توجهه من تركيا إلى الحجاز عن طريق سوريا ونجد ولكل أجل كتاب .
هذا وبعد أن انتهى موسم الحج وعاد الحجاج إلى أوطانهم ودخل شهر محرم فاتح عام 1349هـ اشتدت وطأة الحر بمكة المكرمة لذلك قرر سيادته الطلوع إلى الطائف بجميع العوائل والأتباع للتبرد وفعلا طلع ومكث في الطائف أربعة اشهر متوالية وخفت وطأة الحر قليلا فعاد إلى مكة في شهر جمادى الأول وأقام بها وتحسنت صحته في هذه السنة حتى انه استطاع النزول إلى الحرم في أيام الجمع على رجليه للصلاة ورغبت مولاتنا السيدة زيارة المدينة فأذن لها فتوجهت يصحبها بعض الأخوان كما يصحبها شقيقة مولانا السيدة السينية وحرم ابنه الأكبر وولداها وبعد مكوثهم في المدية شهرا واحدا عادوا إلى مكة ثم بعد العودة استأذنت حرم ابنه السيد إبراهيم في العودة إلى زوجها في مصر فأذن لها وعادت مع ابنيها السيدين الكريمين يصحبهم الأمين الخاص لسيادته الحاج احمد العابديه أما مولاتنا السيدة فاطمة السنية شقيقة مولانا السيد ونجله الكريم السيد احمد إدريس فبقيا مع سيادته ودخل السيد احمد إدريس المدرسة المسماة بمدرسة الفلاح بمكة دامت الإقامة إلى موسم الحج اى حج عام 1349هـ فحج حجا مستريحا وبعد إتمام مناسك الحج كان سيادته مصمما على التوجه إلى المدينة المنورة غير أن مولاتنا السيدة حرمه انحرفت صحتها وقرر الأطباء ضرورة طلوعها إلى الطائف فجهزها سيادته ورافقها عموم أهل الزاوية وطلعت وبقى هو بنفسه الشريفة في مكة على نية أن العائلة تمكث في الطائف شهرا واحدا فقط ثم تعود إلى مكة ويتوجهون جميعا إلى المدينة المنورة إلا أن الله تعالى لم يقدر ذلك فطالت إقامة العائلة الكريمة في الطائف ولم تعد إلا بعد ثلاثة اشهر تقريبا ولذلك عدل سيادته عن التوجه إلى المدينة ومكث كامل عام 1350 هـ في مكة وكانت صحة سيادته متوسطة ولما بدأ موسم الحج هذا العام قدم إلى سيادته مع الحجاج الجزائريين السيدان الكريمان السيد عبد القادر والسيد محمد آل تكوك المتقدم ذكرهما في حج 1347هـ وسبب قدومهما هذه السنة أمران :-
أولهما: سماعهما بقران سيادة مولانا السيد بمولاتنا السيدة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيخ احمد الشريف السنوسي 6   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:20 pm


وبعد إجراء ما تقدم ذكره خرج سيادته من مكة المكرمة في منتصف شهر محرم عام 1346هـ بالسيارات إلى جدة ونزل بالزاوية وأقام بها يومين ثم والي سفره إلى المدية وصلها في أخر شهر محرم وكان أميرها إذ ذاك اسمه الأمير مشارى من آل حلوى وهم من آل سعود فقابل سيادة السيد مقابلة لائقة أنزله في بيت قريب من الحرم الشريف وملاصق له يسمونه بيت شيخ الحرم وهذا البيت طيلة مدة الحكم العثماني كان يخصص لنزل شيخ الحرم الشريف لمتولي من قبل السلطان فقام به سيادة السيد وبذلك تيسر لسيادته التمتع بأداء الصلوات الخمس في الحرم الشريف وزيارة الحبيب الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان يقول سيادته هذا ما كنت أرجوه وأتمناه من الله الكريم فله الحمد والشكر حيث حقق لي رجائي وأجاب دعوتي وكان سيادته مدة أقامته ببلدة صبيا باليمن ومدة إقامته بمكة والمدينة اشتغل بتأليف كتابين اسمي احديهما ( الفتوحات المكية ) والثاني ( الكوكب الزاهر) إلا انه لم يقدر لسيادته إتمامها بسبب توالى الإمراض عليه في سني حياته الأخيرة .
وفى شهر ربيع الثاني من هذه السنة جهز سيادته الوطني الغيور السيد عبدا لحميد بن الشيخ عمران الكيلان البر عصي وأرسله برسائل ومناشير لحضرة رئيس المجاهدين بالجبل الأخضر السيد عمر المختار يحث فيها القبائل والمجاهدين على الالتفاف حول السيد عمر المختار والصمود في وجه العدو ويبشرهم فيها بقرب ساعة النصر ووصل السيد عبدا لحميد إلى السيد عمر المختار واشترك في الجهاد وبعد مدة قليلة كتبت له الشهادة رحمه الله.
إقامته بالمدينة ومرضه
ولما دخل فصل الشتاء في أثناء إقامة سيادته بالمدينة بدأت مع سيادته حمي ملا ريا شديدة ألزمته الفراش مدة ثلاثة اشهر وكان الملازم لمعالجته ( الدكتور محمد علي الطرابلسي) ليبي الأصل ويلقب بالغرياني وكان يشغل منصب مدير صحة المدينة المنورة حينذاك.
وهذا الدكتور شقيق المسمي ( عاكف الغريانى) فلم تنجح معالجته للسيد بشيء بل تسبب في إيجاد جرح عظيم في كتفه اليمني وذلك بسبب أبرة وتوسع الجرح وثقلت حركة السيد وعلى ذلك منع أمير المدية هذا الطبيب من معالجة سيادته ولم يلتئم الجرح إلا بعد مضي ثلاثة اشهر وكان بعض الأخوان يقول أن هذا العمل كان والله مقصودا من الطبيب والله اعلم ( وفى النصف الأخير من شهر رمضان من هذه السنة تمثل واستطاع سيادته الخروج من بيته إلى الحرم وتحسنت صحته قليلا وأتم الصيام بالمدينة ومكث بها إلى العشرين من ذي القعدة عام 1346هـ ثم توجه إلى مكة واحرم سيادته وكل من معه من ميقات أهل المدينة ذي ألحليفه والمسماة الآن آبار علي وعند وصول سيادته إلى جدة وجد جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بها ونازل في بيت أحد وجهاء جده المسمى
( الشيخ محمد حسين نصيف) فزار سيادته جلالة الملك عبد العزيز في البيت المذكور ولما أراد الانصراف أشار عليه جلالة الملك بالجلوس في جدة مدة يومين أو ثلاثة لأمر خاص فنزل بالزاوية وأقام بها وفى ثاني يوم إقامته أتي إليه رسول من قبل جلالة الملك عبد العزيز وقال لسيادته أن جلالة الملك يرغب الاجتماع بكم فنهض مع هذا الرسول واجتمع بالملك اجتماعا منفردا خاصا ولم يحضر معهما أحد سوى سكرتير خاص للملك وكان المقصود من هذا الاجتماع هو التفاهم والمباحثه مع سيادته لإيجاد طريقة حل لمسألة الحرب القائمة في برقه وطبعا سعى جلالة الملك بالتماس من حكومة إيطاليا فقال جلالة الملك لسيادة السيد إننا يهمنا أمرك وأتباعك وأتعابك وتغربك وبعدك عن وطنك ويهمنا أمر بلادك ولذلك نريد أن نسعى لإيجاد طريقة تقارب بينكم وبين الحكومة الايطاليه وعقد هدنة على شروط تعودون بموجبها إلى وطنكم وتتداركون البقية الباقية من أهله المتعبين وأنا أتعهد لك واضمن لك تنفيذ ما تم عليه المعاهدة ثم قال أن أهل وطنكم في ذمتكم ويحتاجون إلى تفكيركم في راحتهم وتداركهم قبل القضاء عليهم وهم مهما يقاومون فلا بد أن يكلوا لان هذه الحكومة قوية قائمه ولديها ما تحتاجه من لوازم الحرب وان رأيي الخاص أن تتقارب مع الحكومة الايطاليه ونعقد بينكم