مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي

خاص بالرابطة العالميه للسادة الآشراف الادارسه - إدارة أ- محمد الشارف الخطابي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الامام في سطور 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 73

الامام في سطور 2 Empty
مُساهمةموضوع: الامام في سطور 2   الامام في سطور 2 I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 15, 2012 10:35 pm


وبعد وصوله المذكور أقام سنتين متوالية ولم يخرج ألا لزيارة المدينة المنورة فحضر بها الغلاء المشهور الذي بلغت فيه الكيلة أربعة ريالات ولم يكن في بيته إذ ذاك شيء من الطعام ولا الفلوس الذي يشتري بها ولم يبيتون ليلة واحدة وكنت أتحير من ذلك و أتعجب منه حتى سألته عن ذلك فقلت يا سيدي كيف كان صنيعكم مع كثرة العيال في زمن الغلاء فقال لي قد حصلنا لطف من الله شديد لم نحتاج إلي شيء وذلك أني كنت قبل مدته جامعا خزانة الطعام بيد أهل بيتي وبعض الأخوان فلما جاء مدة شدة الغلاء أخذت المفتاح منهم ولم يكن بالمخزن شيء من الحبوب ولا عندنا شيء من الدراهم نشتري به شيئاً مع ذلك ما تبنا ليلا بلا عشاء ولا صبحا بلا غذاء وكنت أخرج لأهل بيتي قدر غذائهم وأقول لهم في البيت قدر عشائكم فأخرجه لكم وتأكلوه ولكن بشرط وثوق قلوبكم بالله والتوكل عليه وحسن الظن به فيقولون نعم وأخرجه لهم فيصنعونه بعد عشائهم و يأكلون عشاءا ثانيا في تلك الليلة والأمر علي هذا لم ينحل إلي أن نخرج الغلاء فلما أنتهي الغلاء أعطيتهم المفتاح فلم يجدوا بالخزانة شيئا فتعجبوا من ذلك نقلت له يا سيدي فهل كان يأتيكم به شيء من الروحانيين أو من الملائكة فقال لم يكن مما ذكرت ولكن كفاية من الله وعطاء من أوسع فضله فتحيرت من ذلك وما عرفت بأي شيء كان حال أقامتهم غلي وقتنا هذا غير أني علمت أنه خرق عادة وشيء من وراء طول العقول .
وقد أكملها درة صدفة وجليسه في معالي غرفة ومهبط إمداداته وتحفه ومجد عزه وشرفه فأورد ما أورده علي جانب الحقير وأفهم مراده ببيان خويدمه الذي زبد عنه ما سطره من لفظة العذب المنير فترجم لسان المقال ما أفاده علم القلب والحال فقال .
كان سيدي أحمد ابن إدريس رضي الله عنه إحدى المشهد محمدي المقصد عيسوي النور و الخوارق موسوي المناجاة علي جبل طور الحقائق إبراهيمي الملة سليماني الخلة داوودي الخلافة حضرمي اللطافة آدمي الأسماء جامعا لا شتات الفضل و النعما كارعاً في بحر الأنوار قائما بطاعة ربه علي غاية الإخلاص أناء الليل وأطرف النهار مقتفيا لآثار النبي علي التحقيق و أزنا أفعاله يميزان الشريعة المحمدية علي التدقيق داعيا إلي طاعة مولاه واعيا لما جاء رسول الله حافظا لأحكام الكتاب والسنة وارثا لأحوال جده بمحض الفضل والمنة وكان رضي الله عنه اصفر اللون تعلوه الأنوار مكسوا بأنواع الهيبة والوقار لحيته خفيفة بيضاء أعذب من العسل وثغره يفيض الأنوار واسع الجبهة كالقمر ليلة تمامه لا يمله الجليس بل كان من جلس زار في حبه واحترامه ممتلي الجسم معتدل القامة اقرب إلي الطويل منه إلي القصير عظيم الهامة يقول رائه لم أر مثل نضارة محياة وجهه إلا ما سمعنا من أوصاف جده قائم الأنف اقني العرنين مخلص العنق من الكتفين مع شدة جماله وتوسطه كأنه سبيكة لجين مدور الفم متوسط الشفتين دقيق الأسنان فصيح اللسان قوي الجنان صوته يشبه زئير الأسد في وطنه إذا تكلم كأنما ينطق بجميع أجزاء بدنه كلامه يصدع القلب من شدته ويذيب الإكبار بحلاوته ويرهب الأبطال ويهد الأرض و يدكدك الجبال ويطرد من القلب جيوش البطال والخيال واسع العينين وقد أصفر هما شدة الخوف من الله مع شدة البكاء حديد النظر حسا ومعني كامل الفطانة والذكاء طويل السواعد والأصابع متماسك لحم العضد واسع الصدر فائقا في الجمال البارع رحب البنان كفه ألين من الحرير في مسه يفوق في العطاء علي وابل الغيث والبحر فوا شوقي إلي تقبيله ولمسة ينظر إلي أنامله وأظافره حين يساءل فيري فيها أجمال العلوم الغيبية محكما مفصلا ويفهم السائل بالعلوم الدقيقة ويبين له أسرار الشريعة والحقيقة معني المبايعة الإلهية مودع في يمينه وعلم القلم الأعلى والنون والروح واللوح و تجليات الأحمدية نصب عينية نافد الأمر في عوالم الملكوت والجبروت و الرحموت سامي القدر في مقام الإنسان الكامل ومجالي اللاهوت ثابت القدم المستوي علي الصراط المستقيم السوي متفرغ بجميع أنواع الطاعة و الاستقامة التي ورد علي أن ذرة منها خير ألف كرامه وقد استكمل جواهر أفرادها و أحصى ما تفرق من عقود أعدادها .
وكان رضي الله عنه ذا أخلاق حسنة وأحوال مستحسنة أحب الخلق و أقربهم إلي مولاه لأنه أنفعهم لعيال الله رحيما بالمؤمنين شديد الرأفة عليهم بغير من صادفا مصدقا وعالما مفننا محققا يمشي علي الأرض هونا علي الدوام ويعين المسكين ويرحم الأيتام ويحمل الكل ويرحم الضعفاء ويصل الأرحام ويعود المرضي ويتلطف بهم ويخالط الأرامل ومن لا يعبأ بهم حليم رحيم رءوف جواد كريم عطوف يجلس دائما كجلوس ه في صلاته مراغبا لله في جميع هيئاته عظيم الشأن عليه سطوة كأنه سلطان كثير الصمت إلا عن ذكر الله مكملا بمكارم الأخلاق المحمدية التي لا توجد غالبا في سواه متواضعا لجلال الرفيع محببا عند الشريف والوضيع وضع له القبول الأرض بعد أن نودي به في السماء كما ورد الحديث القدسي في من غلي ذلك الجناب أنتما جمال ذاته الغريزي مستويا بجلال استقامته علي الصراط المستقيم وجلال سطوته الإلهية الجبارية ممزوج بجمال أخلاقه التي هي أحلا من الشهد وارق من النسيم و ألذ من الماء البارد للظمئان والعافية للسقيم لا ينطق إلا بما قال الله وقال رسوله ولا يفتي إلا بالكتاب والسنة كما هو دأبه وسبيله تقرب إلي الله بأداء الفرائض وحسن النوافل حتى أحبه وجعله سراجا تتقد منه جميع المشاعل ورشحه وقواه بمعني حديث كنت سمعه وبصره وسائر قواه وإن دعاه وسأله أعطاه وإن استعاذة عازه من كل ما يخافه ويخشاه رفع الحجاب فيما بينه وبينه بغير ريب والتباس حتى استيقظ وصار لا يسهوا ذا سهي الناس كما شهدت بذلك أحواله وأنفاسه الصادقة و أخلاقه الفائقة وهممه السابقة وكان رضي الله عنه صبورا علي أحكام القضاة مقابلا لما يجري من الله بغاية المحبة والتسليم والرضا وشكي إليه بعض أصحابه ضعف الأحوال من جهة تيسير الدنيا والأموال فأجابه بقوله .
ملكت كنوز الأرض طرا بأسرها مفاتيحها عندي وأعجز عن قوتي وكان رضي الله عنه علي الغاية التامة الزائدة في الشجاعة و المروة والفائدة والكرم الفائق والسخاء في زمن الشدة والرخاء تضرب به الأمثال في الجود وينفق من الطعام واللباس والنقود وكان مقيما بأرض الحرمين وليس له مرتب من الدولة والسلاطين مع أن الإقامة بأم القرى من غير مرتب ولا بيع ولا شراء يصعب معها الإكرام والقرى وهو في ذلك البلد السعيد كان علي غاية التوكل والتجريد يكرم الوافدين من جميع الجهات ويطعمهم أفخر المأكولات ويقسم عليهم جميع ما عنده ويسأل عنهم و بتفقدهم ولو كثروا ويوليهم إحسانه ورفده فتزاحمت علي بابه النساء والرجال وانتمت إلي رحابه أهالي البيوت والأولاد والعيال وانقطعوا بكليتهم إليه ورموا عليه النفقات فكان يخرج في ساير الأيام جانفا كبيرا مملوءا من اللحم والأرز وأنواع الطعام ويسأل عمن يغيب منهم ولا يغفل ساعة عنهم وكان له وكيل يسمي عيد يسلمه ريالين في كل يوم جديد ويأمره أن يشتري بهما عنيا ورمانا فإذا أحضر به بين يديه أكل منه وقسمه علي سائر الضيفان فيعم به جميعهم حتى العبيد الولدان وسال بعضهم أهل بيته وخزنته فقال لهم أني أري محمد الله تعالي حالكم في أتساع من جهة المعايش فهل تأتيكم من الجهات أم لكم مرتب من الديوان فقالوا لا نعلم شيئاً غير أنا نري في كثير من الليالي بعد أن نسد بابنا ونام رجالا تسوق جمالا عليها جميع أنواع الحبوب والسمن وما نحتاج إليه من الطعام فيفتحون الباب وينزلون حمولهم ويخرجون ويسدون الباب ولا نري من أي محل أتوا إلي إي جهة توجهوا فإذا أصبحن نادي الأستاذ برفيع صوته يا عيد قم ادخل هذه الحمول في الخزانة فيدخلها ويكيل منها لأهل بيوته وبيوت تلامذته وجميع من هو متعلق به حتى إذا فرغت الحمول أتت الرجال تسوق الجمال وهكذا من فضل الكبير المتعال .
وكان رضي الله عنه له كشف جلي ومقام علي يرقي بلفظه في اقل لحظة إلي أعلي الدرجات ويوصل السالك إلي أرفع المسالك والمدارك وأعظم المكنات كما اتفق لاستأذنا الختم رضي الله عنه لما لقنه الذكر اشتغل به ما شاء الله فدعاه يوماً من الأيام وأعطاه الحزبين العظيمين وقال له هيئ لك محلا خاليا سدد جميع المسام واشتغل بالذكر والعبادة فعند الظهر ت الظهر وقع لي ما وعدني به فرأيت سقف الخلوة انفرج ونزل علي نور عظيم دخل مسلم زاني فوقعت مغشيا من الظهر إلي الضحى من اليوم الثاني الذي بعد يوم الفتح فلما أفقت صار جسمي كله عيونا ننظر وأبصر من أمامي ومن خلفي ومن جميع جهاتي وكشف لي عن عالم الملك والملكوت وشاهدت الأرض من قاف إلي قاف من محلي وغبت في حب الله فلما استطعت القيام أتيت غليه فلما رأي قال لي يا أخينا عثمان أنت إلي الآن في شهود الأكوان ( هاه ) فشاهدت الديوان ألعلي وأتصل شهودي بالحضرة الإلهية إلي هذه الآن ولم يزل برقبتي بلفطة ويربيني بلحظة حتى أني كنت يوما جالسا بين فسألته عن أرض السمسمة فلما قلت له ما شاهدتها ( هاه ) فوجدت نفسي في تلك الأرض هكذا كان حاله كلما سألته عن مقام عال يوصلني إليه بالتوالي فاتفق له يوما سأله عن سطح الذي هو عبارة عن بلوغ أقصي درجات الولاية المعبر عنه بالباب وما وصل إليه من كمل الأغواث إلا القليل كسيدي محي الدين وسيدي طيفور و أشباههم فلما سأله عن هذا المقام الذي هو المنتهي والختام وليس وراءه مراما لمرام قال له يا أخينا عثمان أنت إلي الآن ما وصلت السطح ( هاه ) فبمجرد قوله ( هاه ) ترقي أستاذنا الختم رضي الله عنه إلي أعلا مقام المكاشفة والفتوة الذي ليس بعده إلا الرسالة والنبوية وخلا هو وأستاذه الأكبر بالمنزل الرفيع إلا شمخ وصارا علي الباب والبرزخ وقد انتشر من كل منها الأمدادت وفاضت من أبحرهما الفيوضات وقد استحكاما في مجالي الأسماء المعبر عنها بالحضارات حتى أفاضت عليه أعين ألذات وتراكمت عليه أنواع الصفات . .
وكان سيدي محمد عثمان يصلي خلفه يوما تحت الميزان فصاح صيحة شديدة اقشعرت منها الأجساد وطاشت الألباب وسئل بعد تمام صلاته عن سبب صياحه فأجابهم أنه من شدة تراكم الأنوار والإمدادات التي علي مصاحبه قال ورأيت في حالة الصلاة مددا ينزل علي أستاذي في مصلاه لو سري ذلك المدد قدر مغرز شعرة من لحية علي سائر أهل الأرض الموجودين لآمن الكفار كلهم بسريانه ووصل الكل إلي أعلا مقام الصديقين فأعظم به من كامل يرغب من ليس فيه أهلية إلي الإيمان بالله ويرقيهم أكمل الدرجات العلية وكان سيدي أحمد رضي الله عنه يصلي يوماً بمزدلفة فصاح صيحة شديدة حتى فر جميع المأمومين من ورائه ولم يثبت معه ألا سيدي محمد عثمان رضي الله عنه فأنه وقف غلي تمام الصلاة فسألت سيدي محمد الحسن رضي الله عنه عن سبب هذه الصيحة فقال من غيبتهم في أنوار العرش فأن كان من وقع له هذا الشهود لا بد أن يصبح وقد وقعت لسيدي محي الدين رضي الله عنه كما ذكروا ووقعت لسيدي محمد عثمان رضي اله عنه ولكثير من الأولياء .
عبق اللهم ضريحه الأنوار * بمسك ختام رضوانك الأكبر
وكان سيدي أحمد بن إدريس رضي الله عنه كثيرا ما يتلى القرآن في ركعة الوتر وكان يحفظه بالروايات ويردد الآية الواحدة في قراءته بجميع رواياتها وكان رضي الله عنه يحكي في كرامات الأولياء قال وأنهم يختمون القرآن سبعين ختمه في اليوم الواحد فأنكر عليه بعض جهابذة مكة بقلبه ولم يصرح بذلك فلما كان وقت السحر نزل غلي الطواف فوجد ذلك الرجل العالم يطوف بالكعبة فأبدي سيدي أحمد بن إدريس رضي الله عنه القرآن من أوله وقراءة مرتلة مجودة برفيع صوته يسمعه ذلك العالم حتى أنتهي حرقا إلي آخرة قلب أن يكمل شوطا واحداً بل الشك هل بلغ نصف الشوط أم ما بلغه فسلم ذلك الرج وزال الشك من قلبه وزاد في تعظيم شأن الأستاذ وأحبه . كان رضي الله عنه جالسا مع أصحابه فجاءه رجل من بلاد بعيدة قاصدا زيارة النبي صلي الله عليه وسلم ومعه أموال مراده أن يفرقها علي الفقراء وفرقها وقال يا سيدي أني كنت مشترطا علي نفسي لا أفرقها إلا في المدينة المنورة بعد وصولي إلي النبي صلي الله عليه وسلم فوقع الرجل مغشيا عليه وحصل له الشهود المحمدي من ذلك اليوم . وجاء إليه رجل قاصدا زيارته فلما رآه وقع مغشيا عليه فقال مسكين ما حصل له شهود النبي صلي الله علية وسلم ألا هذه الساعة . وحكي عن السيد محمد بن علي السنوسي أنه قال قرأت علوم الظاهر حتى أتقنها وحققها ومكثت في قراءتها ثلاثين سنة فقصدت الحج إلي بيت الله الحرام وزيارة النبي عليه الصلاة والسلام فلما شاهدت سيدي أحمد رضي الله عنه وسمعت تقريره في العلوم الظاهرة والباطنة بما لا تسمع العقول بمثله واثبت له من جميع العلن وأنكر عليه بباطني في العدم إتباعه للمذهب وقلت خارجي فرأيت النبي صلي الله عليه وسلم ليلة من الليالي فقلت يا سيدي فقلت يا سيدي يا رسول الله اطلب منك الفتح فقال صلي الله عليه وسلم فتحك علي يدي أحمد بن إدريس فلما أصبحت ترددت وكتمت رؤيتي وما علمت بها أحدا ثم رأيت النبي صلي الله عليه وسلم مرة ثانية فطلبت منه الفتح فأجابني بجوابه الأول وترددت فرايته صلي الله عليه وسلم ثالث مرة وقال لي فتحك علي يدي أحمد بن إدريس فترددت وقلت في نفسي أأسلك عليه علم الطريق وهو خارج عن المذهب فما ذهبت إليه لا جل استماع الدرس في العلوم الظاهرة وجلست بين يديه قال لي يا محمد أما تكفيك الرؤية التي رايتها أولا وثانيا وثالثا وكشف لي عندما في ضميري قبل أن اكلم به أحدا فسلمت له من ذلك اليوم وسلكت علي يده طريق القوم .
وكذلك الشيخ حسن تلميذ سيدي محمد أنه قال حججت مع بعض الأخوان وقضينا مناسك الحج وتوجهنا إلي المدينة المنورة فقال لي صاحبي بعدان نقضي زيارة النبي صلي الله عليه وسلم توجه معي إلي زيارة سيدي السيد أحمد بن إدريس رضي الله عنه فأني سمعت عن بعض تلامذته يحكي عنه أنه قال من صبحنا ثلاثة أيام كتب في ديوان الأبرار فقلت يا أخي القصد النبي صلي الله عليه وسلم وما علينا من بأس إذا لم نزر سيدي أحمد بن إدريس أو نزوره فلما قضينا زيارة النبي صلي الله عليه وسلم توجهنا إلي سيدي أحمد بن إدريس رضي الله عنه فلما سلمنا عليه وجلسنا بين يديه قال هل زرتم النبي صلي الله عليه وسلم فقلنا له نعم فقال يا أخوننا أن النبي صلي الله وسلم قال من زارني ولم يزر أبني فما زارني فايقنت أنه كاشف علي مقالتي لصاحبي فطلبت منه العفو والمسامحة وأخذت عنه الطريق .
ولما حج الشيخ أحمد الصاوي أغروه علماء مكة علي مسألة الأستاذ واختباره فلما حضر بين يديه وسأله أجابه عن كل ما سأله ثم قال يا صاوي دع عنك هذا وعجل بالسير إلي المدينة المنورة فقد قرب وقت وفاتك بها فودعه بعد أن سلك عليه الطريق وسار فلما وصل إلي المدينة توفاه الله بها عليه سحائب الرحمة والرضوان .
واجتمعوا علماء مكة وجمعوا له أحاديث موصولة ومقطوعة وضعيفة وصحيحة وخلطوا أسانيدها ومسائلا من فنون العلم ليختبروه بها جلسوا بين يديه أجاب كل واحد منهم عن مسألته ورجع الأسانيد إلي الأحاديث وتكلم في العلوم بكلام صحيح معقول يكاد يخرج عن طور العقول وكذا حكي عن الشيخ مختار الشنقيطي أنه قال اجتمعنا ونح ن أربعة من العلماء وأنا أقلهم علما ومعرفة وورعا بل قال أنا أقلهم في كل شيء وخلطنا له بعض أحاديث كذلك مقطوعة وموصولة و أدخلنا سند هذا في هذا لأجل نختبره فلما جلسنا بين يديه أجابنا عن جميع ما سألناه ورجع كل سند إلي مكانه في حديثة وتكلم فيها وفي غيرها بكلام تعجز عنه الفحول ولما حج الشيخ أحمد الطيب السنا ري تلميذ الشيخ الأمير وكان معه شرح الشيخ محمد مرتضي علي القاموس أيضا قد جمع له مسائلا لغوية و اغلوطات خفية فأوضح سيدي أحمد مشكلها وحل له مقفلها وسأله عن مسالة واحدة وقال له أمهلناك إلي ثلاث أيام فلما مضت الأيام حضر بين يدي الأستاذ وعجز عن رد الجواب فقال له سيدي أحمد هذه المسألة في كتابك شرح الشيخ مرتضي علي القاموس في ورقة كذا في سطر كذا و أفاده عن سطرها التي هي فيه فلما فتح كتابه وجدها كما قال عن عين قلبه جميع الرين والأشكال وصحح عليه علومه .
شاطئ النيل – الأحمدي .
له رضي الله عنه حكايات كثيرة من هذا الباب حتى أن سيدي محمد يس ميرغني عم سيدي عثمان ميرغني كان عالما جليلا قال ورد علينا العلماء من جميع الجهات فما رأينا مثل سيدي السيد أحمد بن إدريس وكان رضي الله عنه يحفظ كل ما يراه ولا ينساه أبداً حتى أن بعض علماء مكة ألف رسالة واتي عنده ليصححها عليه فقال له هذه الرسالة حفظتها بالمغرب في كتب وجدتها في خزانة حفظت جميع ما فيها من الكتب وهذه من جملتها .
عبق اللهم ضريحه الأنوار * بمسك ختام رضوانك الأكبر
رأي بعض الصالحين أن النبي صلي الله عليه وسلم ومعه أكابر أهل المتصل وكل واحد يذكر طريقته ويصححها علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال لهم النبي صلي الله عليه وسلم طريقتي هي طريقة أحمد بن إدريس فقالوا يا رسول الله السنا كلنا علي طريقك قال كلكم علي طريقتي ولكن طريقتي الخاصة هي طريقة أحمد بن إدريس واري بعض الصالحين السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأدخلنا في حماها دنيا و أخرى فقال قر عينك أبنك أحمد بن إدريس فقالت له كيف لا يقر عيني وقد قر عين أبي ولولا أنه أبي لقلت أنه أبي .
وأي بعض الصالحين النبي صلي الله عليه وسلم ومعه الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم فقال له يا رسول الله بن أحمد فقال أنا أحمد ثانيا وثالثا أنا أحمد قال فقلت في نفسي أنا أسأله عن أحمد بن إدريس فيجيبني عن نفسه فقال صلي الله عليه وسلم أنا هو وهو أنا مرتين أو ثلاثة فأنظر يا أخي هذا الاتصال الشديد الذي لبس وراءه مرآي ولا بعده مزيد وكان رضي الله عنه في هذا الشأن علي أحوال حسان لا يعبر عنه لسان ولا يدركه جنان بل أنما فضله الزمان وفيضه الغيث والطوفان وأيامه مستنيرة مشرقة وإمداداته غزيرة متدفقة وأوقاته معمورة بالصلاة والذكر ولياليه مزهرة مضيئة في الدهر وهو الذي أشار إليه بعض أهل العرفان يأتي أخر الزمان من يفسر القرآن بالقرآن فأنه كان فأنه كان يفسر الآية بالآية وذلك علي عظمته أعظم دلالة واكبر أية وقد روي عنه أنه قال لو أردت أن أستنبط جميع الأحكام الشرعية من سورة الفاتحة لفعلت وهذه رشحه من بحاه وقطرة من وابل أمطاره فان حقيقة حاله يعرفها إلا جده صلي الله عليه وسلم .
وتوارت صفاته في باطن لحده ليلة السبت بين المغرب والعشاء في شهر الله رجب الأصهب الأصم المفرد المحرم ودفن صبيحة ذلك اليوم واحد وعشرين منه سنة ألف ومائتين وثلاث وخمسين من هجر ة سيد المرسلين في أرض اليمن بقرية تمسي صبيا أمطر الله علي ضريجة سحائب رحمته ورضوانه الأكبر وأفاض علينا من بحر فيضة الذاخر مددا يصلح الباطن والظاهر آمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
 
الامام في سطور 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامام في سطور 5
» الامام في سطور 10
» الامام في سطور 11
» الامام في سطور 12
» الامام احمد بن ادريس سطور واذكار

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي :: الفئة الأولى :: سيرة الامام-
انتقل الى: