مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي

خاص بالرابطة العالميه للسادة الآشراف الادارسه - إدارة أ- محمد الشارف الخطابي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 4

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



المساهمات : 206
تاريخ التسجيل : 15/10/2012
العمر : 72

السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 4 Empty
مُساهمةموضوع: السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 4   السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 4 I_icon_minitimeالثلاثاء أكتوبر 16, 2012 10:10 am

فقلت يارب ما فهمت ذلك وإذا بي انظر لقلبي وقلوب أناس شتي وهي علي أشكال الطيور فأرى القلب طائرا وهو يدني جناحه الذي خلق لأجله العطفة ويقول هذا جناح البطش والانتقام وما تحرك منه عضو إلا وتحرك عضو من صاحب القلب فقلت له ولم ذلك فقال لكل عضو من الأعضاء القلبية رابطة مع كل عضو من الأعضاء السبحية وبعضها أقوى من بعض فهذا هو أقواها الذي تراه موافقا لهذا العضو فقلت فماذا بعد الحق إلا الضلال وقال لي القلب علي صور عديدة وإذا بتلك الصور مصطفة معه في صعيد واحد في الصدر وهو أوسع من الفج الابطح فلما تم أمره قال لي سيدي أين قولهم الاستعارة والمجاز كالمقرر لي لما أشاهده إذ ذاك من عين الحق فقلت له ذهبت في بحر الضلالة اعني ليس الخبر كالعيان وانجلي الأمر عني بقوله لي ذلك وما نسيته وغلبت عنه شيء كثير ثم لما قمنا لصلاة المغرب فلما احرم وقف الرسول أمامه بين السماء والأرض ومعه ملكان وهما يأخذان الأخوان ناشرة منه صلي الله عليه وسلم ويشقان صدورهم ويغلانها حتى انتهيا لبعد الله الهنبرير فأخذاه وشقا قلبه واخرجا منها طينا كثيراً أمثال الجبال من الاكدار والأدران والاغيار والرسول يأخذ قلبه ويضعه في كفه ثم يمكنه لهما يجددان غسله حتى تنقي فملئاه نوراً ورصعاه بيواقيت وجواهر ثمينة وراداه له فرده لمحله ثم اشتغل ببقية الأخوان كذلك فمنهم إذا فتح قلبه استضاء الكون كله نوراً فيفرح عليه السلام ويرده لمحله مستبشرا ومنهم غير ذلك حتي أتيا علي جميع الأخوان حاضرهم وغائبهم فقالا له يا رسول الله ما بقي احداً إلا هو يعني سيدي فقال لهما ويحكما تريدان أن تهلكا أنفسكما وجميع العالم اى وجود يستطيع صدمة طلعة نوره إذا برز علي الحقيقة فقالا يا رسول الله ما أردنا شيئاً من الشق وإنما أردنا أخبارك . الوارد إذ ذاك الي أن أقامت صلاة العشاء بدت صورة صلي الله عليه وسلم في عدة ذوات وفي بعضها اكدار وأنا في صلاة العشاء وما زالت كذلك حتي نمت قريبا من الصبح والأنوار تخفق وزالت الاكدار من كذا أن يكلمني صلي الله عليه وسلم إلا بنذر قليل ونسيته . وليلة السادس عشر منه عاد ذلك الأمر من تبدأ الصورة وتلاطم أمواج الأنوار من أول الليل الي أخره وقبل صلاة الظهر منه قام خطيباً يخطب وهو يقول لي أنت سليمان زمانك أنت كذا أنت كذا ويعدد كثيراً من المرسلين وكان ذلك بين النوم واليقظة وهو الي اليقظة اقرب ويقول لي لولا أنت لكان كذا ولو أنت لكان كذا من نعم عديدة وفي اليوم العاشر من شهر رجب من تلك السنة رفعت ذاتي وادني من ذات الشفا رضي الله عنه فقبلته وقبلني وفيه الي في وبيننا وبينه مسافة من نحو أربعين يوما والله اعلم .