معاهدة مؤقتة تجتمعون خلالها بأهل وطنكم وتلمون شتاتهم وترتبون أموركم على حسب ما تستطيعون من مصالحه أو محاربة فيما بعد وهذا الذي دعاني إلى طلبكم فقال سيادته لجلالة الملك صدقتم في كل ما قلتم ولكن يا حضرة الملك الحكومة الايطاليه غادره وماكرة ولا عهد لها ولا ذمة وإذا كانت صادقه في رغبتها فعندها أهل الوطن أمامها وهم المحاربون لها وكما أمامها الأمير السيد محمد إدريس المهدي السنوسى عرفته وعرفها وهو ينوب عني وعن أهل الوطن فتتفاهم معه وهو أهون لها مني والين أما أنا مادمت خارجا عن الوطن وبعيدا عنه فلن نساوم فيه ولا أقول مالا افعل وأتعهد بما لا أوفي به وحكومة إيطاليا تريد أن تحكم الوطن باسمي نظير إغرائها بأموالها ووعودها الخلابة وأنا أريد تخليص الوطن منها كليا كما سيكون إنشاء الله عاجلا أم أجلا ولذلك أرجو أن تتموا إحسانكم إلي وتساعدوني على هجرتي وإعفائي من ألاعيب إيطاليا وعدم انشغالكم وانشغالي بما لايأتى بنتيجة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيخ احمد الشريف السنوسي 5   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:18 pm

وبذلك استقامت الحالة للسيد الحسن مدة سبع سنوات متوالية تمتع خلالها بالراحة وعمت الطمأنينة وساد الأمن وتراجعت القبائل كما رجع بعض الوزراء والوجهاء الذين كانوا تركوا البلاد إبان حكم السيد علي غير إن السيد الحسن كان لين العريكة وسليم النية لذلك تغلب عليه بعض حاشيته وزينوا لسيادته القيام ضد الملك عبد العزيز بن سعود ظنا منهم إن إمام اليمن يحميهم ويساعدهم على محاربته كما زينوا للسيد الحسن وقالوا له سيقوم علي ابن سعود بن رفادة رئيس قبيلة بلي من الشمال ويصبح ابن سعود مابين جبهتين ولا يستطيع مقاومتها إلى غير ذلك من الظنون والآمال الواهية فانخدع وأعلن ثورته على الملك عبد العزيز والقي القبض علي رجاله الذين كانوا يعملون لمساعدته في جيزان وعلى ذلك جهز الملك عبد العزيز حملة قويه وأرسلها حالا فقضت على الثورة واستولت على جميع البلدان التابعة للأمارة الادريسيه واضطر السيد الحسن ولجأ الى إمام اليمن وثارت الحرب مابين إمام اليمن والملك عبد العزيز وانتصر الملك عبد العزيز على إمام اليمن واحتل منه بلدانا كثيرة ثم تداعيا إلى الصلح وتم بينهما الصلح على أن يرد إمام اليمن السيد الحسن الإدريسي وكافة من يتبعه إلى الملك عبد العزيز وفعلا رضي إمام اليمن وأعاد السيد الحسن ومن معه فعفي عنهم الملك عبد العزيز وأبقاهم في مكة المكرمة ضيوفا مكرمين تجرى عليهم النفقات اللازمة ويتمتعون بما يتمتع به الفرد السعودي وذلك عام 1351هـ أما السيد علي الإدريسي فبعد أن وفد على الملك عبد العزيز وبقى في ضيافته مكرما محترما تجرى عليه النفقات الكثيرة ويطلب العلم في مكة مدة ثماني سنوات وعندما رأى عمه السيد الحسن وصل الى مكة شبه أسير تقريبا خطر له خاطر سيئ وأمل أملا واهيا وطلب من الملك عبد العزيز العودة إلى بلاده صبيا وجيزان وألح في الطلب فلما أصر سحبه الملك عبد العزيز من مكة الى الرياض عاصمة نجد والمملكة العربية السعودية وبقى فيها مدة وكان يرافقه رجل مسرحي من قبيلة لمسارحه فزين له الهروب من الرياض الى اليمن وخرجا من الرياض وقبض عليهما فقتل المسرحي وأودع السيد علي السجن فانفجع واختل عقله وأعيد إلى مكة فبقى فيها مدة يقاسى الآم المرض والاختلال ثم طلبت والدته من الملك عبد العزيز الإذن لها وله بالسفر الى السودان لمعالجة فسافر ولم يزل مقيما به وهو مريض الى تاريخ كتابة هذا وهو عام 1381هـ نسأل الله له الشفاء.
عودة سيادة السيد احمد الشريف الى مكة المكرمة
بعد أن تمت ألاتفاقيه مابين الملك عبد العزيز والإمام السيد الحسن وبعد أقامته مابين صيبا وجيزان وأبي عريش مدة سنة ونصف عاد آخر عام 1345هـ إلى مكة المكرمة بالطريق التي جاء بها سواء بسواء غير انه لما وصل إلي وادى حلي لم يمر على قرية حلي ومر على قرية مخشوش الواقعة في أسفل الوادي من جهة البحر والتي تركها اغلب سكانها لعدم وصول السيول إليهم بسبب قطعها من أهل قرية حلي المرتفعة عنهم والمتقويه عليهم فنزل سيادته في هذه القرية وكان بها بعض الضعفاء من أهلها القدامى فاحضروا قدر جهدهم ضيافة لسيادته ولكنهم كانوا في حالة كسيفة جدا وكل من رآهم يرثى لهم حيث لهم ماينوف عن الثمانية سنين محرومين من دخول السيل إلى مزارعهم الميتة فلما تغدي سيادة السيد أحس بارتخاء في جسمه الشريف وبدأت معه نوبة حمي فقال لا أستطيع السفر اليوم وأمر بالإقامة تلك الليلة وسرحت الجمال وبعد أن صلي الظهر والعصر قصرا وجمعا دخل العريش واستراح على سرير من الحبال ونام قليلا فجاء بعض سكان القرية واجتمعوا إمام باب العريش وقالوا نشأ اى نحب بلغتهم من أم سيد اى من السيد أم دعوه اى الدعوة أم صالحة اى الصالحة ونشأ أم أسيل اى نحب يأتينا السيل وضجوا ورفعوا أصواتهم وحضر معهم الأطفال الصغار العراة من الفقر وبعض النساء فتأثر سيادته من منظرهم واعتدل فوق السرير وهو متعب وقال لهم هيا الفاتحة فرفع يديه الشريفتين ورفعوا أيديهم ودعا ثم اختتم الفاتحة ونادى بصوته الشريف يا ساقه يا ساقه جيبوا الجمال نسافر فحضر الجمالون وقالوا ياسيدى الجمال سرحت ترعي والوقت ضيق فقال لهم لازم نسافر فذهبوا وأتوا بها ولكنهم مكرهين فحملوا ولم نخرج من القرية إلا بعد آذان المغرب فلما خرجنا منها رأينا برقا بعيدا على رؤوس الجبال التي يسمونها جبال السر وات وتبعد عن هذه القرية بمسافة يومين كاملين فسرنا حتى نصف الليل وبيتنا لتأثر سيادة السيد وفى الصباح شددنا ثانية ووالت القافلة السفر إلى بلدة القنفذة وبعد وصولنا إليها بمقدار ساعة ونصف أتى رجلان يسعيان بشدة وانكبا على قدمي سيادة السيد يبكيان فانزعج سيادته وانزعج أمير القنفذة فقال لهما ماذا حدث فقالا للأمير أتانا أم سيد هذا ودعا لنا فأتى أم سيل وشربت بلداننا التابعة لقرية مخشوش كلها أم سيل ألان يصب في أم بحر وهذا ببركة دعاء أم سيدنا هذا فقال لهم الأمير جاءكم مطر فقالوا لا ولا سحابة فتعجب الأمير ولم يصدقهما حتى قدم بعد برهة يسيرة غيرهما مبشرين وقالوا جاء سيل كبير كسر السد الذي أقامته أهل قرية حلي وتخطاهم واتى إلى قرية مخشوش وسقى جميع مزارعهم فعند ذلك قام الأمير وقال لسيادة السيد يا سيدي ادع للمسلمين عامه ولنا خاصة وكانت كرامة عظيمة ظاهرة مّن الله بها فله الحمد وله الشكر.
وصوله إلى مكة المكرمة
ثم والى رحلته إلى أن وصل مكة المكرمة آخر شوال عام 1345هـ فقابله جمع كبير من وجهاء مكة والأخوان السنوسيين وكان من جملة من قابله الشيخ محمد الشارف حامد وابلغه عن أخيه شيخ زاوية جبل أبي قيس بان الزاوية ضيقه لا تسعه وإتباعه فتكدر سيادته وتوقف عن دخول مكة وأرسل كتابا إلى الأمير فيصل بن عبد العزيز نائب والده على الحجاز وطلب منه محلا لنزوله فأصدر سمو الأمير فيصل أمره وأمن لسيادته محلا مناسبا في الحي المسمي بيير بليله والغريب في المسألة أن المسكين شيخ الزاوية لم يتفوه بما نقله أخوه إلى سيادة السيد وكان مريضا مقعدا فأتى محمولا إلى سيادة السيد واقسم له انه لم يقل ذلك بل بالعكس انه كان حضر كل لوازم الضيافة وحضر ألاماكن اللازمة لسكني وكانت تخنقه العبرة ويبكي فقبل منه سيادة السيد وانتقل إلى الزاوية بجبل أبي قيس ومكث بها إلى وقت موسم الحج اى عام 1345هـ ووفد على سيادته قبل الطلوع إلى عرفات حضرة النبيل سيادة اليد احمد بن محمد بن السيد احمد الريفي حفيد مولانا السيد أحمد الريفي رحمه الله شيخ مولانا السيد احمد الشريف ووالده الروحي ففرح بسيادته فرحا عظيما كما وفد في نفس السنة إلى الحج الشيخ محمد الدردفى أحد الأخوان الكبار وشيخ زاوية شحات في الجبل الأخضر وهذا الأخير بعد نزوله في الزاوية وإتمام طوافه زار سيادة السيد وتناول معه طعام الإفطار وجلس يتحدث وكان من جملة حديثه لسيادته قوله ياسيدى إن والدي السيد مصطفى الدر دفي قال له جدكم السيد محمد بن علي السنوسي أنت تموت في مكة ولكنه مات في الجبل الأخضر ودفن هناك ولم يصل إلى مكة فقال له سيادة السيد ببساطه لعله يخاطبك في ظهر أبيك ومرت هذه الكلمة دون أن يلق لها بالا ثم استأذن ونهض الى غرفته التي نزل بها ونام بها ففاض عليه دم وصار يخرج من فمه ومناخره فطلبنا له طبيبا لإسعافه فلم يصل الطبيب حتى فاضت روحه رحمة الله عليه وتحققت إشارة السيد رحمه الله ورضي عنه.
ولما أتم سيادته أعمال الحج ورجع إلى مكة مكث بها بقية أخر شهر الحجة ودخل محرم فاتح عام 1346هـ استأذن من جلالة الملك عبد العزيز وطلب زيارة المدينة فلبي طلبه وزوده بما يلزم وكانت السيارات قليلة جدا وأجرتها غالية ولكن حسب أمر جلالة الملك أمنت الحكومة السيارات اللازمة وتوجه سيادته وحاشيته إلى المدينة وكانت الطريق مابين مكة والمدينة غير معبدة ولذلك تعبنا في السيارات تعبا شديدا وكان سيادته قبل توجهه إلى المدينة عزل الشيخ علي بن حامد عن مشيخة الزاوية وأمره بالخروج منها وذلك بناء على ماكان شقيقه الشيخ محمد الشارف يوشي فيه عنده وزاد المسألة تعقيدا كثرة الوافدين إلى الزاوية لزيارة سيادة السيد وتكليفه للشيخ على القيام بواجب الضيافة لبعضهم واعتذاره وكان سبب اعتذاره هو تعميد شقيقه له بذلك مع كون سيادة السيد يساعد الزاوية بمستطاعه وطبعا كان كل ما هو تابع للزاوية وقف وليست الزاوية ضعيفة إلى درجة إنها تعجز عن واجب ضروري – لذلك كان سيادة السيد ينصح الشيخ علي ويقول له اصبروا علينا ساعدونا بحقنا فصمم الشيخ علي على الامتناع فغضب سيادته وقال له إذن اترك لنا زاويتنا واخرج منها فقال فيها أشياء تخصني ليست للوقف فقال له سيادته كل ما تدعيه لك من عقار أو مزارع أو مواشي أو عبيد أو فراش أو آوانى خذه فهو لك فصمم وخرج ولاحول ولا قوة إلا بالله وكانت غلطة منه رحمة الله عليه وبعد خروجه عين سيادته شقيقه الشيخ محمد الشارف شيخا للزاوية فتأفف أولا وقال لا اقبلها فالزمه وعين معه ابن أخيه الشيخ محمد الصادق والسيد محمد رضا الخالدي مساعدين له في إدارة الزاوية ومشرفين على أعمالها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيخ احمد الشريف السنوسي 4   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:17 pm


أما السيد علي فانه لما وصل جزيرة قمران أقام بها أياما قلائل ثم رأى من حاكمها مالا يناسبه فخرج منها الى عدن ثم عاد الى مصوع وهى مستمرة ايطاليه فنزل بها ووجد سيادة السيد محمد السنوسي بن السيد عبدا لعال بن مولانا ا لسيد احمد بن إدريس بها وهذا هو والد الوجيه السيد العابد فأخبره بما حصل واظهر له انه يريد العودة الى بلاده فقال له عد وأنا ضامن لك العفو من عمك فعاد معه الى جيزان وقابل عمه السيد الحسن وعفا وخيره في الإقامة أينما يحب في صبيا أم في جيزان وأقام فيها عدة أسابيع ثم استأذن من عمه وركب ساعية شراعية وتوجه الى جدة ونزل ضيفا على الملك عبد العزيز آل سعود .
أما السيد الحسن فتم لسيادته الأمر غير انه أصبح بين نارين اى بين جبهتين قويتين هما جبهة الامام يحي حميد الدين في الجنوب وجبهة الامام عبد العزيز آل سعود في الشمال والشرق وكل منهما يتحفز للاستيلاء على بقية الأمارة الادريسيه والسيد الحسن ليس لديه ما يدافع به وأصبح لزاما عليه الالتجاء الى إحدى الجبهتين ليأمن من غائلة الثاني وكلا الأميرين يبذلان مساعيهما لجلب السيد الحسن إليه وهنا تتأزم الأمور ويأتي دور التبصر والاستشارة فأتى السيد الحسن إلي سيادة السيد احمد الشريف وأخذ رأيه في الموقف فقال له بالحرف الواحد المصلحة في أن تضع يدك في يد الملك عبد العزيز آل سعود فيحفظك ويساعدك على إدارة ما تبقى من البلاد التابعة لك وفى نفس الوقت يرد عنك الإمام يحيى فوافق السيد الحسن على ذلك وحضر السيد المر غنى ابن السيد محمد الشريف بن السيد عبدا لعال بن احمد بن إدريس فوسطه السيد الحسن وانتدبه الى الملك عبد العزيز ابن سعود وتمت الموافقة على أن يدخل السيد الحسن تحت حمايته وتمت بينهما المعاهدة الاتيه :-
المعاهـــــــدة
الحمد لله وحده –
بين ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها وبين الإمام السيد الحسن بن علي الإدريسي رغبة في توحيد الكلمة وحفظا لكيان البلاد العربية وتقوية للروابط بين أمراء جزيرة العرب فقد اتفق صاحب الجلالة ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وصاحب السيادة إمام عسير السيد الحسن بن علي الإدريسي على عقد الاتفاقية الاتيه :-
المادة الأولى: يعترف الإمام السيد الحسن بن علي الإدريسي بان الحدود القديمة والموضحة في اتفاقية 10 صفر الخير 1339هـ المنعقدة بين سلطان نجد وبين الإمام السيد محمد بن علي الإدريسي والتي كنت خاضعة للادارسة في ذلك التاريخ تحت سيادة جلالة ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها بموجب هذه ألاتفاقيه .
المادة ألثانيه : لا يجوز لإمام عسير أن يدخل في مفاوضات سياسية مع اى حكومة وكذلك لا يجوز أن يمنح اى امتياز اقتصادي إلا بعد الموافقة على ذلك من صاحب الجلالة ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها .
المادة الثالثة : لا يجوز لإمام عسير إشهار الحرب أو إبرام الصلح إلا بموافقة صاحب الجلالة ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها.
المادة الرابعة : لا يجوز لإمام عسير التنازل عن جزء من أراضى عسير المبينة في المادة الأولى .
المادة الخامسة : يعترف ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها بحاكمية إمام عسير الحالي على الأراضي المبينة في المادة الأولى مدة حياته ومن بعده لمن يتفق عليه الادارسه وأهل الحل والعقد التابعين لإمارته .
المادة السادسة: يعترف ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها بان إدارة عسير الداخلية والنظر في شؤون عشائرها من نصب وعزل وغير ذلك من الشؤون الداخلية من حقوق إمام عسير على أن تكون الأحكام وفق الشر ع والعدل كما هي في الحكومتين.
المادة السابعة : يتعهد ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها بدفع كل تعد داخلي أو خارجي يقع على أراضي عسير المبينة في المادة الأولى وذلك حسب الاتفاق بين الطرفين وحسب مقتضيات الأحوال ودواعي المصلحة .
المادة الثامنة : يتعهد الطرفان بالمحافظة على هذه المعاهدة والقيام بواجبها .
المادة التاسعة:- تكون هذه المعاهدة معمولا بها بعد التصديق عليها من الطرفين .
المادة العاشرة: دونت هذه ألاتفاقيه باللغة العربية من صورتين تحفظ كل صورة لدى فريق الحكومتين المتعاقدين.
المادة الحادية عشر: تعرف هذه المعاهدة بمعاهدة مكة المكرمة.
وقعت هذه المعاهدة بتاريخ 14 ربيع الأخر عام 1345هـ الموافق 21- أكتوبر 1926 م تم بحضور راقم هذه الأحرف.
خادم الإسلام احمد الشريف السنوسي
الختم
إمام عسير ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها
الحسن بن على الإدريسي عبدالعزيز عبدالرحمن الفيصل آل سعود
الختم الختم





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي 3   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:15 pm

السيد أحمد الشريف مسيرة حياة ونضال

بسم الله الرحمن الرحيم
اطلعت على كتاب للسيد عبد المالك بن عبد القادر بن علي – الفوائد الجلية في تاريخ العائلة السنوسيه حول السيد احمد الشريف – رأيت أن انقل منه هذه الصفحات
يقول الكاتب صفحه 106 فقابل سيادته مقابلة حسنة مع أبنائه ورجاله وانزله فى أماكن مناسبة وعمل ضيافة مفتخرة عامة ومكث سيادة السيد الى العصر ثم أمر بالرحيل فارتحلنا بعد العصر واصبحنا فى بلدة القمحة وهى أيضا مرفأ عجيب جدا غير انه متروك وتملك القمحه وما والاها قبيلة ( المنجحة) وأميرها رجل أعمى اسمه ( على بن احمد ) قام بالضيافة اللازمة كغيره ولم يقصر وبعد العصر خرجنا من القمحه واصبحنا فى مكان يقال له ( وادي بيض) على ساحل البحر وشربنا من عين حلوه تفور فى وسط البحر فيكون الماء الحلو كالدائرة حول منبع الماء ثم يمتزج بالمالح وأهل تلك الجهة شربهم من هذه العين فاقمنا يومنا حتى العصر ثم ارتحلنا واصبحنا فى مكان اسمه ( الشقيق ) وأميره من طرف السيد الادريسي رجل طيب لطيف كريم النفس يقال له ( الشيخ احمد بن يحي ) ففرح بقدوم سيادة السيد فرحا عظيما وذبح ثمانية رؤوس من الغنم واقام صيوانا فخما جمع فيه من كل ما لذ وطاب وبعد جلوس سيادة السيد ومن معه على هذا الصيوان قامت ريح عاتية لا يستطيع الإنسان لها وصفا وقبل قيامها تكلم شئ كالرعد فانزعج أهل القريه وقالوا جاءت يعنون الريح لانهم يعرفون كيفية ابتداءها وكيفية انتهائها – واراضى الشقيق كلها رمليه فدامت الريح حتى غروب الشمس وسكنت واخبرونا بان هذه الريح تأتيهم كل سنه وتدوم أعمالها لمدة أربعة شهور بهذه الصفة وسبحان من صبرهم على تلك الحالة وبعد المغرب حمّلت القافلة وواصلنا السير واصبحنا فى بلدة اسمها ( الدهناء) أهلها يقولون لهم الأشراف( النعامية) كما يقولون لها بلاد السادة ولما وصلت القافلة أمام القريه خرج بعض أهالي القريه وتعرضوا لنا وانزلوا سيادة السيد فى محل مناسب فى طرف القريه ثم أتونا بالذبائح ولوازم الضيافة سوى الحطب فأرسلوا وقالوا أرسلوا من يأخذ لكم الحطب فقلنا لهم انتم جيبوه لنا فزعلوا وقالوا لنا لولا إنكم ضيوف لكافينا كم على هذه الكلمة فقلنا لهم لماذا فقالوا حمل الحطب عندنا من اقبح العيوب فارسلنا من تسلم الحطب وعند قيام القافلة وقت العصر قالوا لنا ممنوع ركوب الدواب فى داخل القريه أو جانبها فقلنا لهم لماذا فقالوا لان الراكب يكشف داخل البيوت فطاوعناهم وسرنا من عندهم بسلام وكان خروجنا من قرية الدهناء بعد المغرب وهذه المرحلة قريبة من بلدة ( صبيا) عاصمة الإمارة الادريسيه ومنذ ان خرجنا من الدهناء والوفود من أهل ( صبيا) تتوارد على سيادة السيد وظل جماعة معها طبول يضربون بها على حسب عادتهم .
دخول بلدة صبيا
ولم ندخل صبيا إلا فى وسط جموع غفيرة من قبائل المخلاف السليمانى ومن أهالي صبيا وقرب وصولنا لها قابلنا حضرة النجيب السيد عبدالوهاب بن محمد علي الادريسي وهو أخ للأمير الحالي واسمه السيد علي بن محمد بن على بن محمد بن احمد بن إدريس وكان عمر الأمير لا يتجاوز الثامنة عشر من عمره وقد تولى الإمارة بعد وفاة والده العظيم السيد محمد بن علي الادريسى سنة 1341 هـ وفى الحقيقه كان المرشح للإمارة شقيق المتوفى السيد ا لحسن بن على الادريسي غير ان الوزراء احتالوا وقالوا نؤمر ابن المتوفى وهو صغير السن ويكون تحت رأينا وتصرفنا بعكس عمه السيد الحسن فإننا نخشاه لكبر سنه تم ذلك لهم غير ان السيد علي الأمير الصغير غلب عليه طيش الشباب وعاد على الوزراء وفعل بهم الأفاعيل وشتم ونهب أموالهم وأخرجهم من البلاد ثم عاد على عمه السيد الحسن وسجنه فى بيته ومنعه من الاختلاط بأي إنسان كان وعند وصول سيادة السيد احمد الشريف كان السيد الحسن مسجونا ولذلك لم يستطيع الخروج لمقابلته والأمير السيد علي متخذ مدينة جيزان الواقعة على ساحل البحر الأحمر والتي تبعد عن صبيا مقدر 30 كيلو متر مقرا له ولذلك لم يحضر الى صبيا وأنتدب أخاه السيد عبدالوهاب المتقدم ذكره ونزل سيادة السيد بصبيا فى القصر الذي كان مقرا للإمارة أيام السيد محمد بن على لادريسي رحمه الله ومكث سيادة السيد بصبيا ثلاثة أيام وزاره خلالها السيد الحسن الادريسي سرا وليلا خوفا من ابن أخيه واعتذر لسيادته وفى الحقيقه وجدنا كل أهالي صبيا والبلدان التي مررنا بها يستغيثون من تصرفات السيد علي ويصرون ويلحون علي سيادة السيد ويرجونه سرعة بذل جهوده وسعيه لاصلاح الحالة وكان يعدهم بعمل المستطاع ويقول لهم التوفيق بيد الله فبعد أقامته ثلاثة أيام بصبيا زار خلالها مولانا احمد بن إدريس رحمه الله ورضى عنه وتوجه الى جيزان .
مقابلته للأمير السيد علي بن محمد الادريسي
وعند قربه من جيزان قابله الأمير السيد علي مع جمع كثير من عبيده الذين اقتناهم وهم يزيدون عن المأتين مع بعض الأعيان والأهالي واحتفل بمقدم سيادة السيد وانزله فى مكان مناسب بجوار بيته وبالغ فى إكرامه ثم بدأ سيادة السيد بمحادثة السيد الأمير علي وطال التردد فيما بينهما صباح ومساء والغاية المقصودة هي مناصحة السيد علي وتحذيره عاقبة الإهمال والفوضى وعاقبة الظلم والتعدى من اتباعه وعاقبة الانهماك فى ملاذ ..........-ويقول الكاتب فلما تحقق سيادة السيد احمد الشريف أن لا فائدة ترجي من السيد علي هيأ نفسه وخرج من جيزان متوجها الى صبيا دون أذن من السيد علي فلما سمع بخروجه اغتاظ وهم بالقبض عليه وعلى ما بلغنا والله اعلم أراد تسليمه الى الإيطاليين في مصوع المقابلة لجيزان فلما وصل سيادته الى صبيا أرسل الى السيد الحسن بن علي الإدريسي عم الأمير السيد علي والذي كان مسجونا بصبيا وطلب حضوره مستعجلا فحضر ليلا فقال له لا فائدة من علي بتاتا ولا فائدة في السكوت ويلزم أن تقوم أنت بهذا الأمر فقال أخاف من علي ولا أستطيع وقد سبق وان شجعني السيد مصطفى الإدريسي وقمت في وجه علي ولكنه غلبنا فقال له سيادة السيد احمد الشريف قم أنت ورقبتي هذه قبل رقبتك فتشجع السيد الحسن وطلب حضور مشائخ بلدة صبيا وحضور مشائخ بلدة المخلاف السليمانى فحضر جميعهم في تلك الليلة واخبرهم بما تقرر بينه وبين سيادة السيد احمد الشريف وقال لهم لم نجد بدا من هذا ففرحوا ورفعوا أصواتهم مهللين ومؤيدين والتفوا حول سيادة السيد الحسن وحضر سيادة السيد احمد الشريف وقال لهم ( ما قمنا بهذا إلا بعد أن بذلنا ما في جهدنا لمنا صحة السيد علي وبعد أن آيسنا من تراجعه . وفى هذا حفظ للبقية الباقية من بلادكم التي استولى على اغلبها إمام اليمن وإذا بقيت الحالة كما كانت يستولي على الجميع لا قدر الله ) فتسابقوا وبايعوه وخلعوا السيد علي وفى تلك الليلة حضروا جيشا منهم ورتبوا أموره وتقدموا به الى جيزان حيث يقيم السيد علي وكان السيد علي علم بما حدث فطلب مشائخ قبيلة المسارحه وهذه القبيلة هي اكبر القبائل بتهامة وكانوا في الظاهر يظهرون إنهم معه ففتح لهم مخازن الاسلحه والعتاد وقال لهم كل ما تحت يدي فهو لكم انتم ردوا عني عمى فنهبوا ما وجدوه وأصبحوا هاربين ولم يبق مع السيد علي إلا عبيده وهم أيضا تشرد اغلبهم فوجد نفسه منفردا وازداد ارتباكه مفارقة حضرة السيد النبيل السيد عابد بن محمد السنوسى بن عبدا لعال – له وكان ركنا قويا للسيد علي وينوب عنه في اغلب المناسبات إلا انه تحقق هو أيضا كما تحقق سيادة السيد احمد الشريف السنوسى أن لا فائدة ترجى من بقاء السيد علي وانضم السيد العابد الى حركة السيد الحسن وكان عضده القوى في نجاح مغامرته هذه بعد مناوشات قليلة اضطر السيد علي الى الخروج من جيزان فركب هو وخاله وقليل من عبيده في مركب شراعي وفر الى جزيرة ( قمران) وهى تحت العلم البريطاني ودخلت جيوش السيد الحسن جيزان وحضر السيد الحسن بنفسه ورتب الأمور كما حضر سيادة السيد احمد الشريف والوجيه السيد العابد السنوسى واستقرت الأمور ورتبت الدوائر في مدة وجيزة ثم اهتم السيد الحسن بتجهيز حملة مدافعة ليرسلها الى جبهة الامام يحي حميد الدين وفعلا تمت التجهيزات وتوجهت الحملة وأوقفت تقدم جيوش إمام اليمن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي 2   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:14 pm


(( بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تعزز موقف السيد احمد الشريف وقواته , حيث جعلت الأطراف المتحاربة تسارع لكسب ود السيد احمد الشريف وقواته , تركيا وألمانيا من جهة , وبريطانيا ومصر من جهة أخرى , فالأولى رغبت ان يقوم السيد احمد الشريف بتخفيف الضغط علي إيطاليا بمهادنتها وبفتح جبهة جديدة ضد الإنجليز في السلوم , والأخرى رغبت في مساعدة السيد احمد الشريف للقضاء علي الطليان , العدو الرئيسي للسيد احمد الشريف آنذاك .
وبسبب الضغوط الشديدة التي مارستها الدولة العثمانية عليه , بالإضافة الي الانتصارات الألمانية – العثمانية علي قوات الحلفاء في أوربا وظهور الثورات الشعبية ضد الإنجليز في الهند وأفغانستان والسودان , اختار السيد احمد الشريف ان يقوم بالإغارة علي قوات الإنجليز في أوائل نوفمبر 1915 م داخل الحدود المصرية وهزمهم في السلوم ولاحقهم حتى منطقة سيدي براني حيث اندمج بقواته مع القوات الوطنية المصرية بقيادة محمد صالح حرب ولكن القوات البريطانية تمكنت من صد الهجوم في معركة العقاقير 1916م التي اسر فيها جعفر العسكري وهرب فيها نورى باشا وعبد الرحمن عزام وواصل السيد احمد الشريف القتال من المحور الجنوبي واحتل عددا من الواحات وسارع للاتصال بالسيد علي دينار سلطان دار فور بالسودان ومشائخ الصعيد في أسيوط والفيوم محاولا تكوين جبهة عريضة لقتال الإنجليز وخاض السيد احمد الشريف بقواته عدة معارك آخرها معركة بئر بوتونس التي اضطر فيها للتراجع والانسحاب . وذلك بسبب عدم استجابة زعماء القبائل في الفيوم والصعيد ودار فور من جهة وفشل قوات جعفر العسكري واستسلامها من جهة أخرى فضلا عن التباين الكبير بين القوتين , فبينما كانت قوات السيد احمد الشريف تقاتل ببنادق عادية وعلي ظهور الخيل في ارض مكشوفة استخدم الإنجليز المدفعية والطائرات يضاف الي ذلك صعوبة التموين بل وانقطاع موارده عن قوات السنوسيه .وكانت حملة السلوم نهاية المطاف في صراع السيد احمد الشريف ضد الإنجليز في ليبيا – وقد بادروا بتهديده بضرورة ترك الجغبوب فورا , تحت طائلة ضرب وتهديم ضريح قبر جده الأكبر السيد محمد بن علي السنوسي بالطائرات واحتلال المدينة واستباحتها .
غادر السيد احمد الشريف البلاد الي المنفي في أوائل أغسطس 1918م علي متن غواصة ألمانية من مرسي العقيلة ومعه كبار معاونيه وقواده منهم محمد صالح حرب ونورى باشا وصالح أبو عرقوب البر عصي وعبد المالك الدرسي أما باقي الاتباع وعلي رأسهم السيد عمر المختار فقد انسحبوا الي الجبل الأخضر وقد كان إبعاد السيد احمد الشريف انتصارا لكافة الأطراف المعادية لنضال الشعب الليبي . وصل السيد احمد الشريف الي ميناء بولا وتريستا ومنها الي النمسا ثم ركب القطار الي استانبول حيث استقبل استقبالا حافلا تدعيما لمواقفه وصموده وقلده السلطان محمد السادس السيف علامة السلطنة وأنعم عليه برتبة الوزارة .)) ( )
(( وقد بلغت ثقة الأتراك بالسيد احمد الشريف حدا جعل مجلس المبعوثان يصدر قرارا بتعيينه ملكا علي العراق في أبريل 1921 م ولكن فيصل بن الحسين بدعم الإنجليز نجح في الوصول الي العراق قبله – ويذهب بعض الباحثين الي ان مصطفي كمال اتاتورك قد عرض الخلافة علي السيد احمد الشريف ولكنه رفضها متعللا بأن أحوال العالم الإسلامي آنذاك لاتشجع علي اتخاذ مثل تلك الخطوة .)) 2(( مهدت سنتي 1921- 1922 م تحركا سياسيا واسعا للسيد احمد الشريف محاولا خلق جبهة إسلامية عريضة تضم الخديوي عباس – مصر- وعبد العزيز بن سعود – أمير نجد – وابن الرشيد – أمير حائل – واحمد الجابر الصباح – أمير الكويت – والحسن الادريسي – أمير عسير – وحميد الدين – إمام اليمن – هدفها تحرير العالم العربي الإسلامي من الاستعمار الإيطالي والإنجليزي والفرنسي , كما تدخل في الصراعات الدائرة بين قبائل شمر وعثرة وحقق الصلح بينهما وانتقل الي سوريا محاولا إثارة الشعور الديني محرضا أهلها علي العمل لطرد الفرنسيين بمساعدة الأتراك غير ان الفرنسيين كشفوا تحركاته وطردوه الي تركيا عام 1924م
**((....وعلي اثر الانقلاب الذي قاده مصطفي كمال اتاتورك وإلغاء الخلافة العثمانية عام 1924 أدرك السيد احمد ا لشريف ان لا مكانه له في دولة اتاتورك العلمانية فانتقل الي الحجاز بعد ان سدت في وجهه أبواب البلاد العربية الأخرى ))**
كانت الفترة من 1924 الي 1933م تمثل جانبا مهما في حياة السيد احمد الشريف السنوسي في المنفي حيث أقام في الحجاز مستفيدا من العلاقات الخاصة التي كانت تربطه بعبد العزيز بن سعود وبدأ محركا وقائدا للمقاومة والجهاد في الداخل والتي كان يقودها في المنطقة الشرقية للبلاد شيخ المجاهدين السيد عمر المختار ويعاونه قجه عبدالله السوداني والفضيل بوعمر ويوسف بورحيل وحسين الجو يفي وعبدا لله بوسلوم وعبد الحميد العبار وقد تبقي من العائلة السنوسيه بعد رحيل السيد إدريس السنوسي عام 1923 الي مصر كل من السيد محمد الصديق والسيد محمد الرضا والسيد الحسن الرضاء,...)) ( )
هذا وقد ظل السيد احمد الشريف طوال فترة إقامته بالحجاز متفرغا لدعم المجاهدين في الداخل وكان يتخذ من مواسم الحج والعمرة وسيلة للاتصال بالليبيين ويستقبل الرسل الوافدة الي مكة من قادة الجهاد ويزودهم بالتوجيهات والتعليمات وكذلك بالإمدادات كما جعل من مواسم الحج منبرا إعلاميا يحث المسلمين منه علي دعم القضية الليبية ويجمع التبرعات لهم . )) ( )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي1   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:12 pm


((وفي رسالة ثانيه سنة 1912 يؤكد تصميمه القاطع علي الجهاد ورفضه لكل المغريات وتصديه لكافة العقبات حيث خاطبه بقوله ..( أنى لن اسلم رقاب المسلمين للكفار ) ثم يتابع معللا لما يقول في رسالته مايلي (( حيث ان الرغبة لا تتمشي مع العقيدة فقد رفضت كل ما وصلني )) 4
وهذا ليس بغريب علي السيد احمد الشريف وهو المسلم التقي والرجل الشجاع المخلص الشديد التمسك بآرائه المتصلب في المحافظة عليها في جميع الظروف القاهرة الوقور المترفع عند الهزيمة ولهذا فقد عد عند المسلمين من اعظم المدافعين عن الملة )
ويشرح المؤرخ الطاهر الزاوي سبب تميز السيد احمد الشريف بهذه الصفات فيقول :-
.. ولأنه رجل صقله العلم وهذبته العبادة فعفت نفسه وكبرت همته وانكمشت يده عما للناس فيه حق أوشبه حق واخلص عمله لله فتولي توفيقه وأطلق ألسنة الناس بمدحه والثناء عليه ))
لقد أكد السيد احمد الشريف قولا وعملا النهج الإسلامي والخط الجهادي والموقف الوطني والتمسك بالعفة والالتزام بالنزاهة والصبر عند الشدائد منذ بداية الجهاد ضد الغزاة الطليان وذلك رغم طول مدة الصراع ومتنا قضاته وتقلب غيره من القادة وفق ظروف الحرب وتغيراتها ففي رسالة الي أنور باشا في 29 صفر 1335هـ نراه يقول(( أتى الطليان للوطن وراسلني وأرسل لي الأموال الهائلة فرجعتها كلها تعففا وطلبا لرضا الله ورسوله وقمت بمعاضدة الدولة العلية ولله الحمد أمرت كافة أهل الوطن وقمت بجهدي بعد ذلك قدمت نفسي للجهاد ))
لقد كان السيد احمد الشريف هو المجاهد البار بقسمه الذي لم يضعف أو يتراجع أو ينحرف عن المسار أو يبيع القضية كما أكدت ذلك أحداث الجهاد اللاحقة بملابساتها وفاء بعقده الذي قال فيه (( إنني اقسم أمام جميع المجاهدين علي هذا المصحف والبخاري أنى لن انفك أذود عن حياض الإسلام ومجاهدة أعدائه الي النفس الأخير مادام معي نفر واحد من المجاهدين وإذا خانني الجميع وسلموا للعدو أهاجر الي المدينة لاعيش بجوار جدي الأعلى شاكيا الي الله من خيانة الخونة مستنزلا لعنته عليهم الي يوم الدين ))
وقد شاءت قدرة الله ان يمتحن بما توقعه في قسمه السابق وأن يجد نفسه في احرج المواقف وأصعبها ومع ذلك فقد رفض في آباء وشمم وعزة المؤمن وقوته كافة عروض الأغراء واجهض كل ألموا مرات التي دبرت ضده وابطل محاولات الاحتواء له وتصدى للأعداء وجها لوجه وتمسك بالمبدأ الذي نذر حياته من أجله , وذلك لانه كان مشهورا بصلاحه وتقواه وله مكانة عظيمة عند البدو لشدة تمسكه بأمور الدين الحنيف ولما بذله من المساعي في محاربة الطليان واجتهاده في تخليص بلاده من ربقة الاحتلال ))
((ولقد تربي في مدرسة احمد الشريف الجهادية المستلهمة والمستندة الي العقيدة الراسخة الكثير من قادة الجهاد في كافة جهات ليبيا ولعل من أبرزهم تأثرا بها والتزاما بخطها الشيخ عمر المختار وسوف المحمودى وغيرهما وذلك لانه كان يرى في نفسه المسؤول أمام الله والناس عن قضية الجهاد في ليبيا
كلها ))
كما امتد تأثير مدرسته الجهادية الي جهات إسلامية في خارج ليبيا حيث استعان به قادة تركيا في حروبهم ضد اليونان وغيرها وهذه مقتطفات من إحدى خطبه التي تؤكد ثباته علي مبدأ الجهاد وتجنيده لنفسه من اجله طوال حياته فقد خطب في قادة الجيش الأتراك قائلا : (( إنكم اليوم في ميدان الشرف وإنكم الآن بعملكم هذا تعيدون للإسلام عزته ومجده وتنفضون عنه الغبار الذي علق به وتخلدون بطولتكم وتكتبون في صحاف التاريخ الإسلامي أسماءكم بحروف من نور وعليكم ان تتموا هذه الرسالة العظيمه التي كلفتم بها وان تغنموا هذه المكرمة وفقكم الله وأعانكم ))
ويعترف الأتراك بأنفسهم بفضل مدرسة السيد احمد الشريف الجهادية فهذا مصطفي كمال يعرفه في إحدى خطبه بأنه (( مؤسس أول مدرسه للجهاد والمقاومة والدفاع عن النفس والدين والوطن ))
وتتجلي استمرارية الخط الجهادي في سيرة السيد احمد الشريف وعمق إيمانه بعقيدته والدفاع عنها عن مواقفه من صديقه كمال الذي غير نهج تركيا الإسلامي وبدّل في سياستها حيث واجهه منتقدا في قوله
(( إننا والمسلمون لم نناصرك ونقف معك إلا لأجل حفظ كيان الدين الإسلامي الذي به انتصرت واكتسبت عطف الشعوب الإسلامية ))
وبعد فانه يكفي للتدليل علي اثر الدين في تشكيل شخصية السيد احمد الشريف ان شعاره في الجهاد هو
(( الجنة تحت ظلال السيوف - نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين – يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله – يا قومنا أجيبوا داعي الله )).
كما يكفي للتدليل علي اتساع اثر مدرسة الجهاد الليبية شمولها ونصرتها لقضايا الكفاح الإسلامي ضد أعداء الدين في مناطق كثيره غير ليبيا فقد اسهم السيد احمد الشريف في إذكاء روح الجهاد واشعل جذوة الدفاع عن العقيدة في أماكن عدة وما جهاد أنور باشا في سبيل الإسلام واستشهاده في الدفاع عنه إلا لقوة التأثير الذي أحدثه السيد احمد الشريف في نفوس الضباط الشبان الأتراك الذين التقوا به في ليبيا علي هدف واحد مقدس هو حماية العقيدة والذود عن حياضها .
هذا وتظهر رسائل السيد احمد الشريف التي كتبها في فترة متأخرة من حياته دوره الجهادي علي مستوى العالم الإسلامي فهو يلقب نفسه خادم الإسلام والغازي في سبيل مولاه تذكيرا لمن يراسلهم بعظمة الأهداف التي يسعي لتحقيقها وإضفاء لصفة الجهاد علي أعمالهم واعماله ))
كما يتأكد تفرد السيد احمد الشريف في دعوته للجهاد وعظمة شخصيته في ذلك التأثير الذي كان يحدثه في أفكار المثقفين المسلمين الذين التقوا به (( لان رؤيته ومحادثته تفرض الإجلال والاحترام ))
وحتى أولئك الذين ينحدرون عرقيا من أقصى شمال القارة ألا وربيه استطاع بتأثيره الروحي وشخصيته القيادية ان يكسبهم الي صف الجهاد الليبي ومنهم الرحالة المسلم (( محمد أسد)) الذي استطاع ان يجعله يقسم بان يكون أمينا للمجاهدين ذلك القسم الذي قال عنه محمد أسد نفسه (( لم اشعر في حياتي يوما إنني كنت اكثر وثوقا بوعدي مما كنت في تلك اللحظة ))
ونتيجة لتوثق المعرفة بينهما ولشدة إيمان محمد أسد بأفكار السيد احمد الشريف وإعجابه بشخصيته نراه يغامر بحياته سالكا طريق الخطر لينقل للسيد احمد الشريف أخبار المجاهدين في الجبل الأخضر وكان هذا حوالي سنة 1930 أي قبيل استشهاد عمر المختار آخر قادة الجهاد وأكثرهم ثباتا وصمودا بعام واحد وقبل وفاة السيد احمد الشريف بعامين مما يؤكد رعاية السيد احمد الشريف للمجاهدين وتمسكه بالمبادئ التي استقاها من الإسلام وغرست في شغاف قلبه وانتشت بمحبتها كل ذرة من ذرات جسمه فقدم من اجلها الروح وصارع الأهوال وصبر علي شظف العيش وخاض المعترك الصعب بصبر المؤمن وروح البطل . )) ** انتهي ما أشار إليه كتاب اثر العامل الديني في الجهاد الليبي المشار إليه **
((.....ولد السيد احمد الشريف في عام 1873م و بعد عام تقريبا من وفاة جده السيد محمد بن علي السنوسي في واحة الجغبوب , تزعم السيد احمد الشريف الحركة السنوسيه في عام 1902 م خلفا لعمه السيد محمد المهدى – ويبدو أن صيفات السيد احمد الشريف الشخصية وشجاعته التي برزت خلال قيادته لمعارك الجهاد ضد الفرنسيين في مناطق قرو- و – ودان - السودانية قد أهلته لتولي الزعامة .
ومع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية عام 1911م كان السيد احمد الشريف قد أعاد تنظيم الحركة السنوسيه من خلال الزوايا التي انتشرت في بلدان كثيرة كما سعي جاهدا لمد جسور التعاون والتناصح مع الحركات السلامية الأخرى وتدعيم وشائج الاخوة الاسلاميه بينها , كما ارتبط اشد الارتباط بالخلافة الإسلامية التي كانت تمثلها الدولة العثمانية في تركيا , وما أن وطأ البلاد جنود المستعمر الإيطالي حتى كان السيد أحمد الشريف قد حول زوايا الحركة السنوسيه الي معسكرات لاعداد قوة عسكرية من الأهالي والاتباع بقيادة جماعات من الضباط الأتراك واتخذ التدابير اللازمة لتزويد تلط القوات بالأسلحة والعتاد بشتي الطرق .
عندما تناهي لإسماع السيد احمد الشريف اعتزام تركيا إبرام الصلح مع إيطاليا , شكل وفدا من زعماء السنوسيه وأهالي البلاد وبعثه الي مدينة درنه لمقابلة ( أنور بك- الوالي العثماني ) وسلمه رسالة خطيه جاء فيها :- ((... والصلح علي طرفي نقيض , لا نقبل صلحا بوجه من الوجوه , إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد الي العدو )) ونتيجة ذلك وصل مبعوث الوالي العثماني السيد عزيز المصري بصفته ممثلا للدولة العثمانية في ليبيا ومديرا للعمليات العسكرية فيها وصل الجغبوب " مركز قيادة السنوسيه " وابلغ السيد احمد الشريف ان الخليفة قد منح البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها , ولكن مع تذبذب الموقف التركي من مسألة الصلح مع إيطاليا – عاد أنور باشا طرح فكرة القبول بالصلح علي السيد احمد الشريف فكان رده اكثر حزما , قائلا : - والله لا نسلمهم من أرضنا طرحة حصان ." وبعد توقيع تقيام الحركيا معاهدة لوزان مع إيطاليا والتي سلمت فيها تركيا ليبيا الي إيطاليا , بادر السيد احمد الشريف إعلان الحكومة السنوسيه لسد الفراغ المترتب علي انسحاب القوات التركية من البلاد , وكان شعار تلك الحكومة – "" الجنة تحت ظلال السيوف – "" ثم أعلن الجهاد في منشور عممه علي مشائخ الزوايا السنوسيه والقبائل والأهالي وطلب من كل فرد من سن 14 الي سن 65 أن يذهب الي الميدان مزودا بمؤو نته وسلاحه . ))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي Empty
مُساهمةموضوع: سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي   سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2012 5:10 pm

التعريف :-
هو الشيخ أحمد بن محمد الشريف بن محمد بن علي السنوسي – والدته إبنة السيد عمران بن بركه الفيتورى - مواليد واحة الجغبوب ليلة الأربعاء بتاريخ 27 شوال1290 هـ الموافق 1873 م انكب منذ حداثته علي القراءة والدرس وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة ومن مشائخه الذين درس وتعلم علي يديهم وأخذ عنهم :- عمه السيد محمد المهدى السنوسي – السيد احمد الريفي – السيد محمد بن طاهر المدني التلمساني - السيد عمران بن بركه .
آلف كتاب للإسهام في نشر الإسلام في إفريقيا بعنوان (( السراج الوهاج في رحلة السيد المهدى من الجغبوب الي التاج )) شارك في معارك الجهاد ضد النفوذ الفرنسي في مناطق (( واداى – قرو – بركو - كلك – علالي – جفنه الكبرى - جفنه الصغرى – تيبستي – وغيرها ))
عمل السيد احمد الشريف علي تكوين جبهة افريقيه اسلاميه لمقاومة الاستعمار الأوربي – الفرنسي - الذي اخذ يزحف حثيثا لسيطرة نفوذه في القارة ألا فريقيه وفي هذا السبيل اتصل بسلطان واداى ( داود مرّه ) وبسلطان دار فور ( علي دينار ) وببعض مريديه في مصر – وذلك لاعلان الثورة ضد المستعمرين الأوربيين –
عهد إليه السيد محمد المهدى بالأمر من بعده , لقوة شخصيته ولمقاومته للاستعمار واشتراكه في معارك الجهاد ضد النفوذ ألاوربي في إفريقيا مما جعله يتحمل المسئولية وذلك في شهر الصيف ( يونيه ) سنة 1902
انتقل الي جبهات القتال في نواحي درنه خلال شهر الماء ( مايو) سنة 1913 وتولي قيادة المجاهدين واشترك في العديد من المعارك ضد الإيطاليين .

رحيل السيد احمد الشريف الي تركيا -
وفي أواخر سنة 1915 قام السيد احمد الشريف بحمله حربية ضد الإنجليز في مصر بالتعاون مع السلطات العثمانية بغية تحرير تراب مصر من المستعمرين الإنجليز .
انتقل من الجغبوب واتجه غربا لظروف لا يتسع المقام لسردها حيث جاءته رسالة عند وصوله الي حطية الفريدغه يحث فيها المجاهدين علي ضرورة الإسراع بالانسحاب من دواخل برقه – فتوجه السيد احمد الشريف ومن معه الي الغرب فوصلوا الي منطقة الخط قرب واحة جالوا التي لم يدخلها السيد احمد الشريف واتباعه ولكنهم شدوا رحالهم الي واحة أوجله حيث مكثوا بها قرابة الشهر ومنها قرر الرحيل الي واحة مراده التي نزل بها ضيفا معززا ثم غادرها الي زلة وهناك اكرم وفادته أولاد رخيص ثم انتقل مع اتباعه الي قرى الجفره وواحاتها ( هون – سوكنه – ودان ) ويذكر الباروني ان السيد احمد الشريف وصل الي سوكنه يوم 16 رمضان 1335هـ الموافق ليوم السادس من شهر ناصر ( يوليو ) سنة 1917
( وقد عرف هذا العام 1917 بعام الشر ) نظرا لقلة الأمطار وما أصاب البلاد من شح ومجاعة
ونتيجة لظروف الحرب العالمية الأولى التي كانت علي أشدها في هذه الاثناء عمل الأتراك علي تحريك الجبهات الطرابلسيه لاستمرارية القتال ضد الإيطاليين شركاء الحلفاء في الحرب العالمية ولأنجاح وتحقيق هذا العمل بعث نورى باشا الي محمد صالح حرب يطلب منه محاولة إقناع السيد احمد الشريف بان ينتقل مع اتباعه الي الساحل قرب منطقة سلطان ذلك ان تواجده في الواحات غير ذي جدوى إضافة الي ان تواجده في الجهات الساحلية يمكنه من ان يشهر سلاحه ضد التواجد الإيطالي - وتمكن محمد صالح حرب من إقناع السيد احمد الشريف بذلك وارتحل مع اتباعه قرب منطقة سلطان في أواخر سنة 1917 ويؤكد عبد الرحمن عزام ذلك حيث يقول (( انتقل السيد احمد الشريف الي شرقي سرت واقام هناك علي شاطئ البحر في منطقة سلطان ليكون قريبا من الغواصات الالمانيه التي تحمل المال والذخيرة للعرب )) .
((...ويعتبر احمد الشريف في مقدمة قادة الجهاد ومن أولهم سبقا في ميادينه ولمعرفة السر في ثبات هذا الرجل وشجاعته رغم تكالب الأعداء عليه وتعدد الجبهات ضده وخذلان البعض له ندرك ان سبب صموده وشدة مضائه وقوة عزيمته هي تأثير الدين في تكوينه الفكري وتمسكه بأوامره وبتطبيقها عملا وقولا . ))
لقد نشأ السيد احمد الشريف وتربي تربية اسلاميه خالصه في بيت علم ودين علي يدي أساتذة إجلاء أمثال الشيخ محمد المدني التلمساني والشيخ احمد بن عبد القادر الريفي وغيرهما ويتحدث شكيب ارسلان عن نشأة السيد احمد الشريف فيقول:-(( كان يقضي سائر الليل في العبادة والتهجد وأكثر أحاديثه في سير رجال الله وكان كثير الاهتمام بالجهاد والتدريب علي فنون الطراد لانه تلميذ مدرسة أعطت لمبدأ الجهاد في سبيل الله المقام الأول من اهتماماتها ))
((كما صقلته حياة الصحراء بقساوة ظروفها وكثرة أسفارها لتوليه مهام رحلات عديدة ولمسافات طويلة فنشأ غني التجربة واسع المعرفة بأمور الحياة الي جانب صدق الإيمان والثبات عليه الناتج عن علم وفهم والمترجم بالفعل قبل القول ليس علي الصعيد المحلي فحسب بل علي الصعيد الإسلامي فقد عرف بأنه – البطل الإسلامي المرموق))
وعبر عنه القائد التركي أنور باشا بأنه (( الوطني روحا وجسما ))
كما كان هو السبب المباشر في رفع معنويات المجاهدين واستمرار الجهاد ( لان الشعب الليبي كان يدين للسيد أحمد الشريف بالولاء العميق فأنخرط آلاف من أبنائه في صفوف المجاهدين ))
وفي داخل ليبيا يعرف بأنه أول من دعا للجهاد ضد فرنسا أولا فلما غزت إيطاليا ليبيا استشار من حوله لصدها ولما رأى من بعضهم عدم التجاوب السريع معه بسبب قلة عدتهم وعددهم وتشعب الجبهات المعادية أمامهم خاطبهم بقوله (لا خيار لنا في ذلك لأن الدين يأمرنا بالجهاد دفاعا عن العقيدة والوطن ))
ونراه يرد علي رسالة أحد الذين ادعوا العطف علي قضية الجهاد الليبي برسالة يقول فيها ((.... ليس في هذه الدنيا اعز لدينا من السلاح والكتب بالسلاح نهزم عدونا وعدوكم وبالكتب يزداد علمنا وهما احرص ما يحرص عليه المسلمون ) 2
ويكرر له نفس الطلب في رسالة ثانيه سنة 1911 حيث يقول ((إننا نحتاج الي الاسلحه اكثر من أي شيء آخر )) 3
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
 
سيدي الشيح احمد الشريف السنوسي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيد المجاهد أحمد الشريف السنوسي 1
» السيد احمد بن ادريس العرائيشي
» ذكريات اسوان
» سيدي الشيخ أحمد السباعي رضي الله عنه
»  صفحة الانساب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي :: الفئة الأولى :: اخبار الساده الادارسه-
انتقل الى: