سيدي الشيخ أحمد السباعي رضي الله عنه

سيدي الشيخ أحمد السباعي رضي الله عنه
وهو سيدي الشيخ أحمد بن الحافظ بن السيد محمد بن سيدي أحمدابو الكسور السباعي البقاري من اولاد سيدي علي اصلا بجهة مراكش بالمغرب الاقصي ولد سنة 1260 هجريه
وخرج من مراكش في السابعة عشرة من عمره يقصد الحج والزيارة فسافر مع الزوار بطريق البر فمر بنفيلالت وفيجيج والاغواط وبسكره واقسمطينة حتي وصل الي تونس فركب البحر الي جدة فمكة وحج ثم زار المصطفي صلي الله عليه وسلم .
اجتمع هناك بسيدي ابراهيم البالي رضي الله عنه فتلقي عنه الطريقة التجانية الشريفة وكان في الحادية والعشرين من عمره وسيدي ابراهيم البالي بينه وبين الشيخ رجل واحد .
وتنقل في العربان ما بين المدينة ومكة وحج مرة اخري وعاد الي المدينة واقام بضواحيها شهورا ثم سافر الي ضبا فاجتاز البحر الاحمر مع بعض التجار الي القصير ومنها فقط فالبلينا واقام بها عدة شهور .
ثم اقام بجرجا وتزوج منها وماتت زوجته فتزوج بمغربية وكان ذلك قبل الثورة العرابيه بسنة ثم انتقل الي مصر القاهره فوصل اليها في اليوم الثاني والعشرين من شهري ذي القعدة عام 1299 هجريه .
فأقام بها اربع سنوات او خمسا ثم عزم علي السفر الي المغرب فباع ما تملك وأعد الزاد للرحيل فرأي في النوم جنودا كلما توجه الي المغرب ردوه فأصبح مقلعا عن السفر .
وتوجه الي الحج المرة الثالثة ومعه زوجته وأودع متاعه عند سيدي الحاج حمو العقباني سنة حج سيدي محمد الصغير بن سيدي الحاج علي التماسيني ثم عاد الي مصر فأقام بها حوالي خمس سنوات .
ثم انتقل الي بير شمس منوفيه وتزوج منها ثم اتقل الي الكتاسيه سنة 1314 في منتصف شعبان وتزوج بها كذلك .
وقد اجتمع بشيخ الاسلام سيدي احمد كلا بناني عندما قدم الحج في سنة 1294 هجريه واخذ عنه الاذن واذنه بإعطاء الاوراد .
وسيدي أحمد كلا قد رأي سيدنا ولم يأخذ عنه , وإنما اخذ عن اصحابه وكان خزانة سر سيدي محمد الحبيب بن سيدنا رضي الله عنه كما تقدم .
واذنه سيدي الحاج حمو العقباني بإعطاء الاوراد وكان يشتغل بطب العيون وظهرت البركة علي يديه وقد جبله الله علي السخاء والكرم فكان مأوي الغرباء وملجأ الضعفاء قد ملاء الله قلبه رحمة وحنانا سهلا لينا هينا بشوشا متواضعا عفيفا سليم الطوية كريم الخلق .
وكنت تري بيته يقيم به الاربعون وأكثر واقل الايام والشهور وبعضهم يقيم لسنوات ويجتمع عنده من المشرق والمغرب الجموع وهو في فرح بهم يجد في اكرامهم لا يجدون منه إلا أخا وأبا مشفقا كريما داره دارهم وإخونه وإخوانهم .
وبلغ صيته الافاق فكان من يقصد الحج من أهل الطريق وكثير من غيرهم يأمه فيجد عنده الراحة والود وكان اول أمره يقرأ اوراده وحده ولا يعلم الناس عنه انه من أهل الطريق وكل ما يعرفونه عنه انه رجل صالح كريم مبارك حتي اذا كانت سنة 1316 تقريبا قدم لزيارته الشيخ محمد المراكشي ومعه فراج مولي مولاي الامير والامين مولي الامين فرتبوا الوظيفة مرتين في الصباح والمساء واجتمعوا ببعض أهل العلم وعرفوهم شيئا عن الطريق وبدأ بعض الناس ينضمون اليهم غير انهم كانوا يعدون علي الاصابع حتي قدم سيدي احمد الشنقيطي سنة 1322 هجريه فاخذ سيدي الشيخ السباعي عنه وأسلم اليه قياده وانتمي اليه كل الانتماء واخذ عنه الاذن والتقديم وهنا انتقلت الطريق الي حال اخري من الانتشار وبدأ في نشرها في مختلف النواحي هو واصحابه .
وفي سنة 1324 هجريه ارسل اليه سيدي الحاج الحسن المنتاكشي مقدم زاوية الجديده بالمغرب الاقصي الاذن المطلق وهو اخذ عن سيدي محمد بن سيعيد او تلظي كما اذن له ولد شيخه سيدي محمد المدني بن سيدي الحاج سعيد العباس السوسي الدرركثي وسيدي الحاج سعيد الدراركي الاخذ عن الفقيه السكنوسي وهو عدة من اصحاب الشيخ رضي الله عنه .
وارسل اليه الشريف الدردابي رحمه الله تعالي الاذن بإعطاء الاوراد من سيدي البشير ولم يأذنه تقديم احد واخذ سيدي محمد العيد بن سيدي الحاج علي التماسيتي رضي الله عنه ورباه سيدي الشيخ خليل الذى كان بأم درمان واصله من إدفو بمدرية اسوان .
وكذلك سيدي الحاج احمد سكيرج أذنه وقد اجتمع في اواخر حياته بمولاي الشريف سيدي عبدالمالك بن العلمي وقد زاره في داره وتوفي رحمه الله تعالي ليلة الاثنين 12 ذي القعدة سنة 13352 وترك من الاولاد عبدالحفيظ ومحمد الحبيب وابراهيم وفاطمة ونعيمة بالكتامية اشمون منوفيه .
قاله سيدي الحافظ في رسالة رجال الطريقة التيجانيه ص 45

المصدر صفحه 170 كتاب طبقات التيجانيه تاليف محي الدين الطعمي قدم له فضيلة الشريف ابراهيم صالح الحسيني الحسني التجاني تقريظ السفير كمال عمر الامين التجاني مكتبة الجندي ميدان الحسين