ليلة أحدى عشر من ذلك الشهر كلمتني الجنون وأرادت رفع السرير بي وفي الصبيحة ذلك اليوم جاءني البار قليط وأوقد عند راسي شمعة ومعه الشفا رضي الله عنه وذلك اليوم أول معتكف النهري وعند زوال ذلك اليوم دفقت عني دفقات نورانية من جهة الحق واحدة بعد أخرى من ناحية العلو وجعلت أنظرها والي ماذا ينتهي أمرها فإذا برجل اخذ بيدي فقمت معه امشي فوق اساطح دور وهي منفصلة فخشيت أن أضع رجلي بينها فأهوى ساقطا فقال لي لا تخف هذا مشي أرواح وليس مشي أشباح فإذا الأمر كذلك حتي سمعت قائلا يقول هذه مسافة سنتين أو كما قال والأنوار علي حالها كما هي بل متزايدة والنظر إليها منطجح ثم كأننا أدخلنا مسجداً لبعض الأمم السابقة ممن بعثوا قبل بعثة سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم والمسجد واسع كسعة مسجد القرويين بل أوسع وأهله يصلون بالركوع والسجود فعجبت من صلاتهم كذلك من حيث أن السجود من خصائص هذه الأمة والذي في روعي في ذلك الوقت إن أهل المسجد كلهم أولياء أما أصحاب يونس عليه السلام أو غيرهم والذي تحقق لي إذ ذاك أنهم أصحابه لصلاتهم بالركوع والسجود لأنهم أحياء الي الآن فيخاطبون بما خوطب به أهل وقت الرسول وأمته فهم من امة يونس أولا في أول بعثته ومن امة محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم آخراً بل اولاً وآخراً وإذا بهم لهم خطب يخطبون عند فراغهم من الصلاة بدل الفاتحة التي عندنا عقب الصلاة ومعها وإذا بخاطب يخطب بألفاظ وجيزة وصوت رقيق حنين جُل خطبته ألفاظ قرآنية وعظيه رقيقة المعاني فلما سمعت الآية الأولي كادت نفسي أن تنماع كما ينماع الملح في الماء وكلما سمعي آية أذهلتني عن الأولي فكان أخر ما سمعت منه كلما أوقدوا ناراً للحرب اطفاها الله فرجوت أن يكون في ذلك بشارة نصرة الإسلام والله أعلم وذلك الرجاء الواقع مني بعد إن سرى عني والسلام وفي الليلة التي بعده أوقد عند راسي سراج من قبله عليه السلام وتكرر ذلك مراراً وفي الليلة التي بعدها تجسدت الأنوار اشخاصاً أو كادت وفي صبيحتها قيل لي أنت لسان المترجم عنه أنت روح جسده ولبها يعني لسان الشفاء وروح جسده وفي اليوم الرابع عشر من ذلك الشهر استمال السرير الذي أنا عليه مركبا واستحال الهواء بحراً وسرت في ذلك المركب سيرا حثيثا لجهة المدينة والشفاء والبارقليط في مركب أخر وسيدي عبد الوهاب وسيدي عبد العزيز في مركب يحثان خلفي ويركبان ويسبقان حتي علمت أنهما المسيران لسفينتي وطال الأمر الي أن انتهي بنا الي مدينة بيضاء لم ير الراءون أحسن منها ونزلنا في فناء مسجدها الأعظم وجعل البارقليط يخطب ويعدد مكن مفاخر الشفاء شأنه الي أن قال هذا البرزخ بين الولاية والنبؤة وزاد بين الولاية والألوهية ثم قال لي هذا هو المتصف بما يصح له من أوصاف النبؤة المتخلف بما يصح من أخلاق الربوبية والألوهية ثم التفت الي وقال لي أنت اعلي أصحابه وأنت خليفته الأكبر وأنت ذروة سنامهم أو كما قال فكأنني استصغرت نفسي فقال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وإذا بالشيخ محي الدين يشق السراب مقبلاً وهو يقول لي يا فلان جميع ما ذكرته في الفصوص ولافي الفتوحات ولا في غيره فما رمزت أو صدرت أو كنيت أو أفصحت فلم اعن إلا هو ولم أدنوه إلا عليه وإذا بالشيخ عبد القادر يشق السراب أيضا وهو يقول مثل ذلك ثم صففت صفوف من الأنبياء والمرسلين والملائكة والأولياء لا يعلمهم إلا الله ثم قالوا له صل بنا تلك الصلاة العجيبة فجعل يصلي بهم فوقع لي في تلك الصلاة شبه نشر الزمان وهو عينه فإذا ركع أرى فيها أياماً وشهوراً وسنيناً عديدة اتيقنتها حقيقة وهكذا الي أن غاب عني ذلك وإذا بالخطاب الإلهي يقول انظر سره الساري في مخلوقاتي فاخذ جزءاً دقيقاً ونوع منه أنواع الأجرام الكبرى علي هيئة حلقتها من الارضين والسماوات الي أن انتهي الي العرش كذلك وصففت قوائمه واحدة ستون ألف عالم كل عالم اكبر من هذا العالم بستين ألف مره كل ذلك نشأ من جزء دقيق أظن هو المعبر عنه بالجوهر الفرد ثم سرت أنا سارياً في تلك العوالم كلها سريان الروح في بالجسد واراهم يستغفرون ويثنون لكن لا نفهم ذلك إلا بالوهم فألهمت كلامهم وخاطبتهم فقلت تعرفون الرسول والخلفاء الأربعة فقالوا ولم نستغفر علي من نشيء أما ترانا كيف نفعل في حقك قلت لهم من محبتي للخلفاء الاربعه فقالوا لا بل لأجل الشفاء فإنك عينه وهو عين البارقليط ومن ذلك العنصر والينبوع خروجنا نحن له عابدون ثم اخذ جزء آخر وهكذا حتي لولا أن الله أيدني لطاش عقلي حتى أني قلت خذوا من ذكره جزءً كذلك فقيل لي لولا اخذ من ذكره شيئا لم يشق مخلوق فان ذكره عندنا محافظ عليه لا نويته إلا من نحب ومن لا نحب اعرضنا قلبه عنه حتى لا يتلفت إليه بوجه من الوجوه ولا يحبه ولا يحب من يحبه ثم صرح لي وقيل ذكره كناية عن إشاعة ذكره ولا يشيع إلا فيمن أحبه الله واصطفي فقلت نحن المصطفون ورب الكعبة فقيل لي ومن أحبكم الي ما نهاية له ثم قلت يارب هذه هو التجلي باسمك الواسع فقيل لي نسيت ما رأيت مع جزء من أجزاء تجلينا عليه باسمنا الواسع كنسبة الجزء المأخوذ منه لهذه الأمور كلها وان روحي كأنها تجمعت وإذا بها في مستوى في ظني انه فوق العرش وإذا هو قد ملا الكون كله ولم أجد سواه وهكذا الي الحضرة المحمدية فإذا به عيني السبحات ثم انعدم الفهم وإنزال التمييز ولم اشعر بشيء إلا وأنا في اشد النوم علي بفراشي لم ادر كيف وقع لي ولا صار لي والله اعلم وبعد ذلك بنحو الأيام تخافقت الأنوار وإذا هو عليه السلام جالس عن يساري ويشير بيده الكريمة ليرد الداخل عني كلا لا أتشوش عما أنا فيه من المراقبة وفي صبيحة ذلك اليوم جاءني عليه السلام من قبل وجهي في أنوار حتى تبينت الوجه منه يقينا وكذلك مرة أخرى في اليوم الذي بعده . وفي اليوم التاسع عشر من ذلك الشهر جلست في الحجرة أمامه وإذا بالستور رفعت وإذا هو عليه السلام والشفا وفاطمة الزهراء تتمايل طرباً فارحة بولديها العبد الحقير والشفاء وتكلم بكلام نسته لطول العهدي والوارد ثم قال تعالي فارتفع الي مالا نهاية له ثم أسفل مثل ذلك وأنا لا اعلم تلك العوالم ما هي ثم صار يميني وشمالي مثل ذلك وقال لي كلام في شأن الشفا نسيته كذلك ثم رجع بي الي الحجرة وإذا بالصحابة كلهم وهو عليه السلام قد نصب علماً علي رأسي من الديباج الأحمر مشكلا كله مظلل علي العالم كله وقال لي قم توجهه ليهدى الله بك عباده وقم يا عمر لا تدع أمامه من يعرضه بسوء وقم أنت يا علي لا تبق له عدوا ولا مجادلاً ولا ماكراً وقم أنت يا عثمان ولا زال يعدد الصحابة واحداً واحداً إلا الصديق رضي الله عنه فقلت يا سيدي فأين الصديق فقال هو معك ولكن بروحه وأما بذاته فمع الشفا فكأنني رغبت في صحبته فضحك فقال هو معك بهما ومعه كذلك فقلت يا سيدي اخشي أن تكون هذه الطريق تتلاشي أو يكثر فيها الطعن والسب كما تشاهد فقال ذلك قبل ذهابك وأما بعد ذهابك فلا تزداد إلا رسوخا وإقبالا وانتفاعا لأمتي فقلت يا سيدي لمحل مخصوص أو علي العموم لمن أويت إليه من اى محل وهذه شمسك قد طلعت علي المغرب أو كما قال وأطنب في ذلك ومنعني من إتيان الباقي خوف الغلط لله الحمد وفي ليلة الخميس من شهر ربيع الثاني رأيت النبي صلي الله عليه وسلم وهو في مدينة مستغانم مابين بل لدور والبحر كله ساءله بنوره ولا اقدر علي النظر إليه صلي الله عليه وسلم من شدة تخافق الأنوار فقلت يا رسول الله ما قدرت النظر إليك وما استطعته والغرض أن رأسه يبلغ عنان السماء وصفاء وجهه لا يمكن وصفه وكذا جميع أعضائه اكبر ما يكون فقال عليه السلام أنا ذا علي قدر الآدميين في وقتك فإذا جمع شعوره ولحمه وبشرته صلي الله عليه وسلم شيء لا يمكن وصفه كان الله أقدرني النظر إليه مع شدة الأنوار . تخافقها واضطرابها وهو عليه السلام يضحك وقال لي كلام لم أتنبه ولم افهم معناه إلا بعد مدة وإذا معناه ما رأيتني إلا بعيني ثم قال ما رأيتني إلا بعين ولدى الشفاء وأما عينك أنت لا تستطيع النظر الي في هذا الوقت فأخبرت الشفا رضي الله عنه فقال لي نعم ما يراه أكثر أصحابنا منه صلي الله عليه وسلم هو حقيقة إلا انه بالنسبة الي الرؤية الكاملة إنما هو كالظل إذا وصل وقت الكمال رآه المريد علي حقيقته فبشرني رضي الله عنه ببلوغ أول رتبة الكمال والحمد لله ثم بعد انفصال ذلك الحال غشيني حال أخر فخرجت من ذاتي أنوار وتصاعدت في شكل بناء المنارة العظمي ولم ينته ذلك الي بلوغه قبة السماء فارتسم من الفصل المشترك الحادث من نفس الملاقات شكل دائرة ذهبية فيها لون ورونق عجيب والأنوار الخارجة من ذاتي داخلة من تلك الدائرة الي وسط السماء ولم ادر الي أين تنتهي ثم غبت بعد ذلك عن حواسي فلم أتنبه إلا والرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم حولي فقلت في نفسي الرسول يحب الشفاعة لأنه قال تشفعوا تؤجروا وأنا أتأمل ذلك وإذا أنا برجل جاعل يده في يدي واصطفت معه قبالة وجهه عليه السلام وإذا بالرجل واحد من أصحابنا أدخلناه الخلوة وهو علي العجيل فقلت يا رسول الله انك تحب الشفاعة وانك القائل اشفعوا تؤجروا وهذا أخي جئتك وإياه كل منا يستشفع في أخيه فقال عليه السلام شفعناه فيك في حط الأوزار ورفع الأقدار أو كلاماً هذا معناه وشفناك فيه بحيث تقر به عينك مما تريد له بل أكثر من ذلك وأتم فقلت يا رسول الله أراه تعطل عليه الأمر فقال عليه السلام إنما منعته الخواطر ولوازم ما أمرتموه من غير وقوع الخواطر لوقع له الفتح الكبير ثم لما قال لي شفعته فيك وقع في قلبي شيء من زيادة الخوف فقال عليه السلام ما شفعناه إلا لأجلك يريد إلا لأجل شفاعتك فيه جبراً لقلبك وابتدأنا به تطمينا لقلبك واستئناسا له ففرحت ثم سألته عن عدة إخوان فقال في الجميع خيراً وبشر به إلا الذي لم تكتمل نيته يقول لي هذا ما كملت نيته فيك فاستحي منه إذ ذاك فقلت يا رسول الله دلني علي أفضل عمل أتقرب به إليك فقال الاشتغال بإخوانك والتوجه لهم وتفقد أحوالهم فقلت يا رسول الله واى عمل يرضي عني سيدي الشفا رضي الله عنه فقال الذي ارض به أنا عنه فان ما يرضيه يرضيني وما يرضيني يرضيه ثم قلت في نفسي أني اخشي الحال الوارد فيمن أمرته ولم اوتمر به من جهته عليه السلام فقال لي عليه السلام أليس أننا أعطيناك نظارة تنظرنا بها أينما كنا قلت نعم بلي يا رسول الله أشار للواردين الذين لقنني إياهما عليه السلام فقال أنت إذا ذكرت احدهما فامافي حضرة الحق أوفي حضرتي أوفي حضرته والكل حضرة واحدة ثم انفصل الأمر عني وإذا أنا في وسط جماعة من أماثل الناس وأخيارهم وأفاضلهم وإذا هم يعقوب عليه السلام وأولاده ألاثني عشر وإذا هم يتحببون الي ويقربونني ويتوددون الي ويلاطفونني ملاطفة الحبيب الحميم الذي لا أود لحميمة منه وإذا اكبر الاخوه بن يامين عليه السلام هو إلىّ يبشرني بالكلام انتهي الموجود من الواردات الشريفة ذات الأنوار المنيفة التي وجدت مقيدة برقمه وهي بالنسبة لما يرد عليه في جميع أوقاته علي حسب تجلياته كنقطة أخذت من بحر زاخر الذي لا يعرف له أول ولا أخر فقد تمت وارداته رضي الله عنه التي في سنة اثنين وأربعين وكان فيه غيرها للسنة التي بعدها إلا إننا فقدناها ولم ندر أين ذهبت وكان فيها من العجائب والغرائب لأنه كان كل ما يحدث له وارد يعرضه علي أستاذه السيد احمد بن إدريس وهذه الموجودة ألان ما وجدت إلا عند أستاذه بعد وفاته رضي الله عنه وقد جعل الأستاذ ابن السنوسي لأجل هذه الواردات التي ترد عليه بعض إخوانه اصطلاحاً في الأسماء يعني في اسم أستاذه واسم واسم بعض الأخوان حفظا للسر مثالة يحسب اسم الرجل واسم أبيه ثم يجمعه فما خرج من المجموع ينظر الي حروف تلك العدد فيسمي به الرجل مثلا احمد بن إدريس العدد المجموع من اسمه واسم أبيه 1081 عدد شفا فسمي به واسم محمد بن علي المجموع من عدده 3554 عدد نهر مسمي رضي الله عنه به وصالح بن سعيد مجموع اسمه واسم أبيه جرس مسمي به ومنصور أبو مدين اسمه له وكتاب ولاحرش الريش والطواح اسمه نصر وسيدي مؤمن صاحب بنغازي اسمه القوت وسيدنا رويفع اسمه الشاف والناظورى الشغف الخ وهذه كلها غيرة حفظ أسرارهم حتى لا يظهر لهم رضي الله عنهم .
فصل في ذكر بعض نصائح الأستاذ السيد احمد بن إدريس
وبعض نظم وبيان تصوفية لوكرامات له ولتلميذه السيد ابن السنوسي .
وكان الأستاذ السيد احمد رضي الله عنه ينشد في مجالسه العامة في شأن الإخلاص لله تعالي والانقطاع إليه وينشد ارتجالاً:-
يقول الله للمشغول عنه بحظ أو بجاه أو بمال
أتعبد فيَ وقلبك عند غيري فظنك الوصول من المحال
ففرغ قلبك المشغول املاً جوابه بإصرار المعالي
ولا تركن بقلبك قط لوهم فإن الوهم في حين المحال
ولم اخلق جميع الخلق إلا ليعبدوني بأوصاف الكمال
وقال أيضا:-
تواضعنا لخلق الله طراً فأورثنا تواضع كل خير
واحببناهم حباً بليغاً لوجه الله ليس لذات غيري
وخليناهم والكون رهواً نجونا عند ذا من كان خير
فقال أيضا رضي الله عنه مجيبا لمن اشتكا له من النوم مرجز لجواب الأستاذ رضي الله عنهما :-
وقال بعض فضلاء القوم إذا سألوه ما دواء النوم
محبة الله هي الدواء لكل علة هي الشفاء
وقال رضي الله عنه مرجز لجواب الشيلى رضي الله عنه :-
وقال العارف الشبلي يوما لمن لاموه في الصرف المبيني
إذا قلتم يجوز حبط حسم أليس يصوغ في إصلاح ديني
ولازال رضي الله عنه ساعيا في إرشاد الخلق عامة والأخوان خاصة ومن جملة نصائحه الخاصة . حضر يوماً رضي الله عنه وأمر تلميذه السيد صالح الجربي بقوله هات الدوات والقلم واكتب فقال له ما أكتب قال أكتب وانك خليفته ثم سكت ساعة وقال بل خليفة الله في أرضه وأنت لديه من المقربين الآمنين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأنت في أقصا درجة الفردانية والله وبالله الدرجة التي أنت فيها ألان ما وصلها احد من الذين تقدموا غير هذا وهذا وأشار رضي الله عنه إليه والي النهر وهم أمامي جالسين ثم قال وأما النهاية فلا حد لها ولا حصر ثم قال رضي الله عنه يا مولانا الجرس لا تظن وانك ممقوت أو بعيد بل أنت والله من المحبوبين المقربين كيف وأنت قرة العين ومحبوب عند الكل قال أنت يا جرس في شيء عظيم غير انه ليس ظاهراً لك ولكن ستراه كله إنشاء الله ثم قلت له والله يا سيدي أني خائف من الذهاب الي جده قال رضي الله عنه فلا تخف الذي هو لنا أين ما كان محبوب سواء قريب أو بعيد لما سمعت ذلك منا بقولنا صاحبنا فلا نخليه وان كان وراء جبل قاف والذي ليس لنا في كل يوم هو معنا وهو في غاية البعد وهذا شيء من الله ليس للعبد فيه مدخل الذي قربه فهو قريب وان كان في غاية البعد والذي أبعده فهو بعيد وان كان في غاية القرب وأنت إذا أتاك شيء فلا تأوله فأن كان هو المقصود فتنال منه الخير العظيم بل هو الخير كله وان كان امتحانا تنتبه له مرة أخرى لأنك ألان ليس لك طاقة عن فهم خطابات الحق سبحانه وتعالي والله وبالله كلما سمعت منا أنت أو غيرك الاخطابات الحق جل جلاله كيف ما كانت سواء في أمر الدين أو الدنيا نحن أناس نستحي من إلا أن نتكلم فيما لا يرضي به سبحانه وهذه هو الذي أردناه لكم ولكن انتم غافلون عنه والآن يا بني نوصيك أن تشتغل بما يعينك إن أردت الصراط الذي نحن عليه فان كنت معنا فالأمر ظاهر وان كنت بعيداً عنا فلا تفعل شيئا حتى تتوجه الي الله وهو سبحانه وتعالي كريم إذا رآى صدق العبد فلا يخيبه والتوجه يكون أما بخلوة وأما بذكر وأما بدعاء وأما باستخارة والرب سبحانه وتعالي ليس له نظر إلا الي القلب الذي هو محله فارغا له فلا يترك عبده في حيرة سواء كان العبد دائما مشتغلاً بربه أو في تلك الساعة التي أراد حاجته لأنه سبحانه يستحي من عبده أن يرده خائباً وهذه الصفة ليست محمودة لان هذا العبد ليس له مقصود إلا حاجته وأما العبد الحقيقي دائما مع ربه سواء كان في شدة أو رخاء ولا يشتغل بنفسه بوجه من الوجوه بل شغله مع ربه والذي هو اشتعل بربه اشتعل الله به والذي اشتغل الله به فلا يحتاج الي المخلوق ولا يلتفت إليه والالتفات الي المخلوق مصيبة من أعظم المصائب والناس عنها غافلون مع ظهورها اظهر من الشمس ربنا يفتح البصيرة وينور القلب حتى تظهر لنا ونجتنبها ونكون علي حذر منها والطمع في غير الله عز وجل خسران مبين بل إشراك بالله وكفر صراح والناس كلهم هالكون في هذا الباب إلا من أنقذه الله منه والله يابني انه هلكت فيه أناس من أكابر الأولياء وصاروا غبارا منثورا وهباءً منشورا منه ومن غيره والغالب منه ليس فيه شيء أخر علي المريد مثله بل علي الأكابر الذين يزعمون أنهم من المقربين وهم في أسفل سافلين مع أنهم يجتمعون مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ويسمعون الخطاب الإلهي ولكن الاجتماع مع رسول الله صلي الله عليه وسلم والخطاب الذي يحصل من الله عز وجل ليس مراد الحق سبحانه وانه اجتباهم وجعلهم من المقربين عنده بل استدراج في الدنيا وحسرة يوم القيامة لأنهم يرعون الي الله ويفرون منه وان تابوا تاب الله عليهم وذكر لهم جميع مساويهم ويقول لهم انتم فعلتم كذا وكذا ولكن عفونا عنكم بسبب كذا وكذا ليظهر كرمه ويجبر خاطرهم بقوله بسبب كذا وكذا لأنه كريم حليم جل جلاله ارحم واحن وأشفق واحلم علي عبده من الوالدة بولدها مع قدرته سبحانه وتعالي علي كل شيء وعجز الوالدة عن ولدها لأنها لا تملك لنفسها شيئا فضلاً عن غيرها . وهذا أمر واضح لا يشك فيه عاقل بل لا يشك فيه غير العاقل مثل الجمادات والحيوانات وغير الآدمي والجن يدعون العقل وليس لهم منه شيء لأنه كلما خلق الله سبحانه وتعالي مشغول بالذي خلقه الله له غير الإنس والجن فليس لهم إشغال إلا بالذي نهاهم الله عنه إلا من أيده الله بتأييده وقليل ما هم ولا حول ولا قوة إلا بالله – يا بني شمر عن ساق الجد والحق بالذي تطلبه فان مقصودك الآن في غاية الحسن والجمال ولكن الأعمال بخواتيمها والآن مجهولة عنا وما أردناه بهذا كله إلا لنتبعك وتكون علي بصيرة لأنك لا تدرى ما بقي لك معنا أو لنا معك الإنسان إذا وجد الماء وهو مسافر فلا يتركه ويذهب الي غيره هذا اذا كان معه شيء من الماء كيف بالذي ليس عنده شيء وهو في غاية الظماء هذا ليس من شأن العقلاء بل ولا من الذين لا عقل لهم بوجه من الوجوه وأنت يا بني هذا الماء عندك إن شئت تشرب بسم الله وان أبيت فما علي الرسول إلا البلاغ المبين وهذا البيان الذى بينا لك والله ما سمعه منا احد إلا الذي وفقه الله إليه وماذاك إلا بسبب شيخك بل والله ما أخاطبك إلا بلسانه وهو في شغل منك ومن غيرك حتي انه نسي نفسه علي شأنكم وكلما سمعت من أول وهلة الي الآن سواء من الله أو من رسوله أو مني كله لسانه فهذا كله حياء منك وأنت عنه غافل وهذه أخلاق الحق سبحانه يحلم علي عبده مع قدرته عليه وهو قادر علي أن يكلمك مباشرة منه إليك فإن وجد فيك خيراً والا تركك رأساً لأنك ما زدته إلا تعباً ولكن اتباعاً لجده صادقا لله أم حيث كذبته قومه وآذوه الاذاية التامة وهو يتردد بينهم ويقول لهم ما ينصرف عني حتي ابلغ رسالة ربي وهو يرجمونه بالحجارة . ويكذبونه وجبريل هو وأكابر الملائكة تأتي إليه وتقول له إن أردت فعلنا بهم كذا وكذا وهو يقول لهم اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون مع قدرته عليهم صلي الله عليه وسلم وعلي جميع الأنبياء والمرسلين وعلي الملائكة أجمعين والكلام في هذا الباب طويل ولكن لا لسعيد من وعظ بغيره وهذا كلام فصل ليس بالهزل ولا يشك فيه عاقل بل مخلوق من جميع المخلوقات والناس يقولون في المثل ما يتخذ منذور والنذير اذا انذر قوما فما بقي عليه لوم والسيعد من يوعظ بغيره وهذا كله ما قصدنا به إلا أنفسنا وأنت لأنك تقول أنا أريد التصريح فلا افهم التلويح والله وبالله ما قلنا لك كلمة من هذا الكلام خطأ أو هزلا أو مزا كنت ذا عقل تدبر وتمعن في هذا الكلام واعرضه علي الكتاب والسنة وعلي قلبك فان لم تجده في غاية ما يكون من البلاغة والفصاحة فلا تعمل بغيره هكذا الي ما لانهاية ولولا الحيأ من الله ورسوله صلي الله عليه وسلم لأتيناك عجائب وغرائب حتي يتبين لك كل شيء مشاهدة وتعاين الأمور كلها جملة وتفصيلا بالعين التي لا يأتي معها الشك بوجه من الوجوه لكن نحن في حضرة الحق سبحانه ليس لنا من الأمر شيء ولكن الله سبحانه وتعالي أوعد به وهو لا يخلف وعده سبحانه لكن بحسب ما يريد لا بحسب لكل اجل كتاب ولكن أرجو من الله أن يكون قريباً أن امتثلت والا تطول عليك المسافة وغاية ما هنالك أن تلزم عبوديتك وتكون عبداً لله من جميع الوجوه ولا تلتفت الي مخلوق إلا للذي إذن لك فيه سبحانه وتعالي وترضي بالذي أتاك من الله كيف ماكان وتزداد منه خوفاً اذا بشرك أو انعم عليك بنعمة أكثر مما خوفك او سلط عليك نقمة فماذاك إلا لينظر ما عندك فأما العذاب فأمره ظاهر لكل أحد بل لجميع الحيوانات تفر منه وتتضرع الي الله في دفعه عنها وأما النعمة فالناس في غفلة عن الإلمام بحقها لان ظاهرها حسن وتحبه النفوس طبعا هي وان كانت ظاهر حسن لكن حقها عند الله عظيم فلا يتنبه لها إلا اللبيب الذي ليس له هم إلا الله تعالي وقليل ما هم وارجوا من الله أن تكون من أعلاهم ولذلك قال سبحانه وتعالي وهو اصدق القائلين وقليل من عبادي الشكور الحاصل يا بني جد واجتهد عسي الله أن يجعلك من خاصة خاصتهم ويرفعك إليه في غاية درجة عنده بلا محنة ولا سابقة عذاب ولا عتاب بجاه الملك الوهاب وفي ليلة من الليالي حضرهما الاثنان الأستاذ السيد احمد وتلميذه الأستاذ السيد محمد بن علي السنوسي وقالا له يا صالح ابشر بخيري الدنيا والاخره فبعزة الله وجلاله انك لمن المقربين وانك لفي اعلي عليين وانك لدينا من المحبوبين وانك من المقربين وانك لعلي خلق عظيم احمد الله واشكره علي هذه النعمة وهذا كله بسبب أستاذك ونظر الي النهر رضي الله عنهما هو الذى أنقذك من الكفر الي محبة الرحمن وصرت من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأنقذ أناسا كثيرة من النفاق الي الإسلام ثم قلت له يا سيدي من المحبوب عندكم قال رضي الله عنه أستاذك وأنت قال صلي الله عليه وسلم ابوبكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر وأنا أقول الجرس والنهر مني بمنزلة السمع والبصر ثم قال رضي الله عنه قد أتاك الإذن ظاهراً وباطناً من أستاذك ومني ومن رسول الله صلي الله عليه وسلم ومن الله عز وجل ومن جميع الخلائق بان تدعوا الناس الي الله سراً وعلانية طوعاً وكرهاً وقد خصك الله بخصوصية لم يخص بها احد من أصحابنا بينما نحن كذلك وإذا بسيدنا جبريل علي نبينا وعليه السلام نازل من السماء وبيده شيء لا ادري ما هو لازال به حتي ادخله في صدري فقال سيدي الشفاء رضي الله عنه هذه الخصوصية التي أخصك الله بها ثم قال رضي الله عنه يا جرس احمد الله واشكره علي هذه النعمة التي انعم الله بها عليك بان تولي تأديبك الرسول بنفسه صلي الله عليه وسلم حتي قال الرسول صلي الله عليه وسلم أنا أربيه بنفسي ولا أكله الي أحدا غيري قلت له يا سيدي اوليس ذاتكم ذات الرسول صلي الله عليه وسلم قال نعم كذلك قلت إذ ذلك فلا فرق بينكم وبين الرسول قال رضي الله عنه علي كل حال المزية محاطة وهذا اعتناء كبير بك ولكن لا تفتر بهذا أو تكون من الغافلين بل فليكن قلبك مع الله في جميع حركاتك وسكناتك وان كان الظاهر مع أمور الدنيا والاشتغال مع الناس وأما القلب الذي هو محل الرب فلا يكن فيه احد معه سبحانه وتعالي وعليك بالاجتهاد والقيام بالذي انعم الله به عليك وكن كما كان صلي الله عليه وسلم حتي قال أنا أعرفكم بالله وأنا أخوفكم منه وكان صلي الله عليه وسلم يقوم الليل حتي تورمت قدماه فقالوا له يا رسول الله اوليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال صلي الله عليه وسلم أفلا أكون عبداً شكوراً وهذا هو الصراط الذى عليه نحن وأنت الآن عليه وفي غاية الوصول الي الله فلا تفتر ولا تكن من الذين ينقصون بل كن من الذين يزيدون في الخوف من الله والرغبة فيه واللجاء إليه في بالشدة والرخاء ثم قلت له يا سيدي ولم بلغت الي صراطك المستقيم فمسك لحيته رضي الله عنه وقال عيب علينا وهو مبتسم أن يأتينا احد ويرجع خائبا هذا غيركم والا فأنتم قرة عيني ثم قال رضي الله عنه والآن يا ابني أوصيك واياى علي ذكر الله فلا تغفل عنه ابداً والا فتهلك فليكن همك هو جل جلاله لا غيره ظاهرا وباطنا وعلي كل أحيانك والله يا بني كل ما سوى الله باطل وزائل ولا خير فيه كما قيل :-
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ahmd2012.alafdal.net
 
السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 4
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس -هوامش-
» السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس
» السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 1
» السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس 2
» السيد محمد بن علي السنوسي تلميذ السيد أحمد بن إدريس -2

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مكتبة الإمام أحمد بن إدريس العرائشي :: الفئة الأولى :: السنوسيه-
انتقل الى: